سيئون والمحروس .. وتواضع الكبار

> «الأيام الريــاضـي» علي باسعيدة:

> يبقى الأخ غازي محروس بمثابة الرجل الصح في الزمن الخطأ، لكون الرجل ذا أفكار طموحة، ويرى مالا يراه الآخرون .. قد يتهمه البعض بالمزايدة أو الهوس وحب الظهور، وغيرها من الأقاويل التي تقال هنا وهناك، وترى في عمل (الغازي) مجرد ضياع وقت وجهد ليس إلا .. المحروس هذا الكادر الرياضي الذي تحمل في وقت من الأوقات مهمة وطنية هو أهل لها، حينما عين مديرا لمنتخب الناشئين للعبة كرة القدم، وهو الإنسان والمهووس بحب الكرة والعمل الرياضي بشكل عام، وهو رجل يحب أن يقتحم المستحيل وغير الممكن بإرادة حديدية لاتمل ولاتكل، ولايهمه إن كان مديرا لمنتخب الناشئين أو لنادي سيئون، بقدر مايهمه أن يساهم في إحداث نوع من التغيير على أسس سليمة، بعيدا عن القفز واتخاذ العشوائية أسلوبا وسلوكا، أو يجعل من الأمر الواقع سياسة لتسيير نشاط رياضي أو كروي أعوج، بقدر ما يفكر فيه هو أن يكون العمل مرتبا ومخططا له حتى يجني ثماره .

الأستاذ غازي المحروس بعد تجربة منتخب الناشئين وتجربة رحلة الدراجات الشهيرة من سيئون إلى العاصمة صنعاء، هاهو يخوض مرحلة جديدة في مسقط رأسه وفي ناديه سيئون، الذي شغل فيه في يوم من الأيام منصب الرئيس، من خلال تعيينه مديرا لفريق كرة القدم، الذي يخوض منافسات الدرجة الثانية من خلال جملة من الخطوات الجيدة، التي لم يهتدِ لها نادي سيئون يوما ما، ربما لقناعة مسئولي النادي والقائمين عليه، أنهم ليسوا بحاجة إلى مثل هذا العمل الذي هم من يقومون به.

وإن كان الإخفاق هو العنوان الأبرز خلال تلك المراحل، ليتنازل المحروس وبتواضع الكبار ويقبل أن يكون مديرا لنادٍ كان في يوم ما هو رئيسه، وأتحدى أيا من رؤساء النادي السابقين أو اللاحقين أن يفعلوا مافعله المحروس الذي لايهمه أين يكون وفي أي موقع، بقدر ما يهمه ما هي الفائدة، والعمل الذي يقدمه للنادي الذي هومؤسسة أهلية تتبع المجتمع أو الوطن الذي علينا خدمته في أي موقع كان .

غازي أو (أبوعلي) اهتدى لأفكار طيبة لوعمل بها سيتم انتشال الحالة غير السوية التي يعيشها النادي السيئوني منذ مايقارب الثمان سنوات في مسابقة الثانية، أو دوري الحرافيش رغم مايصرفه من مال، لكنه يذهب سدى بسبب غياب الرؤية الواضحة لدى القائمين على أمور النادي السيئوني غير الطيبة.. وأبو علي الذي يشع حيوية ويتحلى برباطة جأش أشرك الجميع في الهم السيئوني وطرق باب لاعبي الخبرة واللاعبين القدامى والشخصيات الرياضية والإعلام الرياضي، وطلب منهم حلولا تجعل من القدم السيئونية ذات قوة، لتنافس الآخرين على بطاقات الصعود إلى الأولى، وليس التقوقع في مراكز الوسط، أو إظهار البطولة والاستبسال في عدم الوقوع في محظور الهبوط إلى الدرجة الثالثة .

غير أن السؤال الذي يلوكه الجميع هو : هل باستطاعة (أبوعلي) أو المحروس صياغة كل تلك الأفكار وترجمتها على أرض الميدان؟..هذا أولا، وهل باستطاعته أن يقنع إدارة متباينة الرؤى، وتسودها التربيطات (إذا لم تكن معي فأنت ضدي).. وهذا ثانيا .. وهل باستطاعة أبو علي إعادة الثقة التي انتزعت لدى الكثيرين في أن النادي السيئوني اعتاد العادة، والتي قطعها بالطبع عداوة ؟، وهل باستطاعة المحروس أن يبقى عاما آخرا في منصبه حتى يجني ثمار أفكاره ؟، وأن لايجرفه تيار المصالح ؟ وهل وهل ؟؟.

الجميع يؤكد ويبصم بالعشر والعشرين على أن (أبو علي) يحترق كمدا لما آلت إليه أوضاع النادي السيئوني وفرقه الرياضية التي تتهاوى نحو المراتب الدنيا، وأنه الرجل الصح الذي يبحث عنه النادي، غير أنه يفتقد الأهم، وهو القرار الذي قد يقذف بالمحروس بعيدا ويجعل من أفكاره مجرد حبر مراق على ورق لايقدره أحد .

غير أن ذلك لن يزيد في (المحروس) إلا احتراما وتقديرا، لكون الرجل يعمل بطيبة نفس لاتحمل كرها أو حقدا لأي أحد، لذا لاعجب أن يكون المحروس محط إعجاب وتقدير الكثيرين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى