ومؤتمر الاستثمار يخطو نحوها: المكلا.. وجه آخر

> د. خالد بلخشر:

> (1).. بدأت حركة تنظيف وتجميل المكلا استعداد لمؤتمر الاستثمار المزمع انعقاده خلال الشهر الحالي، وبهذه المناسبة تحولت المكلا إلى ورشة كبيرة، الكل يعمل، والكل يتجهز، وما أن تنقضي المناسبة حتى تعود الأمور إلى ما كنت عليه، بل تعقب حالة من التراخي (تعويضا عن النشاط المؤقت)، وهذه الحالة من (الحراك التنظيفي) يستفيد منها أصحاب الواجهات والشوارع الرئيسية التي تمر عبرها أرتال السيارات الفارهة (ناهيك عن الآخرين)، أما الشوارع الخلفية فهي أماكن المغضوب عليهم الذين لايطالهم من الطيب نصيب.

(2)

هذه المدينة المتنامية تجثو على أكبر موقع نفايات بالمحافظة (وادي الغليلة)، الموقع الذي بالكاد يبعد بضع مئات من الأمتار عن أقرب تجمع سكاني! بل إنه لا يبعد أكثر من 3 كيلومترات من خور المكلا (قلب المدينة)، وأقل من هذه المسافة إلى مجمع الكليات (العلوم والآداب والتربية) وكثيراً ما ترتفع سحابة سوداء تتحرك باتجاه المساكن القريبة والبعيدة (أحيانا) بفعل الرياح مسببة اختناقا وحالات من الأستما (البيئية)، ناهيك عن تكاثر الذباب والحشرات الأخرى والحيوانات والروائح وتسرب الدايوكسين إلى التربة.

وبالتالي إلى مياه البحر، وهناك توجيهات عديدة بإزالة هذا الموقع إلى خارج المدينة (عشرات الكيلومترات حسب قوانين الصحة البيئية) إلا أن التوجيهات لم تنفذ، وأهمها من رئيس مجلس النواب والمحافظ السابق، وعذر السلطة أقبح من ذنبها: الموقع قريب، ولايوجد موقع آخر مناسب!

(3)

في الأشهر الأخيرة تم صرف أراضٍ (على الورق كسائر أراضي أبناء حضرموت) لموظفي بعض الإدارات على ضفاف وادي مكب القمائم (حيث إن بعض سيارات القمامة تفضل رمي حمولتها في بداية الوادي)، وقد قبل هؤلاء المساكين بالموقع لعدم وجود البديل الآخر اتفاقا مع المثل الإنجليزي القائل:(than mothing Something is better) (شيء أفضل من لا شيء)، إلا أنهم فوجئوا بالعسكر يسطون على مواقعهم التي لا تسمن ولاتغني من جوع! وكأن لسان حالهم يقول:

حتى أسوأ المواقع لن نتركها لكم يا أبناء حضرموت (نشرت «الأيام» شكواهم في أحد أعدادها).

(4)

عندما اتخذ قرار بعمل خط دائري يربط غرب المكلا بشرقها مرورا بوادي القمامة وتجنبا لمنظر القمائم تم بناء سور، لا ليمنع ضررها البيئي على صحة الناس، وإنما ليحجبها عن عيون الناظرين! ألم يكن الأولى إبعاد موقع القمائم قبل مجرد التفكير في الدائري؟!

ورغم هذا التخبط أثارت فكرة الدائري شهية النهابة ولصوص الأراضي، فبدأ العمل في المسح والتسوير، وبقي البلدوزر الوحيد يئن ليل نهار دون جدوى، واستمر الدائري يدور في أذهان من لا سلطة عليهم.

(5)

وتصل المفارقات ذروتها عندما تعقد المؤتمرات والندوات البيئية، فالكل يتحدث والكل يدون، وفي الأخير الكل يسأل عن المخصصات والمكافآت وتبقى الأمور كما كانت عليه بل وأسوأ، وكأن هذا (الترف) الإعلامي يتناول البيئة في المريخ! ويحصل من يحصل على الجوائز، وتشكل الجمعيات وفرق العمل واللجان و..، وترفع الشعارات واليافطات، ويؤذن المؤذن في مالطة، ويصلي من يصلي في الفاتيكان!!

(6)

بالتأكيد لن تهتم رجالات السلطة التي ينخرها الفساد (بكل مستوياتها)، فالأمر لايعنيهم مادام لا عائد يباشر جيوبهم، كما أن أكثرهم أجهل من أن يدرك ما تعني هذه المشكلات، السؤال الذي يهمهم:

هل يعرف رئيس الجمهورية أن الموقع يقع مباشرة شمال القصر الجمهوري بالمكلا.. أقل من كيلومترين بالمقياس الجوي!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى