«الأيام» تزور عزلة كومان والوطئة في مشروع مديرية حبيش ..مواطنون: جفاف و13 عاما في انتظار مشروع بتكلفة 27 مليونا

> «الأيام» نبيل مصلح:

>
مواطنون يتسابقون على مياه بئر
مواطنون يتسابقون على مياه بئر
عندما تسمع عن مديرية حبيش بأن هذه المديرية يوجد فيها عدد كبير من أصحاب رؤوس الأموال، وكذا عندما تقرأ تقارير السلطة المحلية في المديرية، والجلوس مع ممثلي الدائرتين الانتخابيتين لمجلس النواب تشعر بأن أهالي حبيش يعيشون في أجواء تم فيها توفير كافة سبل الحياة الكريمة، وتم توفير الخدمات الأساسية فيها، وأن المواطن فيها أصبح ينعم بخيرات المنجزات على الورق فقط وأيام الانتخابات، ولكن عندما تزور حبيش فتشاهد عكس ذلك..

فأولاً الطريق لها أكثر من 15 عاماً وهي حتى اليوم لم تصل إلى عاصمة المديرية، ومازال العمل جارياً فيها ولكن ببطء فنصف الطريق مسفلت والباقي ممسوح فقط، وطريق ضيق لم تصل إلى طموح أبناء حبيش، خاصة بعد طول الانتظار، فسعة الطريق أقل من عشرة أمتار، فإذا قدمت شاحنة كبيرة (سكس) تغلقها تماماً، وعندما تصل إلى العاصمة (ظلمة) تجد أنه تم عمل خرسانة مسلحة بفضل المشاريع الاستثنائية التي تم اعتمادها بمناسبة الذكرى 17 للوحدة اليمنية، ولكن النظافة غائبة في العاصمة.

وما أن بدأنا بالنزول إلى بعض العزل إلا والكابوس قد خيم علينا، طريق وعرة لا تمر فيها سوى سيارة واحدة شاص أو صالون، وبعض تلك العزل فيها فقط أسلاك كهربائية ولا تعمل- وإن شاء الله ستعمل مع قرب الانتخابات حسب قول الأهالي- وهناك أيضاً عزل فيها مشاريع مياه والبعض الآخر لا، ومازالت الحمير ورؤوس النساء هي الوسيلة الوحيدة لجلب المياه.. والنساء يظللن حتى ساعات متأخرة من الليل في طوابير أمام البئر من أجل الحصول على (دبتين) ماء للشرب وهذه المياه مليئة بالأتربة وغير صالحة للشرب.. مناظر تشيب العقل قبل الرأس!! وفوق هذا فالتعليم حدث ولا حرج، فهناك مدارس بالجملة مغلقة أمام الطلاب نظراً لعدم وجود مدرسين، وهذه المدارس بدون (أحواش) مما أدى إلى أن تتحول إلى مرتع للأبقار والمواشي، بل إن بعض الفصول أصبحت سكنا للأبقار والأغنام.

وعدسة «الأيام» رصدت ذلك ونقلت صورة لمناظر المدارس، علماً بأن تلك المدارس لم يمض على بنائها سوى عشر سنوات أو أقل، وأبوابها من النوع الرديء ونوافذها مكسرة، وقد كلفت هذه الأدوات الملايين وهذا هو الفساد بعينه!!

ومن تلك المدارس في عزلة كومان والوطئة هي مدرسة عفيف الدين ومدرسة العز ومدرسة حمامة والهدى وغيرها مضى على تعطيل تلك المدارس- البعض منها- منذ عام 97م.

وعندما نزلنا ووصلنا إلى عزلة كومان والوطئة التي فيها أكثر من عشرين قرية، يسكنها ما يقارب من خمسة ألف نسمة، وجدنا أن الطريق صعبة جدا لا تصلح مطلقاً.

وعزل لا تصلها الكهرباء والمياه، والتربية صفر ولا توجد في تلك العزل ولا حتى وحدة صحية، وهناك مدخل مدرسة يتم صيانتها والعمل جار فيها بدعم من اليابان بإعادة صيانها بتكلفة 85 ألف دولار.

حياة معيشية صعبة ومناظر لا تسر أحداً، وأكثر من 40 عاماً عمر الجمهورية والمواطن يقول:«نحن لم تصل إلينا الجمهورية، فنحن في ظلام دامس ومشاريع متعثرة ومدارس مغلقة والصحة لا توجد وفوق هذا ونحن طيبين دائماً مع المؤتمر الشعبي العام!».

وبعد أن تجولنا في العزلتين وشاهدنا مدى الفساد وغياب الوعود التي لا تكون إلا أيام الانتخابات النيابية والرئاسية قال لنا الشيخ محمد عبدالقادر، عضو المجلس بمركز (و):«صور وعود متكررة في كل شيء وهذا مشروع المياه منذ حفر البئر أواخر عام 94م وتم عمل مناقصة لها في توفير المضخة والمواسير، وقد رفعت دراسات عبر فرع الهيئة وتم عمل مناقصة وقد رسيت على المقاول عام 97م والعزلة مساحتها أكثر من ستة كيلو متر مربع، وقد قمنا بالمتابعة على حسابنا، وعمق البئر 153مترا ويحتاج إلى مواسير عدد 40 ماسورة، وفوق هذا تم التلاعب عبر فرع الهيئة بإب وتم إحضار 20 ماسورة، مع أن الدراسات لـ 40 ماسورة إلى داخل البئر، وتم تركيب الشبكة والمواسير إلى خزان بطول كيلو ومائتي متر وتم مدها إلى كل بيت، ولكن وصلت المضخة وهي غير مطابقة للمواصفات، وظلت المضخة مركونة عاما أمام المنزل وتم تركيبها قبل ثلاثة أشهر، بالرغم أنها غير مطابقة للمواصفات وتم التركيب، ولكن لم تستطع المضخة أن تدفع المياه إلا إلى باب الغرفة الخاصة بها، وقال المهندس:«أطفأوا المضخة وتصور بتكلفة 27 مليون واعتبروا أن المشروع منجز، وقد رفضنا هذا الخبر وقمنا بحجز رافعة (ونش) المقاول، ولكن تم إحضار طقم لنا، وتم بعدها الاتفاق على عمل محضر بأن يتم التغيير، ولكن كان هذا كله ضحك من أجل إخراج الونش فقط، وقالوا لنا في المحافظة انتظروا حتى الانتخابات القادمة وسوف نقوم بتغيير المضخة، وكل هذا ضحك على المواطن المسكين وإهدار مبالغ الدولة من قبل مدير فرع الهيئة، وتصور أن العزلتين محرومتان وفي جفاف شديد، والنساء في طوابير من أجل المياه حتى ساعات متأخرة من الليل، والكهرباء لا شيء ومدارس مغلقة ولا يوجد مدرسين وأولادنا يدرسون في مدارس بعيدة، والحمير مازالت وسيلة ننقل بها المواد الغذائية والمياه، لأن الطريق صعبة جدا والهجرة من العزلة أصبحت شعار المواطنين، وبصراحة الدولة لا تتذكرنا إلا وقت الانتخابات، والنواب حقنا نائمون في العسل!».

بقرة في فصل دراسي بمدرسة مغلقة
بقرة في فصل دراسي بمدرسة مغلقة
المواطنون حمود محمد الجراش وأحمد محمد سعيد وحفظ الله محمد أمين وماجد علي عبدالحميد وأحمد ناصر فارع وفكري ناصر حمادي قالوا:«نحن في العزلتين أصبحنا معزولين عن الجمهورية، مدارسنا مغلقة ولا توجد هناك وحدة صحية ولا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب، وقد تم التلاعب بمشروع المياه الذي كلف الدولة 27 مليونا، ونحن قد خسرنا الكثير وقدمنا رشوة وقدمنا مبالغ تكفلنا بإيصال المواسير إلى العزلة من جيوبنا، وفوق هذا مدير فرع مياه الريف يوفر مضخة غير مطابقة للمواصفات، وأطفالنا والنساء يظلون حتى ساعات متأخرة من الليل في انتظار المياه بالدور ليحصل كل بيت على (دبتين) إلى ثلاث (دبات) ماء، وفوق هذا فالمياه مليئة بالأتربة، والسلطة المحلية في المديرية والمحافظة يضحكون علينا! وعندما حجزنا الونش الخاص بالمورد قالوا انتظروا إلى الانتخابات القادمة، وسوف يتم توفير مضخة طمعنا بمبلغ آخر، وكله على حساب الدولة، وهم الفاسدون ولكن من سيحاسبهم، ومتى نرى الجمهورية تصل إلينا؟ ومن السبب وراء إغلاق المدارس؟! وعدم تسويرها، وحياتنا صعبة انقلوا ذلك وقولوا للكذابين بأن هناك عزل في حبيش خارج الخارطة، مع أنها قريبة من المحافظة، ولكن لا طريق، لا مياه للشرب، لا كهرباء، لا صحة، لا مدارس!».

وأضافوا: «هناك بعض العزل فيها عدد من الخدمات ولكن نحن لا! لماذا؟! لا ندري مع أننا قد انتخبنا رئيس الجمهورية وأعضاء المؤتمر، فهل هذا هو جزاؤنا؟ وممثل دائرتنا لا يتذكرنا إلا أيام الانتخابات فقط».

المواطنون مع شيخهم قالوا: «واشكروا القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف الذي ينتمي إلى المكان نفسه على التعاون معنا بتوفير مشروع المياه والمتابعة، ولكن فرع الهيئة أراد أن يكون هذا المشروع فاشلا! وقيادة المديرية والمشايخ في سبات عميق وإهمال للمواطن وحقوقه».

في الأخير هناك عدد كبير من عزل مديرية حبيش غير تلك العزل في معاناة كبيرة، والخدمات فيها صفر ورصيدها بالكامل يحتاج إلى صفحات كثيرة وإلى شرح أكثر مما تعانيه هذه العزلة..

وقد اختصرنا اللقاء مع المواطنين والكل كان يريد أن يتكلم عن الوضع المتردي والمشاريع الغائبة في عدد من المجالات..

فما رأي قيادة المحافظة الممثلة بالأخ المحافظ علي بن علي القيسي ونائبه الأخ أمين الورافي، هل زاروا هذه العزلة وغيرها؟!

المواطنون يتمنون أن تزورا عزلهم لتتابعوا الأوضاع عن قرب.. وانظروا لهم بعين الرحمة ولا تصدقوا التقارير التي تصل من الجهات بأن كل شيء تمام، مع أن الواقع عكس ذلك وهي أمانة نحن نقلناها من معاناة المواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى