قبل أذان القيامة!!

> عامر علي سلام:

> في زمن يكثر فيه الهرج والمرج.. يكثر فيه مهانة الإنسان.. وتدمى فيه آدميته!! في زمن تصعد فيه إلى السماء أرواح صغيرة لم تسكن الأرض في أجساد طفولية غير بضعة أعوام، لتعرج من أرض المعارج المباركة في فلسطين.. والأرض المحرقة غزة، في زمن تظهر همجية التعدي والعدوان، وتتستر فيه ألوان التصدي والخذلان.. وصمت الخرفات، لتصل إلى ثقافة السخرية.. وسخرية الحقد في رسومات تتكرر.. وتتكرر لتسيء، ليس فقط لصاحب خاتم الرسالات السماوية عليه أفضل الصلاة والتسليم.. وأعظم آيات التصديق.. ولكنها أيضا تسيء إلى ثقافة الأديان لمجتمعات تدعي الحضارة والتحضر.. مجتمعات دول عالم أول.. لاتنتمي إلى دول عالمنا الثالث، وربما لاتنتمي للآدمية والأرض، فماذا لو اجتمعت المآذن في كل بقاع الأرض المسلمة، وارتفع منها في آن واحد أذان القيامة؟! أذان لم يسمعه المسلمون منذ أزلٍ بعيد، يرتفع لرفع الظلم.. والقهر.. والقتل، والهرج.. والمرج، أذان تسمعه من الحرم المكي.. ومن ثنايا بيت المقدس.. ومن جنوب لبنان.. ومن غزة.. وبغداد.. وطهران.. وأفغانستان.. وباكستان.. والهند.. والصين.. وإندونيسيا.. وماليزيا، ومن كل أرض توحد الله وتدين بديانة الإسلام، أذان في غير وقت الصلاة.. ولا وقت الفلاح.. إنه أذان القيامة.. يرتفع بحي على الجهاد، أذان القيامة لأمةٍ محمدية.. مسلمة.. هانت عليها نفسها.. فهانت في الأرض وبين الشعوب!

ماذا لو ارتفع أذان القيامة دون إذن من أحد.. غير صوت الحق.. وقهر الظلم وأعوانه, صوت الحق.. في دعوة الإنسان ليعيش بكرامته.. ويتدين بدينه.. ويملك كل حقوقه.

ماذا لو ارتفع أذان القيامة في الأمة المحمدية، وصوت حي على الجهاد.. جهاد نصرة المظلوم، جهاد الحق لنبي الحق الإنسان (عليه الصلاة والسلام)، فهل تستطيع الأمة المسلمة، الأمة المحمدية في زمن تكالبت فيه الأمم عليها.. كتكالب الأكلة على قصعتها! ويرتفع الصوت في مآذن الأرض في آن واحد في آسيا وأفريقيا.. وفي سماء أوربا وأمريكا، تصوروا.. وتخيلوا.. كيف سيكون الحال عند سماع العالم (أذان القيامة!) لا بد أنه سيغير كل موازين المفاجأة عند الشرق والغرب.

حينها فقط.. في تلك اللحظة المنتظرة.. سيتوقف الزمن الهزلي.. وستتناقل كل وسائل الإعلام وفضائيات الدنيا الحدث على أنه دعوة للإرهاب، أو أنه قد آن أوان ظهور المهدي المنتظر.. ونزول السيد المسيح (عليه السلام)، حينها سينهض كل حكام الأرض ويقفون في ذهول.. وصمت، ويتواصلون.. ويتهاتفون.. ويتساءلون.. ماذا حدث في الأرض؟!

وتتحرك الأساطيل وترتفع الطائرات.. وتدور الأقمار الصناعية والتجسسية على غير عادتها، تترصد الصوت وتبحث عن الحركة، فتجد أكثر من مليار مسلم يترك عمله ومهامه ومشاغله ليتجه إلى مصادر الصوت.. مساجد الأرض! هنالك سيدرك الغافلون وسيعلم الظلمة وحكام الأرض أن صوتا واحدا لو ارتفع مناديا من مآذن المسلمين في كل بقاع الأرض وفي آن واحد.. غير وقت الصلاة، ويدعو بدلا من حي على الصلاة، بـ(حي على الجهاد!) لضاقت عليهم الأرض بما رحبت، لذلك علينا أن نعيد حساباتنا.. وعلى النظام العالمي المهيمن أن يعيد حساباته.. وعلى أهل الذمة والمستهزئين برسوماتهم أن ينتبهوا لذلك، وعلى حكام البلاد المسلمة أن يلتفتوا إلى شعوبهم، وإلى دينهم وحضارتهم.. قبل أذان القيامة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى