«الأيام» تستطلع أوضاع مدينة لودر كبرى مدن محافظة أبين.. خدمات المياه والصرف الصحي وسفلتة الشوارع الداخلية للمدينة من الأولويات

> «الأيام» سالم العور:

>
مخلفات الباعة والقمامة .. إلى أين؟
مخلفات الباعة والقمامة .. إلى أين؟
استهلالة تعريفية بسوق (لودر):يرتبط تاريخ مدينة لودر عاصمة مديرية لودر محافظة أبين، بظهور ولي الله الصالح عمر بن سعيد بن المقداد بن الأسود الكندي في القرن السادس الهجري، وقد عرفت هذه المدينة بسوقها القديم (الأحد) الذي أصبح اليوم سوقا يوميا يرتاده الناس من مختلف مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية، والوسطى في الشمال.. ومنذ القدم كان لهذا السوق وإلى الزمن القريب حرمته بين أفراد القبائل التي ترتاده وفقا للأعراف القبلية، فمن دخل سوق لودر فهو آمن على نفسه وماله حتى اليوم الذي سوقه (الأحد) ومن يخالف حرمات السوق يعاقب ويباح دمه، وكانت حماية السوق تقوم به قبيلتا البجيري والطهيفي فقط.

ضرورة التكرار للتعلم أحيانا.. ودوام الحال من المحال أحيانا أخرى:

صيحات الناس من المضايقات الشديدة التي تسببها لهم إعاقات الباعة المتجولين وباعة الخضار والفواكه وملابس الحراج والسيارات الواقفة من مرور السيارات والمشاة في الشارع الرئيس واتساخه بالقاذورات و(البلاليع) التي هي الداعي الرئيس لهذا الاستطلاع الذي ستقرأ فيه مدى الإهمال الذي تتعرض له مدينة لودر وأبناؤها ومرتادوها من مختلف المناحي من نظافة وصرف صحي ومشاريع حيوية شاء القدر لها أن تفشل أو تتعثر أو تتعرض للسلب والنهب.

عندما هممت بهذا الاستطلاع لفت انتباهي الأخ لطفي عبدالله هادي قيس وهو يشير بيده إلى الشارع الرئيس طالبا مني تصوير باعة الخضار والفواكه والباعة المتجولين الذين أعاقوا حركة السير، وقال:«حدث ولا حرج، ثمة مظاهر وظواهر تدعو إلى الإزعاج وأنت تمر في الشارع الرئيس في مدينة لودر وأول ما يلفت الانتباه ويعكر المزاج افتراش باعة الخضار والفواكه والمتجولين للشارع الرئيس في المدينة، ووصلت بهم الجرأة إلى عرض (بضائعهم) وسط الطريق الأسفلتي في وضع لا يسمح بمرور السيارات، ولم يحرك أحد ساكنا حتى أصبح هذا سلوكا اعتياديا لدرجة غلب فيها السلوك الخاطئ على السلوك السوي.. الشارع الرئيس مغلق بالسيارات الواقفة وسطه وبمحاذاة الرصيف وبالباعة المتجولين ومع كل حملة تقوم بها جهات الاختصاص سرعان ما تعود (حليمة إلى عادتها القديمة) وبعد انتهاء الأسبوع الأول عقب الحملة، ودوام الحال من المحال».. مطالبا السلطات المحلية بوضع حد للسيارات الواقفة في الشارع الرئيس التي أغلقت الشارع وسببت زحمة في حركة السير.

أما الأخ عاطف محمد عبده غالب فتحدث عن هذا الوضع المأساوي قائلا:«لودر واحدة من أهم المدن التجارية في اليمن يتوافد إليها الباعة والمشترون من مختلف المحافظات، لكنها تفتقر إلى الوجه الحضاري لانعدام النظافة في شوارعها، وانتشار (البلاليع)، وفيها يجد المتسوق صعوبة في مروره ودخوله إلى المحلات التجارية لشراء ما يلزمه، وكذا انتشار ما يخلفه الباعة من المواد القرطاسية والكرتونية الضارة بالصحة دون تنظيفها».. مناشدا السلطة المحلية بوضع حلول لهذه المشاكل وفتح أسواق مركزية لباعة الخضار والفواكه والأغنام والمواشي التي تتجول بكل حرية في الطريق الدائري والشوارع الرئيسة والفرعية في المدينة.

نسمع جعجعة ولا نرى طحينا:

الأخ حسين صالح لعور تحدث قائلا: «مدينة لودر ينطبق على مشاريعها الوهمية المثل القائل:( نسمع جعجعة ولا نرى طحينا) من كثر تصريحات مسئوليها من زمان في أكثر مشاريعها المعتمدة أو قيد الدراسة التي سرعان ما تصبح هباءً منثورا، وأشبه بسراب خادع يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.. فمشروع مياه لودر المركزي بكلفة 265 مليون ريال (راح فطيس) وآباره (في عداد الأموات) ومشروع مجاري لودر بمرحلتيه الأولى والثانية يحتضر وفي انتظار تشييع جثمانه خصوصا وأن مرحلته الثالثة في غياهب المجهول!!.. مسكينة مدينة لودر صبرت كثيرا ومازالت تتحمل العبث بمشاريعها!، فالطريق من فرزة عدن إلى جبل شردان تم مسحه ولم ينفذ منذ عام 2005. ومعهد المعاقين لم يتم افتتاحه رسميا ولم يزود بالأثاث رغم الانتهاء من بنائه قبل خمس سنوات، حتى مشروع المرتفعات الوسطى محافظة أبين الذي تقع إدارته في مدينة لودر لم يستطع أن يوفر شربة ماء لأبناء هذه المدينة الصابرة الصبورة.. هذا ليس إلا غيضا من فيض، ولودر بحاجة إلى لفتة من المهندس الميسري لانتشال أوضاعها وإصلاح ما يمكن إصلاحه من مشاريع الخدمات فيها».

من ينقذنا من عذاب حركة مرور السيارات والمارة بسبب مخالفة الباعة للأنظمة:

وتحدث الأخ صالح عمر المسبحي (سائق سيارة) قائلا:«نشعر بضيق ونحن نمر في الشارع الرئيس بسبب إعاقة باعة الخضار والفواكه لحركة السير، هذه الإعاقة قطع لأرزاقنا.. من ينقذنا من هذه العذاب نحن والركاب؟.. إذا أسعفنا شخصا إلى المستشفى فاحتمالات تعرض حياته لخطر الموت كبيرة جدا، نحن لانريد قطع أرزاق الباعة المتجولين والثابتين في الشارع الرئيس وإنما نطالب المجلس المحلي بوضع معالجات لمثل هذه الظواهر التي تخدش الحياء والجمال ولا أجد مبررا لظهور هذه القاذورات والأوساخ وانعدام النظافة في الوقت الذي يقوم صندوق التحسين بالجبايات دون أن يلمس أحد النظافة».

الشارع العام ..والصرف الصحي ..وحديث الصورة
الشارع العام ..والصرف الصحي ..وحديث الصورة
الأخ فهمي عبدالله عبود الأمين العام لجمعية العاطلين عن العمل تحدث قائلا:«لودر محرومة من خدمات المياه والصرف الصحي، ومشاريع مدينة لودر تتعرض للإهمال والسلب والنهب، ومحطة تأجير الآليات الزراعية فقدت كثيرا من أصولها ومعداتها بسبب الإهمال.. فالمجلس المحلي قام قبل فترة بوضع إعلان عن بيع خردة الحديد في المحطة (الورشة) غير أنه بعد مدة قصيرة من هذا الإعلان فقدت الورشة (محطة تأجير الآليات الزراعية) محتوياتها من الخردة الحديد (حوالى 200 طن حديد) بعد تعرض مستودعات المحطة للسرقة.. وهناك مشروع المرتفعات الوسطى لم يقم بالدور المطلوب في توفير مياه الشرب حتى لمدينة لودر عاصمة المديرية رغم اعتماداته بملايين الدولارات.

والسؤال لماذا لم تقم السلطات المحلية والتنفيذية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وممثلو المديرية في البرلمان ومحلي المحافظة (سابقون وحاليون) من المعارضة أو السلطة بإثارة مشكلة مياه لودر كبرى مدن المحافظة أبين التي حرمت من المياه منذ أكثر من عقد من الزمان؟.. ولماذا عجزت كل هذه الجهة مجتمعة عن توفير ماء الشرب لمدينة لودر وذلك باعتماد مشروع إستراتيجي ناجح؟».

وأضاف:«نريد أن نعرف بشفافية مطلقة وكاملة حول جدوى بقاء مشروع المرتفعات الوسطى محافظة أبين على الرغم من الفرصة التي توفر له منذ أكثر من 15 عاما وبإمكانات مالية كبيرة (ملايين الدولارات) من البنك الإسلامي والصندوق العربي، ولم ينفذ أي مشروع إستراتيجي بمعنى الكلمة، والحكومة المركزية بحاجة إلى من يخاطبها من السلطات المعنية بتقديم التقارير المناسبة حول حاجة مدينة لودر لمشروع إستراتيجي حيوي للمياه يلبي حاجة السكان والحركة التجارية والعمرانية في المدينة.

وتنتصب هذه المهام على عاتق الإخوة: محافظ المحافظة وممثلي المديرية في مجلس النواب ومحلي المحافظة أبين لإثارة مثل هذه القضايا مركزيا في صنعاء لضرورة إنزال لجان لتقصي حقائق المشروع ووضع الحلول والدراسات المناسبة التي على أساسها سيتم البدء في المشروع (بدل فاقد)، والبحث له عن التمويل المناسب سواء أكان حكوميا أم أجنبيا عبر الحكومات الصديقة والشقيقة أو المنظمات المانحة.

ولا ننسى أن لودر بحاجة إلى استكمال بناها التحتية لمشاريعها اللازمة الضرورية لحياة الناس، مثل تحديث مستشفى محنف لودر (المستشفى المركزي الوحيد في المدينة والمديرية)، ونأمل من محافظ أبين أن يكون لأبناء لودر نصيب من منحة الرئيس».

أ. صالح حسين السعيدي تحدث قائلا: «من على منبر «الأيام» نتحدث عن أوضاع المديرية، ونناشد السلطات المحلية بالاضطلاع بدورها تجاه مدينة لودر التي تعاني من الإهمال رغم جهود محافظ المحافظة م. أحمد الميسري للتغييرات التي أحدثها واستبشرنا خيرا بوجوده في قمة هرم المحافظة».. مطالبا كل المخلصين والخيرين في أحزاب السلطة والمعارضة بالوقوف إلى جانبه كونه المحافظ الذي رفع راية التغيير وإصلاح الأوضاع على مستوى مديريات المحافظة ككل وأثبت شفافيته بوضوح حين أعلن للملأ حصوله على منحة الرئيس وقدرها عشرة مليون ريال بشفافية دون تعتيم، ونأمل أن يكون لمدينة لودر نصيب من المنحة في مشاريع المياه والمجاري والنظافة وغيرها من الخدمات الأخرى».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى