الغضب يجتاح الباكستانيين قبل الانتخابات

> كراتشي «الأيام» كان ميري :

>
يحمل دين محمد حقيبة بلاستيك زرقاء في يده,يقول الرجل البالغ من العمر 60 عاما " خرجت بها فارغة وربما أعود بها إلي بيتي فارغة أيضا".

لليوم الرابع على التوالي يقف محمد منذ السادسة صباحا أمام متجر في كراتشي لابتياع الدقيق وزيت الطعام المدعم.

محمد ليس عاطلا عن العمل لكن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بشدة في باكستان إلى حد انه لم يعد قادرا إلا على شراء الاصناف المدعومة.

أججت الاسعار المرتفعة نيران الغضب ضد حكومة الرئيس برفيز مشرف وهذا الغضب بدا واضحا تماما للعيان في اكبر مدن باكستان قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري غدا الاثنين.

وبنبرة تحمل اتهاما يقول محمد " هذه الحكومة مسئولة عن ضياع الفقراء".

كان هو وآخرون ينتظرون خارج المتجر يشترون من السوق الحرة قبل أن تشتعل الاسعار لكن الكلفة الاضافية الان زادت العبء عليه بينما يسعى لإطعام
أسرته بأقل من 70 دولار شهريا.

ويتساءل " هل يمكن للمرء أن يعيش على هذا المبلغ ؟".

ولذا فانه ينتظر وصول شاحنة محملة بالسلع المدعومة منخفضة الجودة. تلتف حشود حول الشاحنة وعلى مدي الايام القليلة الماضية عجز عن منافسة الشباب صغير السن الذين نجحوا في شراء احتياجاتهم بينما عجز هو وعاد إلى منزله خالي الوفاض.

وقال محمد " لن أقوى على منافسة هؤلاء الشبان. لا أمل".

وعوضا عن ذلك تنعقد آمال عدد كبير من الباكستانيين على حزب يتنافس في الانتخابات خلف سيدة ذهبت إلى رحاب ربها. تطل من لافتات علقت في كافة أنحاء كراتشي صورة الزعيمة السابقة لحزب الشعب الباكستاني التي تعلقت بها القلوب حية وصارت معبودة الجماهير منذ اغتيالها في 27 كانون أول / ديسمبر الماضي.

يقول اياس دوراني عضو حزب الشعب وهو يقف أمام مقر إقامة أسرة بوتو في كراتشي " اشعر باليتم منذ وفاتها. إن حزني عليها يفوق حزني لو كنت فقدت أمي أو أبي".

صوت بوتو من القبر يعد بإصلاحات لصالح الفقراء.

استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب الشعب هو أقوى الاحزاب ويتنبأ المحللون بفوزه إذا ما خرجت الانتخابات حرة ونزيهة. وقد وعد مشرف بانتخابات شرعية لكن ثمة شكوكا هائلة في أنها ستمضي دون تلاعب.

ومشرف نفسه لن يخوض الانتخابات بل الحزب الحاكم الذي يؤيده لكن التصويت كما ينظر إليه سيكون بمثابة استفتاء على حكمه. وقد تراجعت شعبيته بشدة منذ إقالته قاضي القضاة وتردي الاوضاع الاقتصادية.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تعتبر القائد العسكري السابق شريك في الحرب ضد الارهاب إلا أن ارتفاع وتيرة الهجمات الارهابية أثار مخاوف الباكستانيين .

يقول المحلل السياسي اكرم سيجال " إننا مفلسون سياسيا" مضيفا انه يعتقد أن أيام الرئيس باتت معدودة. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى