ماشي عشاء قال كزوا في..

> علي سالم اليزيدي:

> ربما أصبحنا نجيد القفز دائما مثلما يحدث في منطقة الحسينية فوق الإبل، أو ينطبق علينا المثل القائل (ماشي عشاء قال كزوا في تنارين)، أصبحنا فجأة من المحافظين, وانقسمنا ما بين الديمقراطيين والصقور والحمائم، كل شيء يظهر لدينا من أول نظرة، إذ وجدنا أنفسنا وجها لوجه أمام صندوق جديد أو كل محافظ بصندوقه وحشد الأصوات الناخبة في وقت قصير، إذ نريد تطبيق بعض ما تريد السلطة الحاكمة ما يسقط من لسانها، وتجاوز ما هو أمامها، إذ ترمي بالحجر بعيدا عن موقع الإصابة المقصودة وفتح جبهة ثانية، بينما الخبر القادم من الجبهة الأولى الساخنة، وحسب ما ترويه لنا هذه السلطة اللصيقة بنا، أن كل شيء هادئ هناك، حيث إرادة الناس، ومطالب الناس، وكلام الناس، وكل معاناة الناس.

قال سياسي أمريكي كبير ذات زمن قريب، نحن لانعالج الجرح أبدا، بل نخيط فوق الجرح الملتهب، وسياسة القفز لدينا هي ما يشبه هذا الحال! ونحن هنا لانقف في وسط الطريق ونصرخ هذا ليس الغاية! كلا، التفاؤل في الطريق بكل ما يحمل من الملامح الواضحة، ولكن الأمر ليس بالوصول مرورا بالطريق الأخرى الأبعد، التي لاتخدم غاية الديمقراطية وإشاعة الحكم وثقافته فينا، وإحساسنا أن هذا لنا وليس علينا، وأن هذا حق مكتسب انتزعناه ولم يكن هبة أو هدية ارتجلت وأرسلت على عجل إلى صاحبها وهو لايدري الأسباب من ورائها.

نعم نحن نبحث عن الحكم الواسع الحقيقي النابع منا، تقدمنا بالانتخابات النيابية وقسط معقول في المحليات ولسنا تدميريين أو صقورا خاطفة! وتراث السلطة الشبعية والمشاركة في ذاكرة الناس، وربما في الجنوب أكبر من الشمال، وفي حضرموت وعدن أكبر من تهامة والمهرة، وربما في مناطق لا أثر لهذا ولو في الأحلام، ومن خلال القفزة التي تدفقت إلينا وهي خطوة كل محافظ بصندوقه، نجد أن أكبر الحلول ليس هنا أو أننا مع تقديرنا لكل الأفكار حول هذا الاتجاه، سنرغم على إعادة إنتاج المركزية بشرعية مقتبسة من نظام السلطة وفكرها الذي أوصلنا إلى يوم المحافظين وفتح صناديق الأصوات لهم من وسط منظومة السلطة، وبعد أن نصفق ونبتسم ونأخذ الصور الجماعية، سيخرج من بيننا صوت صارخ حقيقي، وكأنك يابو زيد ماغزيت!.

هي الحقيقة لمن أرادها مرة! وهي المقولة (قالوا له ماشي عشاء قال كزوا في تنارين) نحن وإن جئنا بنصف التقبل للموضوع بعيدا عن لعبة السياسة ما بين السلطة المتباهية والمعارضة المشتتة، نصرخ من سياسة القفز، أن من ظلمنا ليس منا! ومن يسحق الناس ويطارد الشباب ويخيف الحريات لايمكن أن يأتي لنا بمحافظ نحبه، ومن أقرب شارع لنا!

ربما يظهر هذا الاسم القريب منا البعيد عن دار الحكم في صنعاء ربما، لكنه، ونقسم على هذا، ما هو إلا واحد من بيضة سقطت من عش الغراب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى