مدينة الحزن!

> «الأيام» فهد علي البرشاء:

> حياتي مدينة يسكنها الحزن.. يعشش بين جدرانها.. ويتجول في أروقتها.. أزقتها المليئة بالمآسي تبعث على الحزن.. وهوائها الملوث بالآهات.. يبعث على الاختناق.. رياح الأنات تلعب بنوافذ القلب وأعاصير الاحتضارات عاثت فيها فسادا واجتثت بساتين الأمل.

وذبلت زهور الياسمين.. سماؤها ملبدة بالغيوم.. وغيماتها حبلى بالتعاسة.. تهطل من الأحداق دموع الحسرة.. فتتسرب بين أوصال الجسد.. مالحة هي الدموع التي تتخلل الأوصال.. تمنيت كل شيء في مدينتي.. يضيء البرق أرجاءها المظلمة.. ويزيد من ظلمها.. وهدير الرعد ينشر الخوف بداخلها.. صقيع الوحدة يجمد الحياة فيها.. تسكن مدينتي أشباح الماضي المؤلم.. تلتحق أكفاني التي حاكتها أيادي الغدر.. وتقتات على بقايا الجروح التي خلفتها خناجر النفاق.. مدينتي أبوابها موصدة.. لاتخرج منها سوى الآهات والأنات والاحتضارات.. ولا تدخلها سوى الجروح والمآسي.. تقبع بعيدا عن باقي المدن.. تتناثر فيها أوراق الذكرى.. وتنضح منها رائحة الأحشاء الملتهبة.. تجوس السكينة في شوارعها الخالية.. وتترنح الروح في طرقاتها المتعرجة.. تعانق الوحدة.. وتصافح الأحزان.. مدينتي تداعت أركانها.. وآلت إلى السقوط.. مدينتي ستغدو أطلال ذكرى تحكي عنها الأمم.. وتخط حكايتها على جدار الزمن!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى