> «الأيام» أنيس منصور:
المعاق فكري مكرد سيف سالم من مديرية القبيطة لحج منطقة الجوازعة، شاب معاق حركيا بكل معاني الإعاقة ليس له سوى ساقه اليمني، يعيش في هذه الدنيا نصف إنسان، كطائر بجناح أو كورقة أسقطتها الريح، دائما ما يتساءل لماذا لم أكن مثل باقي البشر يركضون ويتسابقون وأنا مقعد أسابق الآلام وأكابد الأحزان..؟ ومع ذلك فهو راض بعين وقلب الرضا بقضاء الله وقدره، القائل(ولله في خلقه شئون).
«الأيام» التقت به فإلى التفاصيل:
> نرجو أولا التعريف بشخصك الكريم؟
- أنا كما ترى معاق ليس إلا الرجل اليمني، اسمي فكري مكرد سيف من مواليد 1978م، أي عمري الآن 29 عاما حاصل على شهادة الثانوية العامة متزوج لا يوجد لدي أطفال.
> يعني أن الإعاقة لم تحرمك من الزواج؟
- أنا بشر لم آت من عالم آخر! عندي شعور ورغبة بالزواج، فتزوجت لأن إعاقتي لم تمنعني من الزواج، ولولا ظروفي الاجتماعية الصعبة لتزوجت الثانية والثالثة.. ومصيبة مجتمعنا أنه يعامل المعاقين بنقص واحتقار.
> إذاِ كيف تدير شئون حياتك وأنت بهذه الإعاقة؟
- يا أخي أنا راض بقضاء الله وقدره، وأتعامل مع الحياة بتحد وإصرار وعزيمة، وأقوم بأعمال لا يستيطع أن يعملها من وهبهم الله الصحة والسلامة في أعضائهم.. أستخدم القدم وأصابعها في الأكل والشرب والاغتسال واللبس وتسريح الشعر..
> قلت إنك خريج ثانوية عامة بأي وسيلة كنت تكتب؟ وكيف تسير وأنت بهذه الحالة؟
- أكتب بأطراف أصابع القدم، كما ترى.. وأسير بالقفز معتدلا وأحيانا أسقط، لكني لا أستسلم.. تساعدني زوجتي في غسل الملابس وأمور المنزل.
> الجانب الاقتصادي والدخل المعيشي؟
- (مقاطعا) أنا لا يوجد لدي أي مصدر أساسي سوى (6) ألف ريال كل ثلاثة أشهر من صندوق الرعاية الاجتماعية بدون وظيفة، ظروفي تعب كلها تعب.. وعبر صحيفتكم أناشد محافظ لحج بمنحي وظيفة رسمية تكفل لي عيشا كريما، وإعطائي مستحقات من صندوق رعاية المعاقين، هل تصدق أنني بدون كرسي متحرك!؟ فهو حلم، وطالما بعثت بمناشدات باحثا عن كرسي متحرك، لأني أجد مشقة كبيرة، وأخاف أن تصاب ساقي الوحيدة بمكروه، فالكرسي سوف يساعدني كثيرا ويخفف عني ألم المعاناة..
> هل لديك هواية أو مهارات أو ميول ثقافي وسياسي؟
- استطعت أن أتعلم، فأنا أقرأ وأكتب وأطالع وأستمع للأغاني والأناشيد، أقرأ صحيفة «الأيام» و«المستقلة»، وأتناول القات.. أنت تسألني وكأني مخلوق غريب، لماذا هذه النظرة القصيرة؟ هناك معاقون أفضل من الأصحاء فالبردوني شاعر وهو أعمى، أحمد ياسين بطل وقائد عظيم وهو معاق.. فالمعاق هو من يفقد البصيرة والعزيمة ويتعذر بالفشل، والأمثلة كثيرة جدا.
> الحكومة لديها برامج تأهيل المعاقين حركيا وخطط ووظائف خاصة بالمعاقين و..
- (مقاطعا بابتسامة) أنا لا أعرف من ذلك سوى كلام في الصحف والإذاعة والتلفزيون، لكن عمليا لا وجود له في الواقع.. حقوق المعاقين كلمة حق يراد بها باطل، يراد بها الاستحوذ على المساعدات، ونحن محرومون حتى من كرسي وراتب شهري.
> هل تتابع الأحداث الساخنة في الشارع اليمني؟
- يوميا أقرأ «الأيام» وأتابع القنوات.. أنا بصراحة مع الوحدة، لكني ضد الغلاء وارتفاع الأسعار، وأكل أموال المعاقين، والفساد وأي شيء فيه ضرر للناس واليمن.
> ما هي المواقف التي أزعجتك كثيرا؟
- المواقف التي أزعجتني كثيرة منها إعدام صدام حسين كان موقفا يتأسف له كل إنسان، وكذلك عندما يقال: لا جرعة بعد اليوم.. بعدها الأسعار ترتفع، وعندما توفي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وعندما تمَّ مداهمة مقر صحيفة «الأيام» في صنعاء، وعندما قرأت في الصحف أن المجلس المحلي بالقبيطة يعيش في خلافات كبيرة، حتى قام ممثلنا بالجوزعة بتقديم استقالته، وكم وكم يامواقف مزعجة خصوصا في السنوات الأخيرة.
> ماذا تريد أن تقول أخيرا؟
- أقول يا ليتني كنت موظفا.. ياليت الحكومة تمنحني راتبا شهريا فقط، وأريد أن أقول أبيات شعرية:
أعاني في حياتي ما أعاني
وأقضي العيش مفقود المعاني
وأسمع بالسعادة لا أراها
أبصرها حسير الطرف عني
إذا ما الليل أقبل هلّ دمعي
وأظلم في عيوني الخافقانِِ
وباتت ذكريات الحزن تروي
على قلبي أحاديث الحنانِ
«الأيام» التقت به فإلى التفاصيل:
> نرجو أولا التعريف بشخصك الكريم؟
- أنا كما ترى معاق ليس إلا الرجل اليمني، اسمي فكري مكرد سيف من مواليد 1978م، أي عمري الآن 29 عاما حاصل على شهادة الثانوية العامة متزوج لا يوجد لدي أطفال.
> يعني أن الإعاقة لم تحرمك من الزواج؟
- أنا بشر لم آت من عالم آخر! عندي شعور ورغبة بالزواج، فتزوجت لأن إعاقتي لم تمنعني من الزواج، ولولا ظروفي الاجتماعية الصعبة لتزوجت الثانية والثالثة.. ومصيبة مجتمعنا أنه يعامل المعاقين بنقص واحتقار.
> إذاِ كيف تدير شئون حياتك وأنت بهذه الإعاقة؟
- يا أخي أنا راض بقضاء الله وقدره، وأتعامل مع الحياة بتحد وإصرار وعزيمة، وأقوم بأعمال لا يستيطع أن يعملها من وهبهم الله الصحة والسلامة في أعضائهم.. أستخدم القدم وأصابعها في الأكل والشرب والاغتسال واللبس وتسريح الشعر..
> قلت إنك خريج ثانوية عامة بأي وسيلة كنت تكتب؟ وكيف تسير وأنت بهذه الحالة؟
- أكتب بأطراف أصابع القدم، كما ترى.. وأسير بالقفز معتدلا وأحيانا أسقط، لكني لا أستسلم.. تساعدني زوجتي في غسل الملابس وأمور المنزل.
> الجانب الاقتصادي والدخل المعيشي؟
- (مقاطعا) أنا لا يوجد لدي أي مصدر أساسي سوى (6) ألف ريال كل ثلاثة أشهر من صندوق الرعاية الاجتماعية بدون وظيفة، ظروفي تعب كلها تعب.. وعبر صحيفتكم أناشد محافظ لحج بمنحي وظيفة رسمية تكفل لي عيشا كريما، وإعطائي مستحقات من صندوق رعاية المعاقين، هل تصدق أنني بدون كرسي متحرك!؟ فهو حلم، وطالما بعثت بمناشدات باحثا عن كرسي متحرك، لأني أجد مشقة كبيرة، وأخاف أن تصاب ساقي الوحيدة بمكروه، فالكرسي سوف يساعدني كثيرا ويخفف عني ألم المعاناة..
> هل لديك هواية أو مهارات أو ميول ثقافي وسياسي؟
- استطعت أن أتعلم، فأنا أقرأ وأكتب وأطالع وأستمع للأغاني والأناشيد، أقرأ صحيفة «الأيام» و«المستقلة»، وأتناول القات.. أنت تسألني وكأني مخلوق غريب، لماذا هذه النظرة القصيرة؟ هناك معاقون أفضل من الأصحاء فالبردوني شاعر وهو أعمى، أحمد ياسين بطل وقائد عظيم وهو معاق.. فالمعاق هو من يفقد البصيرة والعزيمة ويتعذر بالفشل، والأمثلة كثيرة جدا.
> الحكومة لديها برامج تأهيل المعاقين حركيا وخطط ووظائف خاصة بالمعاقين و..
- (مقاطعا بابتسامة) أنا لا أعرف من ذلك سوى كلام في الصحف والإذاعة والتلفزيون، لكن عمليا لا وجود له في الواقع.. حقوق المعاقين كلمة حق يراد بها باطل، يراد بها الاستحوذ على المساعدات، ونحن محرومون حتى من كرسي وراتب شهري.
> هل تتابع الأحداث الساخنة في الشارع اليمني؟
- يوميا أقرأ «الأيام» وأتابع القنوات.. أنا بصراحة مع الوحدة، لكني ضد الغلاء وارتفاع الأسعار، وأكل أموال المعاقين، والفساد وأي شيء فيه ضرر للناس واليمن.
> ما هي المواقف التي أزعجتك كثيرا؟
- المواقف التي أزعجتني كثيرة منها إعدام صدام حسين كان موقفا يتأسف له كل إنسان، وكذلك عندما يقال: لا جرعة بعد اليوم.. بعدها الأسعار ترتفع، وعندما توفي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وعندما تمَّ مداهمة مقر صحيفة «الأيام» في صنعاء، وعندما قرأت في الصحف أن المجلس المحلي بالقبيطة يعيش في خلافات كبيرة، حتى قام ممثلنا بالجوزعة بتقديم استقالته، وكم وكم يامواقف مزعجة خصوصا في السنوات الأخيرة.
> ماذا تريد أن تقول أخيرا؟
- أقول يا ليتني كنت موظفا.. ياليت الحكومة تمنحني راتبا شهريا فقط، وأريد أن أقول أبيات شعرية:
أعاني في حياتي ما أعاني
وأقضي العيش مفقود المعاني
وأسمع بالسعادة لا أراها
أبصرها حسير الطرف عني
إذا ما الليل أقبل هلّ دمعي
وأظلم في عيوني الخافقانِِ
وباتت ذكريات الحزن تروي
على قلبي أحاديث الحنانِ