النخبة في فلك الصناديق المهترئة: ديمة خلفنا بابها

> علي عمر الهيج:

> الديمقراطية والصناديق المملوكة لأي أغلبية من البشر على هذه المعمورة .. اذا لم تخدم القضايا الإنسانية والآدمية، وإذا لم تستطع أن تدب وسطها قلوباً نقية وضمائر حية لمداواة جروح الناس وآلامهم، وإذا لم تستطع أن تنتج سلاماً وعدالة ووئاماً، فإن هذه الديمقراطية تظل أمراً غير جميل مطلقاً، وإن كان نصابها العددي يزكيها في أي قرار تتخذه وتصادق عليه تجاه أي قضية معينة .

مخطئ من يظن أن الأغلبية في أي محفل ديمقراطي (لجان، برلمان، جمعية ..إلخ) هم من يصوغون العدالة الحقة .. هم نعم يصوغون ويصدرون قراراً أو يمررون مشروعاً ما، لأن النصاب لصالحهم، لكنهم إذا أصدروه تناغماً مع اتجاه ونمط المصالح والمآرب الضيقة وتناسوا قضايا الناس، فإن ديمقراطيتهم هذه تظل فارغة المعاني والقيم، لأنهم لا يحققون عملاً نافعاً ونتاجاً طيباً لصالح الناس .. لا يعقل أن تطرح قضية أناس يتألمون للمداولة والنقاش وتؤخذ الأمور بالأغلبية فقط دون الملامسة والخوض والمعالجة الحقيقية للقضية ..أي نعم التصويت بالأغلبية هو أحد أركان العمل الديمقراطي ..لكن هناك أركان حقيقية أهم وأهمها أنه لا يعقل أيضا التصويت بالأغلبية لمعاقبة الناس وتجويعهم وحصارهم ..هذا لا يعد عملاً ديمقراطياً جليلاً .

وحدها الديمقراطية العادلة هي التي تمثل الرأي السديد والكلمة الطيبة الصادقة التواقة إلى أن يرفعها الله درجات ودرجات جزاء لمقاصدها النبيلة .

كل الحلول القادمة لا تعطي أي نفس صحي وحقيقي للإجابة عن أسئلة الناس التي طالها الضجر واليأس من سياسات العمل القاصر .. نعم الناس ملوا هذا وينبغي للسياسيين الانخراط في المرحلة الجديدة بعقليات جديدة نظيفة .. إلى متى ستظل هذه العقليات متحجرة ؟

الآن ومع كل ذلك الحراك والاعتصامات ومطالب الناس وزج النشطاء والسياسيين في السجون ..مع تهميش مصالح الناس وإشاعة الفقر .. جاء قرار المحافظين الجدد وكأن هذا القرار سيحل تلك الأزمات .

الآن جاءوا بمحافظ من وسط تلك الصناديق المهترئة التي بسببها تفتّقت كل تلك المرارات، فهل هذا هو الحل الأمثل والعادل يا هؤلاء ؟؟

لم يأتوا بجديد مطلقاً والأمور لاتزال كما هي ..لن يتجلى شعاع ونور الحياة الحقيقية إلا باستيعاب الوطن والأرض والناس تحت مظلة واحدة .. ولن تنزل سحابات المطر والخير والأمان إلا بتطهير القلوب والعقول من تلك الأفكار المستوطنة للكثير، والقائلة بأن كل مرارات وأحزان الناس ما هي إلا شغب وفوضى تسعى إلى تسويق الدمار .

إذن الصناديق صناديقكم .. والمفاتيح مفاتيحكم .. خذوها كلها وساعدوا الناس فقط على أن يعيشوا بسلام .. وكفى!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى