كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> أنا أريدك أن تفكر وأن تجرب وأن تقول لي رأيك بعد ذلك.. لا تصدق أن هناك رأياً واحداً في كل شيء.. ولابد أن تعرف أن آراء كثيرة تخطر على بال كل إنسان.. وأن الآراء يمكن أن تتغير وتتبدل وتختلف باختلاف الناس.. ثم لا تتصور أنني أفهم أكثر منك.. فلكل واحد منا له تجاربه في الحياة.. ولابد أنك قرأت وتعلمت وسمعت ورأيت أشياء كثيرة وخرجت منها بحصيلة جيدة من المعلومات والمفاهيم والآراء المختلفة.. ولذلك فأنني أريد أن أشعر أنك معي.. أريدك أن تنظر إلى حياتنا اليومية.. وأن تقرأ بعينين مفتوحتين كل الأحداث التي نعيشها اليوم.. والاضطرابات التي تعصرنا.. وبعد ذلك أريد أن أسمع رأيك بصراحة ولو مرة واحدة.. فإذا لم تستطع أن تقول شيئاً ما.. أو إذا كنت تخاف على نفسك أو على عملك وراتبك الذي لا يساوي شيئاً.. فأرجو أن تكتب رأيك ولا تخف فكل كلامك واسمك في بئر عميق.. والله على قولي شهيد.

> أما إذا أردت أن تعرف رأيي في كل ذلك.. فلك أن تعلم أن السماء ملبدة بالغيوم ..ولا أرى ظلاً في أي مكان.. ولا أبصر نوراً في كل مكان أيضاً.. فإذا اختفى النور تلاشى الظل.. فلا ظل بدون نور.. والظل عندي هو السعادة.. كل إنسان يبحث عن الظل في هجير هذه الحياة.. أي أنه يفتش عن هذه السعادة ويحلم بها ويتمناها أن تكون أعظم وأطول زمناً بطول عمره في هذه الحياة.

> ولكن من أين تجيء هذه السعادة؟.. إذا كانت حياتنا فيها القسوة والعبث والقهر والعنف والبؤس والشقاء.. السعادة هي مسئولية المرحلة الحاضرة التي يولد منها المستقبل من أجل بناء الفرد والأسرة والمجتمع.. ثم هل يمكن بناء الفرد في مجتمع تعربد فيه القسوة والقهر والعنف..إذا كان للفرد رأي وكان له موقف..و إذا كان هذا الرأي وهذا الموقف لا يعجب الآخرين؟.. وهل من الضروري أن تكون آراؤك ومواقفك تعجب كل الناس ويرضي عنها الآخرون؟

> إننا نتحدث عن الديمقراطية دائماً.. ونقول أننا نعيش في بلد يتمتع بالديمقراطية.. فهل هذه الديمقراطية تعني أن تحجر علي أي إنسان آراءه ومواقفه.. وأن تستولي على بيته الذي بناه من حر ماله وعرق جبينه؟

> إننا يجب أن نفهم طبيعة هذه الحياة.. وطبيعة هذه المرحلة.. وطبيعة هذا النظام.. في إطار نظام جديد أشمل وأعم وأشرف وأكرم.. وحينئذ يصبح للحياة معنى وهدف.. وتصبح الديمقراطية ووجود الفرد وقيمته شيئاً واحداً.. أما إذا كنا لا نقدر وجود الفرد ولا نجعل له قيمة ولا نحترم إرادته.. ونسخر من حريته.. ونهزأ من شخصه.. فمعنى ذلك أننا نكذب على أنفسنا.. ونعيش في وهم الديمقراطية وحلم الحرية التي لا وجود لها في بلادنا.. فليس من حق أي أحد أن يحجر على رأي أحد.. وليس من حق أي إنسان أن يقيد حرية أحد من الناس.. أو أن يدعي بما ليس له حق فيه.. إن الإنسان حر بطبعه وبما يملكه.. ولا يمكن أن يقبل الظلم والاضطهاد إلى الأبد.

> هذه هي بعض آرائي بصراحة.. وأتوقع منك أن تقولها أنت بصراحة أيضاً.. فقط أمسك بورقة وقلم واكتب عن متاعبك وعذابك.. وافتح قلبك.. وارفع يديك إلى السماء.. لتتغلب على مشاكلك وهمومك>>

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى