سعر التذكرة باب مقفل !!

> «الأيام الريــاضـي» سعيد عمر بــاشعيب:

> إذا كان معنى التشفير في الإعلام أن المشاهدة تنحصر على من لديه القدرة على الدفع فحينها ستصدق المقولة:«أن بطولات كرة القدم الأولى والثانية والكأس في بلدنا مشفرة، لأن المائة ريال الثمن الجديد لتذكرة الدخول حال دون مشاهدة الكثير من المشجعين للمباريات، تحت حجة العوز والحاجة، وأن هناك ما هو أولى بالمائة ريال من دخول ملاعب ترعى أعشابها الأغنام.

مسألة الدخول بمقابل أمر محسوم، ولكن في الوقت ذاته المائة ريال مبلغ كبير مقابل ما سيشاهده المتابع في تلك الفترة الزمنية بدءا من المنشأة ومرورا بأداء اللاعبين ومستوى الحكام...إلخ، فيكفي المتابع ما سيعود به من تلك المباريات من ارتفاع للضغط والسكري وانهيار للأعصاب وفقدان للذة الكروية.

بين قرار مجانية الدخول السابق وتسعيرة القيمة الحالية مفارقات عجيبة وغريبة، توحي بأن القرارات لاتخضع للدراسة ولا تراعي الواقع، الدفع المقبول مطلب، والجمهور روح المباريات وإرضاؤه هدف أساسي، وإقرار ثمن الدخول بمائة ريال يعقد طريق المشجعين إلى الملاعب، وهو فعل تطفيشي يؤدي إلى تهجيرهم وفك ما بقي من ارتباط مع أنديتهم والرياضة، فهل يعقل أن يدخل المشجع ليشاهد مباراة في الدوري وأخرى في الكأس وثالثة في الدرجة الثانية في أسبوع! كم سيدفع إذن ؟ فقد التقى الشعب الحضرمي وشمسان في الكأس، فهل تصدقون أن المتواجدين في الملعب لايتجاوزون الخمسين فردا ،مع العلم أن الشعب الممثل الوحيد للمحافظة.

إن مهمة الوزارة والاتحادات والأندية العمل على مواكبة رياضتنا للعالم وإعادة الروح لها وخاصة كرة القدم، وبما يكفل عودة علاقتها الحميمة مع الجمهور والمتابعين، ونحن قد وصلنا إلى نهاية الدور الأول وقضية تسعيرة الدخول واضح أثرها على الحضور، وقد تناولتها الصحف باستفاضة وطرحت ما لديها.. والغرابة تكمن في تجاهل الاتحاد لما يطرحه الإعلام، وكأنه استمرأ النقد وأصبح بالنسبة لهم كلاما لا قيمة له سلبه وإيجابه، صحيح أن هناك من النقد ما لا يستساغ ولا يستند على أسس موضوعية، ولكن بالمقابل هناك قضايا حساسة جديرة بالتلقي والاستقبال .. وفي أسوأ الأحوال الرد عليها بما تمليه عليهم أفكارهم ورؤاهم .. الأسلوب الحضاري الذي ندعي المشي في ركابه يفرض علينا فتح صدورنا للبعض وبما يخدم مصلحة الكرة اليمنية..المادة عصب الحياة ولا جدال في ذلك، والمال سيطر على كافة جزئياتها، فالرياضة تداخلت مع (البزنس) لتكن وجها آخر للاقتصاد وتحصيل الثروة، فالحصول على المتعة والنجاح كلف الإدارات الرياضية، وحتى تسترد الثمن وزيادة، باعت علينا المتعة نحن معشر المحبين للرياضة، والملاحظ أن وصول المادة إلى حلبة الرياضة لم يأتِ إلا بعد سنوات قطعتها الرياضة الغربية لتصل إلى مستوى البضاعة الثمينة الصالحة للتسويق، والتي تجد الرواج لدى المشتري .. عيبنا أننا نأتي متأخرين شكلا ومضمونا ونرغب في أن نكون مثل الآخرين .. في أوروبا دخول النادي بـ(الزلط) ومشاهدة التدريب بـ(الزلط)، وهذا غير مستنكر والأسباب معروفة .. أما رياضة تحبو وتصدر المتاعب للمتابعين بدري عليها دخول معترك التسويق، ولو في أدنى مراتبه المتمثلة في الشيىء الاعتيادي ثمن تذكرة الدخول إلى الملعب، وتحفظنا نابع من عدم وجود توافق بين السلعة والقيمة، ومن جانب آخر مراعاة ظروف عامة الناس، لذا أملنا قائم في مراجعة الحسابات في ثمن التذكرة قبل أن يجد الرياضيون ملاذا آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى