الباكستانيون يتحدون العنف ويدلون باصواتهم في الانتخابات التشريعية الحاسمة

> إسلام أباد «الأيام» داني كيمب :

>
تحدى الباكستانيون التفجيرات واطلاق النار وتوجهوا أمس الإثنين الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في الانتخابات التشريعية الحاسمة التي ستقرر مصير برويز مشرف الرئيس الباكستاني الموالي للولايات المتحدة في "الحرب على الارهاب".

وكان من المقرر ان تستكمل هذه الانتخابات الانتقال الى الديموقراطية المدنية بعد ثماني سنوات من الحكم العسكري، الا انها جرت وسط تصاعد اعمال العنف التي كان من بينها مقتل رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو.

وستراقب الدول الغربية الحليفة لمشرف نتائج هذه الانتخابات عن كثب، حيث توعد زعماء المعارضة بتنظيم احتجاجات واسعة اذا حرموا من الفوز بها بسبب التزوير.

ودعا مشرف، الذي استولى على السلطة عام 1999 وتنحى عن قيادة الجيش في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، الى المصالحة عقب الانتخابات، وطلب من كافة الاطراف قبول نتيجة الانتخابات.

وعند الادلاء بصوته في مدينة روالبندي، تعهد مشرف بالعمل ب"انسجام تام" مع الطرف الذي سيفوز في الانتخابات البرلمانية.

وادلى مشرف بصوته في مدينة روالبندي القريبة من اسلام اباد، مع افراد عائلته بمن فيهم والدته، حسب المتحدث الرئاسي الجنرال رشيد قريشي.

وصرح مشرف للتلفزيون الحكومي "مهما كانت الجهة التي ستفوز في الانتخابات،فانني كرئيس لباكستان ساعمل معها بانسجام تام".

واضاف "ان سياسة المواجهة تضر بباكستان ويجب ان نتبنى سياسات تصالحية تكون في مصلحة البلاد، وساتعاون" مع الفائز في الانتخابات.

وتابع "يجب على الفائزين ان يبدو تواضعا، وعلى الخاسرين ان يتصرفوا بكرامة,ويجب ان تنتهي ظاهرة الطعن في الانتخابات الان".

واكد "انا نفسي سأهنئ الفائزين. واذا ما فاز حزب يمكنه ان يعين رئيس الوزراء،واذا كان البرلمان معلقا يمكنهم ان يشكلوا اتئلافا".

من ناحية اخرى قتل 14 شخصا على الاقل واصيب 100 آخرون في اعمال عنف مرتبطة بالانتخابات في انحاء باكستان، حسب ما صرح مسؤولون الاثنين.

وقتل تسعة اشخاص يوم الانتخابات أمس الإثنين، فيما قتل خمسة اخرون في اطلاق نار عشية الاقتراع في مدينة لاهور عاصمة ولاية البنجاب المكتظة.

ودفعت المخاوف الامنية العديد من الباكستانيين الى عدم الخروج للتصويت رغم انتشار 80 الف جندي في الشوارع.

وقال المعارضة ان ضعف المشاركة في الانتخابات سيسهل عملية تزويرها.

الا ان الاقبال على الانتخابات تحسن بعد بداية بطيئة ووصل عدد من ادلوا باصواتهم قبل اغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة الخامسة مساء (12:00 تغ) 35 بالمئة من بين 81 باكستاني يحق لهم الانتخاب، حسب ما صرح مسؤول في اللجنة الانتخابية لوكالة فرانس برس.

وهذه الانتخابات حاسمة لمستقبل مشرف. فاذا حصلت المعارضة التي قامت بتعبئة واسعة منذ اغتيال بوتو، على ثلثي مقاعد البرلمان، يمكنها البدء في اجراءات يمكن ان تؤدي الى اقالته.

وتعتبر واشنطن الجنرال السابق حليفها القوي في "الحرب على الارهاب" ضد مسلحي القاعدة وطالبان المتمركزين في مناطق القبائل المحاذية لافغانستان.

ورجحت استطلاعات الرأي فوز حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه آصف زرداري زوج بنازير بوتو، يليه حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف، وتوقعت ان ياتي حزب الرابطة الاسلامية لباكستان الموالي لمشرف في المرتبة الثالثة,وتوقع زعماء المعارضة تزوير الانتخابات لصالح مرشحي مشرف.

ورجح زرداري فوز حزب الشعب الباكستاني، وقال اثناء ادلائه بصوته في مدينة نوابشاه الجنوبية "ان النصر هو قدرنا، وسنغير النظام".

وصرح شريف اثناء الادلاء بصوته في مدينة لاهور ان حزب الرابطة الاسلامية لباكستان "يرتكب عمليات تزوير، ويهاجمون مرشحينا وانصارنا".

ويوم أمس الأول، اطلق مجهولون النار على مرشح لحزب شريف في لاهور,وقتل المرشح لمجلس الولاية آصف اشرف مع سكرتيره وحارسه الشخصي وشخص ثالث. وتوفي احد مؤيدي اشرف متاثرا بجروحه صباح أمس الإثنين في المستشفى.

وبلغ مجموع من قتلوا الاحد والاثنين 14 شخصا، وانفجرت ثماني قنابل على الاقل في مناطق شمال غرب وجنوب غرب باكستان دون ان توقع اية ضحايا، حسب مسؤولين. كما سقط صاروخ على مركز للاقتراع في جنوب البلاد.

وانتهت الحملة الانتخابية السبت بهجوم انتحاري على انصار حزب بوتو في مدينة باراشينار الشمالية الغربية مما ادى الى مقتل 47 شخصا واصابة اكثر من 100.

وقتل اكثر من 90 شخصا في تفجيرات في الاسبوع الذي سبق الانتخابات. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى