> «الأيام الريــاضـي» توفيق يحيى الحكيم:

محمد أبو تريكه هذا اللاعب العملاق أراد الله به أن يكون سبباً للفوز والنصر بقميصه، وأن يرفع إسم بلده عالياً، ويرفع هامات العرب والمسلمين بكل فخر واعتزاز..وقميصه هذا كان شاهداً على النصر.
وللقميص في القرآن الكريم قصة عزة وإباء وملحمة بطولة وحب وولاء .. أنظر إلى نبي الله يوسف عليه السلام والقرآن الكريم يتحدث عنه وعن قميصه:(وجاءوا على قميصه بدم كذب) ..(وقدت قميصه من قبل) .. (اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه أبي يأتي بصيراً).
فكان قميص يوسف عليه السلام أولاً دليلاً على عجز إخوته وكذبهم وحقدهم الدفين، وكان قميصه ثانياً دليل العفة والطهر والفضيلة ومراقبة الله عندما راودته إمرأة العزيز، وشقت قميصه من الأمام، وكان قميصه في النهاية الستار الذي يسدل على مشهد النصر والمعجزة واصطفاء الله له وجعله عزيزا لمصر.
ومن مصر كان القميص مرة أخرى، ولكن بصورة أخرى وبرونق خاص يجسد معنى البطولة والعزة ونصرا للمظلومين في غزة.. فهل يخيب هذا القميص وحامله؟!
لقد حقق محمد أبو تريكة بقميصه نصراً وفوزاً ضجت له أسماع العالم كله فرحاً وسروراً.. وترنم له الشرق والغرب طرباً وحبوراً.
وما أعجب تصرفات القدر وأحواله!، كان أول هدف للمنتخب المصري حققه أبو تريكة بقميصه الذي يخفي تحته قلبا لا يعرف الذل ولا الهوان.. نصر الله فنصره الله في موطن الشدة،فسجد لله شكراً وسجد أصحابه.. واستحق المنتخب المصري كأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية على التوالي، وبكل جدارة وافتخار.
إنه درس لا ينبغي أن يمر مرور الكرام.. درس البطولة والنصر في أبهى صورة من (أبو تريكه).
فهنيئاً لمصر العروبة والإباء العزة والفوز وهنيئاً لها عملاقاً كـ (أبو تريكه)، وهنيئاً له ولقميصه هذه الروح العالية والهمة المتناهية، فقميصه الحر سبب فوز بلاده.