العيدروس منطقة مذكورة في التاريخ منسية في الحاضر ..منطقة جبل العيدروس تستغيث فهل من مجيب؟

> «الأيام» فردوس العلمي:

> عدن مدينة الأحرار والثوار، توجد فيها منطقة كريتر (فوهة البركان) الذي خمد، لتنام على قمته مدينة بكاملها بأمان بأناسها وأرضها.. اليوم لنا جولة في إحدى مناطقها (منطقة العيدروس)، وهي من أشهر مناطق مدينة عدن، تحل تلك المنطقة في قلب عدن، وتتربع على عرش التاريخ والسياحة لوجود معلم من معالم عدن التاريخية فيها (جامع العيدروس)، الذي يقال أنه بني في عام 980هـ- 1470م، والذي يعتبر رمزاً دينياً و مزاراً سياحياً يؤمه السياح من كل مكان، ورغم هذا حين تبحث عن هذه المنطقة في الحاضر تجدها تتمسك بذيل القائمة بضراوة لتدافع عن حقها في الوجود، هذه المنطقة كان لها دور في النضال كباقي مناطق مدينة عدن، التي تقاسمت الكفاح لتوجد لنا مدينة عدن مدينة المستقبل، التي حلم بها الجميع يوم خروج آخر جندي بريطاني منها.

إلى جانب الفقر والبطالة ، تعاني منطقة جبل العيدروس من صعوبة وصول المياه وهذه مشكلة عويصة لها سنوات طويلة ، كما إنها تعاني من الظلمة ، المنطقة تعاني الكثير والكثير والذي لا نستطيع أن نسرده لكم، وكما يقول المثل «ما شفت من الجمل إلا الأذون» ، فهذا جبل العيدروس في أول الطريق ولم نتطرق إلى وسطه وآخره، ولم نتطرق إلى شعب العيدروس ، الذي هو الآخر بحالة يرثى لها.

كانت لنا لقاءات مع بعض الجهات المعنية علنا نجد عندها بعض الحلول لهذه المنطقة، بما أن هناك جمعية تعنى بالمجال التنموي والتدريبي والتأهيلي وتعمل على قدم وساق، ولكن اليد الواحدة لا تصفق .

كان لقاؤنا برئيسة الجمعية الأخت سمية القارمي التي تؤكد : “ إن منطقة العيدروس من المناطق العريقة، وعدد سكانها حوالي( 30) ألف نسمة أغلبهم يعيش في الفقر والبطالة، وعدم وجود فرص عمل ، سواء في القطاع العام أو الخاص» .

وتضيف:«نحن نعول على الحكومة والقطاع الخاص بأن ياستوعب القطاع الكبير من الشباب العاطلين ، في ظل هذه البطالة المتزايدة، ونأمل أن يفتح معهد التدريب والتأهيل بكل طاقته لاستيعاب الشباب، ونتمنى أن يكون هناك وحدات تدريبية لكل مديرية وليس فقط في مركز المحافظة، فالشباب ليس لديهم دعم مادي للذهاب إلى خارج المحافظة أو حتى خارج المديرية ، وهذا يسهل له الاستفادة والانخراط في هذه الوحدات .

عملنا على إنشاء الجمعية في هذه المنطقة وكان هدفنا التنمية لمكافحة الفقر، من أجل تحسين دخل الأسر وقمنا بالعديد من المشاريع، ولكن حجم المبلغ المرصود لهذه المشاريع لم يكن كافيا ، وكان لدينا برامج تدريب وتأهيل وعملنا على تأهيل مجموعة بسيطة خلال ست سنوات خاصة مع النساء ، و كان لنا إسهامات لضم الشباب إلى المعاهد المهنية حوالي 50 شابا من منطقتي العيدروس وشعب العيدروس، وتم توفير باصات لنقل الشباب من قبل الجمعية .

وحالياً نسعى لأن نوجد مشروعا للشباب في المنطقة نفسها ، من تدريب وتأهيل ، ليكسب الشباب مهنة، ولكي لا تكون الطاقات معطلة، والداعم موجود والحمد لله المشروع جاهز ومصمم فقط ننتظر الأرضية التي سيقام عليها المشروع»، وتؤوكد الأخت سمية بأن شباب العيدروس موهبون وبحاجة للاهتمام، «وهم طاقة يجب أن تستفيد منها الحكومة والقطاع الخاص، وعلى الإعلام أن يسلط الضوء على هذه المنطقة».

عاقل حارة جبل العيدروس محمد عبدالله السدح، يقول عن عملية الرصف في المنطقة: «بعض الأماكن لا يتم الحفر فيها بشكل صحيح حيث يعمل على الرصف مباشرة، ويرفضون تقليب التراب إلى العمق وبعض الأحيان يتم الرصف فوق أغطية المجاري».

وعن ظاهرة الحمير في المنطقة يقول:«ظاهرة الحمير لها سلبياتها وإيجابياتها، ومن إيجابياتها تعتبر وسيلة نقل لاحتياجات الناس في المناطق العالية في الجبال ، ومن سلبياتها، أن القائمين عليها يتركونها سائبة ، وليس لها مكان محدد يجمعونها ، وقد طالبنا كثيراً من الجهات المعنية ولم يستجيبوا لمطلبنا هذه..

ولكن ما يحز في النفس أن الذي يعمل على الحمير هم من الشباب الدارسين، ولا يوجد لهم عمل وأصبح العمل على الحمير مصدر رزق وحيد لهم فأغلبهم من الفقراء».

ويتطرق إلى مشروع الإنارة قائلاً:«مشروع الإنارة غير موجود في المنطقة برغم حاجة المنطقة لها ، ونأمل من المجلس المحلي تحسين أوضاع الناس في المنطقة»، مشيداً بالعمل الناجح الذي أقدم عليه المجلس المحلي «بإصدار قرار بإعادة الأكشاك للفقراء بعد عملية الرصف والبلاط، وكانت الإعادة بشكل حضاري، ونشكر المجلس المحلي على هذا العمل الرائع لمساعدة الفقراء».

رمسيس أحمد عبدالله عضو المجلس لمديرية صيرة يقول:«الفقر والبطالة المتفشية في المنطقة لا تعاني منها المنطقة فقط، ولا على مستوى اليمن، بل هي على مستوى العالم».

ويقول:«منطقتنا شعبية وأغلب أهلها فقراء ، يعيشون على الدخل البسيط، وأغلبهم لا يجدون هذا الدخل».

يقسم عضو المجلس المحلي المنطقة إلى ثلاث فئات، حيث يقول :« بعض أهل المنطقة يعيشون على دخل الحمير ، والبعض على دخل الأكشاك وبعضهم يعيشون على المساعدات المقدمة لهم». ويضيف: «سبب هذا الوضع يعود إلى عدم وجود وظائف وفرص عمل للشباب ، فهناك خريجون من عام 1995م لم يحصلوا على وظائف بعد».

وعن وجود الحمير في المنطقة يقول:«هي ظاهرة غير حضارية، ولكن يجب أن لا ننسى أن هذا الحمار يشقي على أسرة وهو مصدر عمل للشباب الذين لا يجدون الوظيفة».

عوض مبجر الأمين العام للمجلس المحلي يقول في رده على السؤالين عن ما آلت إليه منطقة العيدروس في أوضاعها:«بالنسبة لاستخدام الحمير في منطقة جبل العيدروس، المنطقة جبلية ويحتاج أهل المنطقة الحمير لنقل مواد البناء والغاز والراشن وأشياء كثيرة»، ويتأسف الأخ عوض مبجر كون من يعمل على هذه المهنة هم من الشباب، حيث يقول:«وللأسف من يعمل على هذه المهنة هم شباب من حملة الشهادات، وهم مضطرون لعدم وجود الوظيفة، ولقمة العيش أصبحت صعبة جداً ، فيضطر هذا الشاب أن يعمل على ظهر الحمير، لكي يستطيع أن يجد لقيمات يقوي بها صلبه، ومنهم من يعيل أسرة كبيرة بهذا الحمار، وهؤلاء الشباب مغلوبون على أمرهم».

ويضيف قائلاً:«نصل إلى مفترق آخر هو شكوى بعض الأهالي من الإزعاج المستمر والأوساخ، وأنها خطيرة على البيئة الموجودة، وقدمت شكاوى كثيرة للبلدية، وفي الأخير نجد أنفسنا داخل نفق مغلق عند حجز الحمير، مع مراعاة البطالة والبحث عن لقمة العيش».

ويتحدث عن مشروع الرصف القائم حالياً في المنطقة، ويقول:«تسير عملية الرصف في المنطقة بشكل جيد والعمل يجري على وتيرة عالية بفضل تعاون أهالي المنطقة الذين يساندوننا دائماً في المراقبة على عملية الرصف، وعملنا على تسهيل الخدمات التحتية من مياه ومجاري وتلفون وتجديد الشبكات فيها وتم إعادة الأكشاك إلى مواقعها بشكل نموذجي يتناسب مع التجديد الموجود في المنطقة، وخاصة أكشاك الناس البسطاء الذين لا يجدون إلا هذه الأكشاك من أجل لقمة العيش، ولو بأيدينا لن نتأخر في خدمة البسطاء من أهالي كريتر.

المشاريع المستقبلية

هناك بعض المشاريع المستقبلية نحاول جاهدين تنفيذها مثل مشروع الإنارة ، وما حدث في جبل البادري، وفي ختام حديثي أتوجه بالشكر والتقدير لأهالي منطقة العيدروس الذين يحاولون دائماً مساعدتنا في جميع المشاريع ومتابعتها بصورة يومية، ونتمنى منهم المزيد من الصبر، كما أتوجه بالشكر والتقدير لصحيفة «الأيام» على المتابعة المستمرة لقضايا الناس البسطاء».

الموضوع لقي تجاوبا كبيرا من أهل الخير وأهل المنطقة، حيث نزل إلى المنطقة فاعل خير قدم خمسة آلاف ريال، كما تقول الأخت التي كُلفت بمراعاة الحاجَّة مريم، بالإضافة إلى فاعل خير آخر سيقدم مبلغا ماليا لم يصل بعد، والحاجَّة مريم تغير حالها وكان العمل يجري في منزلها والعامل يعمل بهمة ونشاط لطلاء المنزل، فبعد أن كانت الرائحة نتنة شممت رائحة النظافة من منزل الحاجَّة مريم .

و قام الباحث الاجتماعي عرفات صالح السقاف بالنزول الميداني إلى المنطقة وأخذ بيانات الحاجَّة مريم لضمها في سجلات صندوق الرعاية الاجتماعية وقال:«بعد اطلاعنا على حالة الحاجَّة مريم في صحيفة «الأيام»أصدر المدير العام لصندوق الرعاية الاجتماعية التوجيهات بضرورة النزول لمعرفة البيانات المطلوبة لصرف إعانة شهرية»، مؤكداً بأن هذه الحالة «لا نعلم عنها ولم يبلغنا أحد عنها، واليوم رأيت حالة مشابهة لها، وإن شاء الله سنحاول عمل شيء لها».

وفي اتصال هاتفي عبَّر الأخ مهدي صالح باطويل مدير صندوق الرعاية الاجتماعية عدن، عن شكره لـ«الأيام» لما تتناوله من قضايا اجتماعية ودعت الأخ مهدي المواطنين الذي يعرفون حالات مماثلة الإبلاغ عنها، ليس في كريتر ومنطقة العيدروس، ولكن أى مديرية من مديريات المحافظة . مؤكداً أن تسجيل هؤلاء لا يتم إلا برفع الكشوفات من قبل عقال الحارات والمجلس المحلي، وفي ضوء ذلك ينزل الباحث للمعاينة والتأكد . وأكد الأخ مهدي أن المسنين والعجزة الذين لا يملكون بطائق شخصية يمنية لا يشملهم قانون الرعاية الاجتماعية، «ولكن هذه حالات إنسانية يمكن أن تُصرف لها مساعدات إنسانية سنوية، خاصةً إذا كانت الحالة تستحق»، وطالب أن تقدم الحالة الثانية رسالة إلى صندوق الرعاية لصرف إعانة لها، وهذه دعوة لأهلها لتقديم الرسالة إلى صندوق الرعاية .

الأخ صالح أبو طالب ممثل مؤسسة الوادعي يقول :« هذا المشروع تابع للأشغال العامة وهي المرحلة الرابعة ويشرف عليه المجلس المحلي وتنفذه مؤسسة الوادعي، المرحلة الزمنية للمشروع سبعة أشهر

والحمد لله نحن في نهاية المشروع ومساحة المشروع 8228 متر مربع وهي ليست المساحة الكاملة لمنطقة العيدروس، فالكمية الحالية لاتكفي لرصف المنطقة كاملاً، كما تم اعتماد %14 أعمال إضافية، ولكن لم يغط المبلغ، فالجبل بحاجة إلى كمية كبيرة».

وصل إلى الصحيفة ملف يحوي الكثير من القضايا تخص منطقة العيدروس مقدمة من المواطن سمير علي زين، الذي يقول :«الكهرباء في هذه المنطقة كانت ضعيفة وكانت كلها على (فيز واحد) وذلك في عام 2003 م، تابعت الجهات المختصة في الكهرباء وكان من الصعب أن توجد حلا لهذه المشكلة، رغم هذا كانت هناك محطة كهرباء (ديكور فقط) ولم أجد ردا وبعدها وصلت إلى صحيفة «الأيام» وقدمنا مناشدة والحمد لله تمت الاستجابة لها، ونزلت الجهات المعنية منها الكهرباء، وقيادة المديرية، وكانوا متعاونين خاصة الأخ خالد وهبي الذي عمل على المتابعة ، نتمنى أن يعملوا مشروع الإنارة، حتى لو كان في الشوارع الرئيسية»، ويقول الأخ سمير :«عملت على توصيل السراجات على حسابي الشخصي لأحد الشوارع الرئيسة في المنطقة».

انتهى الاستطلاع ، ولكن سيبقى معي تأثير الألم الذي عانيت منه، وأنا أستمع إلى هموم البشر، وإلى حكاية الحاجَّة مريم ، وحكاية الحاجَّة أم فردوس التي حالها هي الأخرى لا يسر أحداً، وحيدة رغم وجود ابنتها معها، وابنة أخرى لا تزورها ولا تسأل عنها- كما تقول- ولن يبقى لكم غير حروف وكلمات تسرد حكاية استطلاع لمنطقة تاريخية منسية في الحاضر، فعندما تشتعل داخلنا الحروف تتلمس طريقها إلى الورق تبحث عن آذانٍ صاغية تسمعها، وقلوب حنونة تداعبها وتعمل على تهدئتها، وتستجيب لها أو تبقى على الورق مجرد ذكرى لحال مؤلمة يعاني منها الكبار وينتظرها الأطفال بخوف مرتقب .

في الختام أتقدم بالشكر والتقدير لابن المنطقة الذي لولاه ما كان لنا هذا الاستطلاع، فتحية شكر وتقدير للأخ برهان مانع، الذي سهل لنا عملنا في المنطقة ، والذي كان يتملكه الحماس لكي يقدم الشيء البسيط لمنطقته .

وتحية وتقدير لكل من قرأ الاستطلاع، وقدم ما فيه الخير، وهمسة عتاب لمن أخبرني بأن منطقة العيدورس ثائرة عليَّ بحجة أني نقلت صورة مخالفة. وأقول ما كان العشم يا هذا ! فلم أقصد أن أهين أبناء العيدروس الذين أكن لهم كل تقدير واحترام، وكان غرضي تقديم صورة واقعية لحالة يعيشها بشر وما أسعدني رضى أهل المنطقة عما احتواه الاستطلاع.. وفي الختام لا نقول إلا جزاكم الله خيراً وجعلها في ميزان حسناتكم .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى