الجفري بين الواقع والطموح

> د.جواد حسن مكاوي:

> كل يوم تشرق شمس جديدة.. كل يوم تتفتح زهرة.. كل نهار يوم جديد.. وأمل يتجدد.. ومشاكل وهموم.. وأحلام وأماني وشجون.. هذا هو إيقاع الحياة اليومية.. ونبض المواطن البسيط وحياته المتواضعة.. ومتطلباته القليلة.. واحتياجاته الضرورية.

لايتطلع إلى فوق ولايتمنى أن يكون في أسفل السافلين.. مواطن يطلب الستر في ليلة.. والقوت الضروري في نهاره.. صحته معتمدة على رحمة رب العالمين.. راتبه ينتهي في الثلاثة الأيام الأولى من الشهر.. فواتيره تقسيط وديون.. كل يوم ينظر إلى السماء.. وبنور عينيه يناجي رب الأرباب.. متى الفرج يا أرحم الراحمين.. الحمل ثقيل.. الأسعار بركان متفجر بنيران متجددة متقدة.. والأولاد كبروا.. والعمر يجري.. والجسد نحيل.. والحال ضعيف.. وأنت أرحم الراحمين وخير الحاكمين.

أخي المحافظ الجديد:

بدون مقدمات.. شجون وهموم نقدمها بين يديك على طبق أنيق في أول إفطار، وأنت على كرسي المسئولية للمحافظة.. وفي يديك القرار.. وحواليك فاسدون وصالحون.. منافقون وصادقون.. عالم من المتناقضات بين دهاليز مكتبك!! نعلم أن صدرك رحب.. هذا أملنا.. والصورة واضحة لك وبالألوان.. لوحة جميلة وقبيحة.. فاتحة وباهتة.. ذكية وغبية.. حلوة ومرة.

أخي.. أنت بصيص أمل لمواطن طحنته الأيام.. هل خططت له ولحياته المرهقة.. لاحظت فواتير الكهرباء والمياه والتلفون والضرائب والمجاري التي يدفعها من دمه؟ لاحظت قوائم اليتامى والأرامل والأسر المحتاجة في زبالة مكتبك؟ لاحظت الشباب في الشوارع العاطلين عن العمل.. والمبالغ الخيالية التي تدفع لشراء الوظائف؟ والأسعار التي أرهقت المواطن، ورسوم الدراسة العامة والخاصة بالتعليم الموازي؟ لاحظت انحدار مستوى التعليم الفني والمهني، والمستوى الأساسي والثانوي والجامعي؟

أخي.. أمامك سكك وطرق ودهاليز ومشوار طويل عمره أربع سنين.. كلنا في انتظارك.. فأسرع بالتخفيف من الفقر والبطالة عدوتي المجتمع، الطامتين الكبريين.. ومن حقك أن تتباهي بالنصر المؤزر.. فطريقك مفروش بشوك الفقير.. ولهفة المظلوم.. وأمل اليتامى.. ودعاء الأرامل.. وابتهال الشيوخ.. وشوق المتقاعدين.. وصرخة المتعاقدين.. وطموح الطلبة.. ومعاناة المرضى.. وألم اليائسين.. وصبر المسجونين.. وفضيحة المغلوبين على أمرهم.. والفاسدون من ضمنهم.. أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت، والله من وراء القصد!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى