> تباينت الآراء حول دور الإعداد النفسي للاعبين .. ولأن البعض لديه حساسية من كلمة «نفسي» باعتباره مرضاً حساساً، ولأن هذه القلة بالذات تكاد تكون حاجزاً بين المعد والاختصاصي النفسي، وبين اللاعبين بل والمدربين .. لكن الواقع يؤكد أن الإعداد النفسي أصبح جزءًا مهماً في إعداد اللاعب لأي بطولة، ولأن مستوى اللاعب الذي لايثبت على أداء معين وعدم الاستقرار عند الاشتراك في المباريات أو المسابقات خلال الموسم الرياضي، فإن المدرب يسعى لمعرفة أسباب عدم استقرار مستوى اللاعب، حين يدرك أن القدرات البدنية والمهارية للاعبين سليمة، يرجح أن عدم الاستقرار في الأداء والمستوى يعود إلى القلق الزائد والخوف من الفشل ، وعدم المقدرة على التركيز في الأداء مما يتطلب ضرورة التدخل للتعامل مع اللاعب نفسياً عن طريق المختص أو المعد أو اختصاصي علم النفس الرياضي، وهذا ما ينقص أنديتنا الرياضية الصغيرة والكبيرة على حد سواء .

كثيراً ما يرتكب الكثير من اللاعبين أخطاء كبيرة تعرضهم لبعض العقوبات سواء من أنديتهم أو لجنة المسابقات أو الاتحاد العام للعبة، وهي أخطاء في مجملها تعني أن الدور النفسي والاجتماعي في إعداد اللاعب مفقود في أنديتنا الرياضية، لأن أغلب الأخطاء التي يرتكبها اللاعبون، كالسب والشتم والضرب والإشارة باليد ومخاطبة الجمهور المنافس، تعكس فشل الإعداد النفسي والاجتماعي للاعبين وتدريبهم ليس على الكرة فقط ، ولكن تدريبهم على كبح النفس والانضباط والاحترام والتسامح، وهي أمور من المفترض أن يتولاها الاختصاصي النفسي الاجتماعي بالفريق، ولو اضطر النادي لإقامة محاضرات شبه يومية للاعبين، حتى لايفقد النادي جهودهم .. فالرياضي المعد نفسياً واجتماعياً حتماً سوف يتفوق بدنياً وذهنياً .

إن للإعداد النفسي الجيد للاعب أثر في سلوك وأخلاقيات اللاعب، وهذا ما يعطي الرياضة صفتها وطابعها الحقيقي (فن وذوق وأخلاق)، وإن هذا الجانب وكما أشرنا أعلاه معدوم في أنديتنا واتحاداتنا بشكل عام، فتحول الوضع الرياضي من رياضة تنافسية شريفة إلى شبه معارك تدار في ساحات الملاعب، وكثير مايشارك الجمهور في هذه المعارك، ويختلط الحابل بالنابل، وبدل من أن تنتهي المباراة بصافرة الحكم تنتهي بطلقات نارية من رجال الأمن، والنتيجة عدد من الإصابات في صفوف الفريقين وبعض المشاغبين من الجماهير.