المبارز.. وعطاء الأدباء!

> «الأيام» أحمد المهندس:

> في العام 1980 نشرت في الجريدة الخضراء، كما كان يطلق عليها السياسي اللبناني الراحل صائب سلام.. جريدة «الشرق الأوسط» الدولية التي كنت من أوائل المحررين فيها.

وعلى حلقتين يومي 27 و 28 / 1980، وفي صفحتها الثقافية حوارا كنت قد أجريته مع الزميل العزيز سيدنا وأديبنا الكبير عبدالله الجفري شفاه الله في صنعاء مع صفوة من مثقفي اليمن في اتحادهم: (الأديب والشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح والشعراء والأدباء أحمد المعلمي وعلي حمود عفيف وعبدالوهاب المؤيد وإسماعيل الوريث وأحمد قاسم دماج وعبدالكريم الرازحي)، وأدباء آخرين لاتسعفني الذاكرة بعد هذا الزمن الطويل على تذكرهم.

وكان القاسم المشترك الذي جمعنا وجعلنا نقضي أكثر من أربع ساعات جميلة من الأدب والنقاش والحوار الحضاري والإنساني.. الأخضر جهيش الموسوم (بالقات)، وقد أسميت ذلك اللقاء بـ (حوار ثقافي في المبرز)، ونشرته بهذا الاسم، وكان ثريا بما حوى من معلومات زادنا الاختلاف فيها ودا.

وكان رد الفعل بعد النشر كبيرا بين المثقفين حوله في اليمن والوطن العربي، على اعتبار أن الجريدة التي نشرته دولية وواسعة الانتشار.. وقد نشرت نص هذا الحوار مرة أخرى في كتابي عن الفن والأدب اليمني (على الحسيني السلام) الذي قدم له الصديق الدكتور الفنان نزار غانم، وصدر عن مكتبة الجيل عام 99م.. اعتزازا به وبأهميته، وتوثيقا للحدث والمناسبة.

وفيه سألت أستاذنا وصديقنا الأديب الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح.. لماذا وأنتم المثقفون تمضغون القات وتقضون فيه كل هذا الوقت والطقوس؟

فأجابني وهو يناولني عشبا طريا اختاره من قاته.. صحيح أن له أضرارا عديدة صحية واقتصادية وإنسانية.. ولكنا وقد جربنا مقاطعته والامتناع عن تناوله في اتحاد الأدباء.. عدنا إليه لأننا لم نعد نلتقي معا في الاتحاد بنفس الزخم والعدد، ووجدنا أنه يجمعنا على الأقل، ويجعلنا نلتقي ونتناقش في أعمالنا الأدبية ونطرحها على بساط البحث والحوار.

وصدق المقالح، فقد استثمرنا جلسة المبرز والصحبة معهم والاستقبال الرائع وطلعنا بحصاد ثقافي غطى مساحة صفحتين في الجريدة.. واستطاع صداه أن يغطي مساحة الأراضي العربية من البحر إلى البحر ثقافة ومتابعة.. تذكرت مبرز اتحاد الأدباء في اليمن بعد هذه السنوات.. بعد أن بلغني تصور بعض الأعزاء من زملاء الأدب والصحافة.. بأنني لا قدر الله كنت أسخر أو أهاجم من يرتاد النوادي ومجالس القات منهم.. في مقالاتي الأخيرة التي كتبتها عن أحد المجالس في محافظة عدن.

فأنا على يقين بأن من يتعاطون القات بعيدا عن الأضرار التي ذكرها أستاذنا وصديقنا المقالح (عبدالعزيز) هم من صفوة المجتمع وأدباء وشعراء لهم مكانتهم في الحياة الأدبية والاجتماعية في بلدهم والعالم العربي.

ويحرصون على التجمع في مثل هذه المنتديات أو منازل الأصدقاء من أجل لم الشمل والتواصل والصحبة الطيبة.. وطرح ما لديهم من إنتاج فكري وإنساني.. وتبادل الآراء والحوار الهادف.

وقد سعدت- عن نفسي- بحضور العديد من هذه الملتقيات في صنعاء وعدن، واستفدت منها، وتعرفت من خلالها على أساتذة وأعزاء.. لهم أعمالهم وتقديرهم.

فلا يحاول البعض الاصطياد في الماء العكر.. بعد أن فقدوا مصداقيتهم.

ولازلت أتمنى أن يضمني لقاء وحوار مع صفوة المثقفين في مبارز عدن الزاخرة بالثقافة والفن.. ولأهلها الريادة فيه.

وأردد بمزاج منلوج لحن صوت الشعب (المرشدي) وأداء (الشريف) فؤاد:

يا بجاه القات

يا بسر القات

يا أبو زربين

هاتهم بس هات.

صحفي وأديب سعودي - جدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى