إصابة 8 أشخاص واعتقال 37 آخرين إثر مداهمة قوات الأمن والجيش مسيرة سلمية بردفان قبل انطلاقها

> ردفان «الأيام» خاص:

>
أصيب ثمانية أشخاص من أبناء مديرية ردفان محافظة لحج صباح أمس بإصابات مختلفة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى ردفان العام، ونقل بعضهم إلى مستشفى ابن خلدون نظرا لخطورة الإصابة، فيما تم اعتقال 37 شخص، وذلك أثناء قيام قوة أمنية عسكرية كبيرة بتنفيذ حملة اعتقالات وملاحقات واسعة طالت العشرات من المواطنين الذين توافدوا من مختلف مديريات ردفان للمشاركة في الفعالية الاحتجاجية السلمية التي دعا إليها ملتقى أبناء ردفان في الحبيلين رفضا للمحاكمات السياسية لقادة ورموز ونشطاء الحرك السلمي الجنوبي.

وقد شهدت المدينة ومنذ الساعات الأولى انتشارا كثيفا لقوات الأمن العام والأمن المركزي والجيش على مداخل ومنافذ الحبيلين كافة، فيما شوهدت الأطقم العسكرية والدوريات الراجلة لقوات مكافحة الشغب تجوب الشوارع الرئيسة والفرعية، وتمركز عدد كبير من الجنود فوق سطوح المباني الحكومية، وقد اندلعت المواجهات أثناء قيام قوة أمنية كبيرة تابعة للأمن العام والأمن المركزي بمهاجمة تجمع لعشرات من المواطنين أمام مطعم الضيافة بالقرب من الساحة الأمامية لمسجد يزيد، تأهبا لتنفيذ الفعالية.

كما قامت القوات الأمنية بمداهمة المطاعم والمحال التجارية القريبة من مكان التجمع، واعتقال عدد من المواطنين بعد أن قامت بالاعتداء عليهم وضربهم بالهراوات وأعقاب البنادق.

وأثناء قيام قوات الأمن بمداهمة مطعم الضيافة واعتقال الناشطين عزيز سالم عبد الله عضو محلي الملاح وأحمد محمد قائد المسئول الإعلامي في جمعية المتقاعدين العسكريين ردفان فوجئ مراسل «الأيام»غازي محسن العلوي أثناء تأدية مهامه بتصوير المشهد بمدير عام ردفان قاسم عبدالرحمن الذي كان يشرف على عمليات الاعتقال يقوم بتوجيه قائد وجنود الأمن المركزي باعتقال مراسل «الأيام» وإيداعه السجن، حيث هرع نحو 12 جنديا بالركض نحو المراسل، وقاموا باحتجازه وانتزاع كاميرته وهاتفه الجوال والتلفظ بألفاظ بذيئة مخجلة، وقالوا له: «نحن نبحث عنكم من زمان.. أنتم أصحاب «الأيام» أصحاب فتنة، من الذي سمح لكم بالتصوير؟» وغيرها من الألفاظ.

وقد جرى نقل مراسل «الأيام» على متن طقم عسكري تابع للأمن المركزي في سرعة جنونية، وفي الطريق صادف وجود مدير أمن ردفان العقيد حيدرة هيثم حسن، الذي أوقف الطقم العسكري أثناء مشاهدة مراسل «الأيام» على متنه، وطلب من قائد الطقم والجنود تسليمه المراسل، وطلب منه بكل هدوء وأدب جم الصعود على متن طقم الأمن العام بمعيته، كما طلب من جنود الأمن المركزي تسليمه كاميرته وهاتفه الجوال، الذي حاول أحد الجنود إخفاءه.

وفي مبنى الأمن حضر مدير عام المديرية، وطلب من قائد المنطقة الأمنية العميد عبدالنبي هادي، ومن مدير الأمن التوجيه أيضا باعتقال الزميل فهد محسن زين وإيداعه مع زميله محسن علوي السجن متهما إياهما وصحيفة «الأيام» بالقيام بالتحريض على إثارة الفتنة بحسب قوله وهو ما تم رفضه من قبل قائد المنطقة الأمنية ومدير أمن ردفان اللذين تحليا بقدر من المسئولية والأمانة، واللذين قاما مشكورين بتسليم مراسل «الأيام» كاميرته وهاتفه الجوال، وطلبا منه مغادرة مبنى الأمن بكل أدب وتواضع.

وقد امتدت حملة المطاردات والملاحقات إلى الأحياء السكنية والمنازل، وقامت قوات الأمن العام والأمن المركزي بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز السامة على المحتجين والمنازل والمساجد، وتحولت الساحة الأمامية لمستشفى ردفان العامة إلى ساحة خالية من المواطنين والمرضى لتعرضها لوابل من الرصاص وقنابل الغاز المسيلة للدموع، مما أثار الخوف والفزع لدى النساء والأطفال وقاصدي المستشفى.

وقد وصل الأمر بإحدى النساء وأثناء مشاهدتها جنود الأمن المركزي وهم يعتدون على أحد الصبية بالضرب بالعصي وأعقاب البنادق والركل وهو مرمي على الأرض، أن قامت بخلع نعلها والاتجاه نحو الجنود لتخليص الصبي، وهي تصرخ: «اتقوا الله هذا ليس حيوان.. اذهبوا إلى صعدة إن كنتم شجعان.. هذا لم يحصل حتى في إسرائيل»، مما اضطر الجنود إلى ترك الصبي ومغادرة المكان.

وقد علمت «الأيام» بأسماء المصابين وهم: عادل محمد حسان (طلقة في الكتف الأيسر) تم نقله إلى مستشفى النقيب محافظة عدن لخطورة حالته، وجمال حسن ثابت (14 عاما) طلقة في رجله اليسرى، ونشطان حسن عبيد إصابة في الرأس جراء تعرضه للضرب المبرح بالعصي وأعقاب البنادق، ووليد قاسم صالح جرح عميق في الرأس، وتوحيد قاسم صالح شظية في يده اليسرى، ومحمود قاسم مثنى طلقة في الرجل اليسرى، ووضاح حسن علي، وياسين أحمد حسن تعرضا للضرب المبرح، كما تعرض شاب أصم وأبكم يدعى منصور صالح عباد للضرب المبرح من قبل جنود الأمن بينما كان في طريقه إلى منزله وتم اقتياده إلى مبنى الأمن

وأصر الشاب منصور عباد بعد إطلاق سراحه على مقابلة مراسل «الأيام» طالبا من الصحيفة نشر صورته وآثار الضرب الذي تعرض له.

كما اقتحمت قوات الأمن مركز وعيادة المحضار، واعتقلت أحد العاملين فيها يدعى عباس طه.

وقد حصلت «الأيام» على أسماء المعتقلين وعددهم 37 معتقلا وهم: الناشط السياسي محسن مثنى طوئرة، محمد ثابت صالح، رئيس مجلس تنسيق الحراك السلمي بمديرية حبيل جبر، مهدي عبيد حسين سكرتير الاشتراكي بردفان، والناشط سعد موسى حسين العمري وياسر محمود عبدالله وأحمد محمد قائد، قيادي في جمعية المتقاعدين وعزيز سالم عبدالله، عضو مجلس محلي وزكي أحمد محمد وأمين سعيد عسلي وعبدالمنعم عبدالحميد وناصر محمد ناصر وصمام محمد ثابت وعبدالوهاب عبدالله نصر وعادل عبدالله يحيى وعاطف هيثم ناصر وفارس مثنى أسعد وأحمد قاسم بن نصور ومعين علي مثنى ويسلم صالح مثنى وفريد محسن عبدالكريم وعبدالله ناصر الخضر وكمال هيثم صالح وعماد صالح حسين ومازن فضل محمد وعلي ثابت مثنى وعبدالفتاح محسن مهتم ووضاح عبدالفتاح وماهر صالح قائد وبكيل حسين قاسم وعفيف محسن جابر ومنصور صالح عباد ومحمد سلمان محسن وعبدالله ناصر جابر وهيثم قاسم أحمد وعيبان قاسم حسان وحيدر حيدرة حسين وسامي محمود محمد.

على صعيد آخر أصدر المرصد اليمني لحقوق الإنسان أمس بلاغا صحفيا جدد فيه إدانته الشديدة «لاستمرار السلطات اليمنية في تلك الانتهاكات التي تهدد السلم والسلام الاجتماعي والوحدة الوطنية».

ودعا المرصد في بلاغه إلى ضرورة الإفراج العاجل عن المعتقلين كافة على ذمة الحراك السلمي وإيقاف المحاكمات السياسية لقيادة الحراك المدني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى