اليابانيون يطمحون في نيل كأس العالم

> «الأيام الريــاضـي» د. أحمد محمد جاسر:

> أثناء مشاركتي في المؤتمر العلمي السنوي لكرة القدم، الذي عقد في اليابان في شهر إبريل الماضي، والذي حضره مندوبو أكثر من 25 دولة آسيوية وعربية، تحت إشراف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكان موضوعه يتمحور في (دور المدرب في التخطيط والتدريب) للفئات العمرية من سن 12 عاماً وحتى 20 عاماً، بالإضافة إلى كيفية تأهيل المدربين الآسيويين والعرب على مستوى عالٍ من الاحتراف في مجال تدريب كرة القدم، كنت في غاية السعادة وأنا أتعرف على المدربين المحترفين الحاضرين، حيث دارت بيننا نقاشات وحوارات مفيدة في التجارب التدريبية لهم من خلال المدارس الخاصة باللعبة في بلدانهم الآسيوية .

عزيزي القارئ لمست في هذا المؤتمر، الذي أقيم في العاصمة اليابانية طوكيو كيف يطمح اليابانيون وكيف يخططون لكرتهم وهدفهم في أن يكون منتخبهم ضمن أفضل عشرة منتخبات في العالم بحلول عام 2015م، وكيف يحصلون على كأس العالم بحلول عام 2050م، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف المشروعة، فقد عمل اليابانيون منذ العام 2000م على وضع الدراسات والخطط المدروسة وتسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق أهدافهم المنشودة علماً بأنه منذ بداية مسابقة كأس العالم في عام 1930م وحتى العام 1990م أي خلال 60 عاماً كانت كرة القدم اليابانية خلالها غائبة عالمياً، ولم تبدأ في الظهور آسيوياً إلا في العام 1992م عند حصولها على كأس آسيا، لتظهر بعده الجدية والإصرار في التربع على عرش آسيا، ومن ثم الظهور عالمياً من خلال اشتراكها في كأس العالم ثلاث مرات في 1998م و2004و2006م .

وقد تسنى لي من خلال تواجدي في طوكيو مشاهدة متحف كرة القدم اليابانية، الذي يستعرض تاريخ كرة القدم اليابانية منذ بداية الحرب العالمية الأولى، وبعد فترة العشرينات والثلاثينات وكذا فترة الخمسينات والستينات، حيث يوضح لنا هذا المتحف الكروي حتى عن ملابس وأحذية اللاعبين والكرة نفسها، وفي المتحف نفسه شاهدنا المنتخب الياباني في كأس العالم 2002م وكيفية تحركات لاعبيه السريعة ووصوله إلى الدور الثاني، بالإضافة إلى لقطات خاصة بالمنتخب الياباني عن لقائه في 2006م بالمنتخب البرازيلي وهزيمته منه بنتيجة 4/1 .. وكان أن تم تحليل هذه المباراة مع المختصين في هذا الجانب باستفاضة ..وقد تلا هذه الزيارة الأولى للمتحف زيارة أخرى للأكاديمية العالمية اليابانية الخاصة بكرة القدم، حيث شاهدنا الجدية الاحترافية من قبل المسئولين اليابانيين والمحاضرين، وكيفية الاعتماد على كوادرهم الوطنية وتشجيعهم على الإبداع الفني والإداري .

كما تلا هذه الزيارات زيارتنا للملاعب والصالات وبقية المنشآت الرياضية الحديثة المقامة على أعلى مستوى وطراز رفيع من الجودة العالمية، والمعدة خصيصاً لإعداد وتأهيل الكوادر الرياضية في مختلف تخصصاتها .. كما أنهم يبدون اهتماماً خاصاً بالفئات العمرية من خلال تأهيلها وتدريبها وإقامة المسابقات المحلية والدورية لها وإعدادها وتجهيزها كصفوف مستقبلية لاحقة .

عزيزي القارئ هل يا ترى سيحصل اليابانيون على كأس العالم في عام 2050م، خاصة وأنهم يخططون له من الآن بكل جدية ونشاط ودراسة .. إن غداً لناظره قريب .. فلننتظر حتى يحين الموعد .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى