الضالع وردفان بين الأفعى والثعبان

> فاروق ناصر علي:

> «للحزن أولادٌ سيكبرون.. للوجع الطويل أولادٌ سيكبرون.. لمن قتلتم في الأرض صغارٌ سوف يكبرون.. للأرض للحارات للأبواب أولادٌ سيكبرون.. وهؤلاء كلهم تجمعوا.. في غرف التحقيق في مراكز البوليس في السجون.. تجمعوا كالدمع في العيون.. وهؤلاء كلهم في أي، أي لحظةٍ.. من كل أبواب الجنوب سيدخلون..»

نزار قباني

من منا لايرى، لم يقرأ، لم يسمع عن تلك- بعض- الصحف الصادرة في (صنعاء) كيف يشتم أبناء الجنوب، كلام لايقال إلا في (المواخير)، والسلطة لاتنبس بكلمة واحدة، حتى القول: عيب!، ولكن عندما نتكلم عن حقوقنا وأرضنا المسلوبة والمغتصبة، تهتاج السلطة ومراكز الفساد داخلها، ويترندع (مجلس البارونات) عفوا! (مجلس الشعب)، وتخرج القوانين الجديدة من أوكارها، وتبدأ عصبة الفيد والسلب بالإعداد لتطبيقها، ويشمر (بعض) خطباء المساجد لوضع الفتاوى بأسعار محددة تمشي مع ارتفاع سعر الدولار، كل فتوى تكفير ولها سعر، مثلها مثل السطور في صحف (المواخير).. يريدون منا أن نصفق ونهلل حتى ترضى عنا عصبة الفيد والسلب، وكأننا خلقنا مثلهم نسعى لنكون مجرد (عبيد، تبع، بلامبدأ ولاضمير) نطبل لمن؟! وعلى من؟! يابغايا صحف الزيت وأذناب القرون!!.

تريدون أن نهلل للاعتقالات وللحصار المفروض على أنبل وأشجع الأهل في (ردفان والضالع)؟! حتى المياه والكهرباء والمواد الغذائية محاصرة، تنزل بالقطارة ضمن حصار فرضه مجلس الدفاع الوطني ضدنا، عبر (حالة طوارئ وحرب غير معلنة)، نعم هي ديمقراطية فريدة من نوعها ووحدة نادرة الوجود.. وحدة فيد وإعصار وحصار، ويظل السؤال الذي يتحدث عنه كل شرفاء الأرض، لماذا قامت السلطة بنفي أو (تزفير) بعض المعتقلين إلى صنعاء؟! حتى طلبة وطالبات ودكاترة ومعيدين في (الجامعة - الكليات) تمَّ اعتقالهم.. ولم نسمع عن (سارق) واحد من (عصبة الفيد والفساد) قدم للمحاكمة.. لماذا لم يتم تقديم (القتلة) المرتاحين في (صنعاء) الآن بعد إنجاز مهامهم بنجاح بقتل أبناء الجنوب خلال الاعتصامات السلمية؟!! ألا تبا لمن يتوهم أن اللجوء للاعتقالات وفرض الحصار ولغة التهديد والتخوين والتكفير سوف ترغمنا على القبول بالأمر الواقع.. من يفهم الأمور على هذا النحو هو (واهم) أو (مجنون) خف عقله من كثرة نهبه وسرقاته، أو من حثالات الجنوب، يلهث خلف المزيد من الأموال (مستعجل جدا)، لقد تناسى هؤلاء جميعا الغضب العارم الذي يشتعل داخل القلوب.

هؤلاء لم يطّلعوا بعد على ما قاله الشاعر محمود درويش: «حسبي بأني غاضبٌ.. والنارُ أولها غضبٌ»، هم حتى لايفقهون نتيجة الغطرسة، وكذا العنجهية الكاذبة.. إن هذا (الجيل الذي يطلقون عليه جيل الوحدة ) هو جيل رافض للباطل والظلم، بل هو الجيل الذي يثلج الصدور، لأنني عرفت منهم وفيهم كبرياء العزة وشجاعة النمور والصقور وشراسة الصنديد الجسور.. وماذا بعد؟! أليس من العار فرض الحصار على أغلى وأنبل وأشرف الرجال والنساء والشيوخ والأطفال داخل (ردفان والضالع)، مع استمرار دقات طبول الزفة ورقصة الأفعى والثعبان؟!!.

أليس من العار (تزفير.. نفي) أبطال الجنوب إلى داخل سجون (صنعاء) الانفرادية، وتجريدهم من الضمانات والحقوق التي كفلتها كل مواثيق الأرض والسماء، وإلصاق التهم الجاهزة، التي أصبحت عارية حتى من ورقة التوت أمام كل العالم؟! أقول لهؤلاء.. نحن أبناء الجنوب لا نتشابه مع من تعودتم على استعبادهم، ولأننا أصحاب الأرض والثروات والتاريخ والهوية المراد طمسها ودفنها فلا نقبل فرض الباطل علينا، ولو انطبقت السماء على الأرض ملايين المرات.. لسنا نحن من الذين تعودتم وأدمنتم فرض الباطل عليهم، وهم صامتون، وكأن الظلم والباطل قدر محتوم.. التاريخ شاهد على ما نقول، والهدوء يسبق العاصفة!! لاتجعلوا الحكمة للخارج والجنون لنا، نحن نريدكم أن تستوعبوا جيدا الحكمة الصينية: «من يزرع الريح يحصد العاصفة»!، استوعبوها جيدا قبل فوات الأوان، لأننا نعرف بأنها ستفيدكم أكثر من كلمات الدجل في تلك الصحف المدفوعة أو من فتاوى عبدة الدولار والريال.

ويبقى القول في الأخير ما قاله الشاعر:

«كان صوت الدم مغموسا بلون العاصفة.. وحصى الميدان أفواه جروح راعفة.. وأنا أضحك مفتونا بميلاد الرياح.. عندما قاومني السلطان أمسكت بمفتاح الصباح.. وتلمست طريقي بقناديل الجراح.. آه كم كنت مصيبا عندما كرست قلبي.. لنداء العاصفة، فلتهب العاصفة.. ولتهب العاصفة!».

محمود درويش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى