في حُمّة.. المياه ملوثة والطريق وعرة والضوء فانوس والمركز الصحي مغلق

> «الأيام» قائد زيد ثابت:

>
على بعد 15كيلومتراً تقريباً من مركز المديرية سرار وبالتحديد في أقصى الشرق تمتد عزلة حُمّة في قرى ومناطق متناثرة بين أحضان الأودية الضيفة وسفوح الجبال الشاهقة.

وتعد حُمّة اسماً يجمع عدداً من القرى والمناطق مثل أعصم، أرنبة، السيرة، امشعبة، املحيف، امعضيبة، أسفل أمها، امثيلة، الحصن.

وتعتبر حُمّة من أسوأ المناطق والأكثر حرماناً من أبسط الخدمات الضرورية كالكهرباء، والصحة والطرق والاتصالات السلكية والتعليم، وهذا الحرمان يعود لبعدها وتباعد قراها عن مركز المديرية سرار، والجميل في حُمّة التمسك بالموروث الثقافي التقليدي من رقصات وزوامل شعرية وإحياء ذلك في الأعراس.

«الأيام» زارت مناطق حُمّة قرية تلو الأخرى، والتقت بعدد من أبنائها وفي مقدمتهم الأخ حيدرة محمد الجلادي عضو المجلس السابق عن المركز الانتخابي (أ) امعضيبة، حيث قال:«تعاني منطقتنا الكثير من الهموم والمشاكل المزمنة وفي مقدمتها الكهرباء، حيث تم اعتماد تياراً كهربائياً لمنطقتنا منذ وجودنا في المجلس السابق، ولكن وللأسف الشديد لم ينفذ حتى الآن تحت مسمى حُمّة بعيدة، والأسلاك والكابلات غير كافية، ولا ندري ما حدث بعد انتهاء فترة المجلس السابق، وحالياً حُمّة من ضمن المناطق التي قاطعت الانتخابات الأخيرة في جميع مراكزها البالغ عددها ثلاثة مراكز انتخابية»، وأضاف الجلادي قائلاً:«الطريق التي تصل وتربط قرى حُمّة بمركز المديرية سرار، وكذلك مديرية رصد طريق وعرة مليئة بالصخور والحفر والمنعطفات الضيقة كونها عبارة عن سيلة تجري فيها السيول في موسم سقوط الأمطار».

وقال:«إن طريق حُمّة هي بالأساس المنفذ والمجرى الوحيد للسيول القادمة من مديريتي رصد وسرار، وقد تسببت تلك السيول الجارفة التي تمر مرور الكرام قبل سنوات في جرف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ودفن عدد من الآبار، والذي نحب أن نقوله هنا عبر صحيفة «الأيام» عسى الجهات المختصة تستجيب لهموم الأهالي لأن ما تبقى من الأراضي الزراعية والآبار عرضة للانجراف نظراً لعدم توفر المصدات (الدفاعات) التي تحميها من الانجراف».

وواصل حديثه قائلاً:«عندما تأتي السيول تختفي الطريق ونصبح معزولين عن المديرية والجمهورية، وتستمر العزلة في حدود شهر أحياناً وأحياناً أكثر، مما يضطرنا إلى نقل المواد الغذائية على ظهور الحمير والجمال».

وفي ما يتعلق بمشاريع المياه تحدث الجلادي قائلاً:«لا يوجد في حُمّة مشروع مياه حيوي يخدم أهالي قرى حُمّة، وأغلب مشاريع المياه في حُمّة ما تزال متعثرة حتى هذه اللحظة ومهددة بالانجراف مثل بئر أرنبة، أطهم، بئر السيرة، بئر أسفل أمها».

وأكد الجلادي بأن بئر السيرة تم حفرها على نفقة المواطن سعيد ناصر أحمد عاشق «الأيام»، «ونظراً لحاجة المحيطين بتلك البئر واستفادتهم منها استغلها المسؤولون بالتنسيق مع المواطن باعتماد تلك البئر من ضمن الآبار الإسعافية آنذاك، ولكن منذ عام 2004م والمواطن المسكين يلاحق ويطالب الجهات المختصة ولو بنصف الاعتماد البالغ مليوناً وستمائة ألف ريال يمني ، ولا ندري أين انتهى مصير الاعتماد أما المواطن سعيد فلا يزال متمسكاً بالوعود».

أما المواطن ناصر حيدرة ناصر الجريري أحد أهالي منطقة أعصم فتحدث قائلاً:«هموم أبناء قرى حُمّة لا تحصى ولا تعد، حيث يعيش أبناؤها واقعاً مريراً، فالمياه التي نشربها ملوثة لعدم وجود مشروع فعال يخدم أهالي المنطقة ويجنبهم مشقة جلب الماء من مسافات بعيدة على ظهور الحمير والنساء»، وأضاف الجريري بالقول بأن العدد الكبير من أبناء حُمّة يعانون أمراض البلهارسيا والكلى والملاريا.

أما المواطن سعيد العمري الساكن منطقة امثيلة فتحدث قائلاً: «من سُم ثعبان توفيت ابنتنا (نور) ابنة ولدي مرشد، على الرغم من إسعافها إلى الوحدة الصحية حُمّة ولكن لم نجد العلاج المطلوب ومن ثم حاولنا إسعافها إلى مستشفى رصد ولكن وعورة الطريق وبعد المسافة حكمت علينا بالعودة بنور جثة هامدة من منتصف الطريق».

وقال العمري بحرقة وألم وحسرة:«لماذا تقوم الدولة ببناء مستوصف صحي في حُمّة ووحدة صحية وتعجز عن توفير الأطباء والعلاج؟!»

المركز الصحي مغلق والوحدة الصحية ليتها مغلقة

أما المواطن مطيع يسلم سالم فتحدث قائلاً:«في حُمّة يوجد مركز صحي متكامل من حيث المبنى والأثاث والأجهزة في منطقة أمها حُمّة حيث تم إنشاؤه في 2001م من قبل صندوق التنمية، ومنذ تلك الفترة لم يحظ المركز إلا بموظف واحد كمساعد طبيب هو رياض ثابت أحمد علي، على الرغم من توفر المختبر والمحاليل وقسم التمديد، ولكن ترك المركز من دون أطباء وممرضين مما أدى إلى إغلاقه بالأقفال».

أما الشاب غسان سعيد محمد الجلادي فقد قال:«يوجد في حُمّة وحدة صحية يعمل فيها موظف واحد هو صالح علي الباقري وهذه الوحدة تقدم خدمات بسيطة مما يضطرنا إلى الذهاب إلى مستشفى رُصد لعدم توفر الأطباء في سرار».

وأضاف:«إن المريض في حُمّة يتم تأخيره حتى يأتي السبت لتوفير المواصلات يوم السبت فلو باغته المرض يوم الأحد فعليه أن يبقى طريح الفراش إلى يوم السبت كون السبت بالنسبة لرُصد سوقاً يجمع كل أبناء المديريات الثلاث». وقا:«إن السفر إلى رُصد يجب أن يكون قبل طلوع الشمس بساعات والعودة إلى حُمّة في العصر إذا حالفهم الحظ بعدم تعطل السيارة».وأضاف غسان «بأن إيجار الراكب الواحد 1000 ريال ذهاباً وإياباً إذا كان من دون مقاضٍ مثقلة».

في حُمّة مدارس من دون معلمين

الحديث عن التعليم في حُمّة يحتاج إلى مجلد كي نتمكن من سرد معاناة الطلاب، ولكن نكتفي بهذه السطور التي زودنا بها الأغلبية من أهالي قرى ومناطق حُمّة، حيث تحدث الأهالي قائلين:«في حُمّة أربع مدارس للتعليم الأساسي ولكن أغلب تلك المدارس شبه مدارس و هي: مدرسة أسفل أمها من (1-8)، مدرسة امشعبة من (1-8) ، مدرسة أعصم من (1-2) ، مدرسة السيرة (مسكرة) من (1-2)».

وأضاف الأهالي «بأن التعليم الأساسي في حُمّة ناقص لعدم فتح وتوفير شعبة دراسية لطلاب الصف التاسع بدلاً من تشتيت الطلاب بين مدارس المديرية والبعض لا يكمل تعليمه الأساسي، ناهيك عن التعليم الثانوي الذي هو غير متوفر في حُمّة».

وقالوا بأن أغلب تلك المدارس تفتقر للمعلمين وأكدوا بأن مدرسة السيرة التي تتكون من فصلين دراسيين أي (1-2) مغلقة منذ سنتين، وإغلاقها جاء بعد سفر المعلم أنيس محمد حيدرة الذي تم التعاقد معه من قبل مكتب التربية سرار المملكة العربية السعودية، بعد نفاد صبره في انتظار الوظيفة كونه يحمل مؤهل دبلوم عالي واسمه مقيد في الخدمة المدنية أبين من عام 2003م. وأضاف الأهالي:«إن تعليم الفتاة في حُمّة مختلط مع البنين وبالذات الصفوف الأولى وبعدها ينقطعن عن مواصلة التعليم لعدم توفير المدارس الخاصة بالفيتات أولاً والمعلمات ثانياً وبعد مدارس البنين عن مناطقهن». وأكدوا قائلين بأن قرى ومناطق حُمّة محرومة حتى من الاتصالات السلكية ومحرومة أيضاً من التغطية لأجهزة الهاتف الجوال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى