الحذاء رقم 2

> عصام محمد مقبل:

> الفنان الإغريقي (زويكس) رسم لوحات جميلة وعميقة وناطقة، وبعضها كان غامضا سرياليا، وكلها كانت قمة إبداع، ولكنها لم تحدث ضجة كبرى، رغم روعتها وإبداعها.

وفي أحد الأيام رسم لوحة بديعة للفاكهة، فاقتربت من اللوحة العصافير، وحطت عليها، وقامت بنقرها، فقد خيل للعصافير أنها فاكهة حقيقية. ضحك (زويكس) كثيرا-كما تقول الأسطورة- وضحك وضحك وضحك حتى مات.. مات الفنان (زويكس)، رسم أجمل من هذه اللوحة، لكن العصافير لم تحب هذه اللوحات، ولم تقترب منها.

وفي يوم الأربعاء تاريخ 2008/6/18 العدد (5432) من صحيفة «الأيام»، كتبت موضوعا تحت عنون (أرني حذاءك أقُل لك من أنت)، تناولت فيه معلومات عن أهلي وأجدادي وآباء أجدادي قبل مائة عام وأكثر، في عدن، بينت من خلاله كيف كانوا يهتمون بانتعال الحذاء، مستدلا ببعض الأدلة التي تؤكد قولي، ولم تكن هذه الفكرة الأساسية في الموضوع، بل كانت الفكرة عن ذلك المسئول الذي عرقل المعاملة، وكان ينتعل حذاء متسخا، دعوت عليه أن يكون هذا الحذاء مصدر تعاسة عليه كما حصل للملك نمرود.

يعني الموضوع كان أساسا عن الجزمة نعم والله (ج، ز، م، ة)، أحدث الموضوع جدلا وتحليلا واستنباطا واتهاما أحيانا.

أنا أعلم أن أي نص أدبي كتلة لغوية له عدد من القراءات، وليس الاتهامات، فالبعض قرأه قراءة عادية، وبعضهم قرأه من الأسفل للأعلى، وآخر حلل العنوان، وآخر لم يقرأه، بل أراد الاصطياد، قالوا: هذا سب للنظام، قالوا: تعصب لأبناء عدن وأهلها، قالوا: أراد تعريف الناس بأهله، قالوا أشياء أخرى تودينا في ستين داهية، لكن أنا الوحيد الذي أعرف ماذا أقصد، فقلت لهم أنا مثلكم على باب الله وكل إناء بما فيه ينضح.

أعرف أن كلا منا له كتلة مادية, مركز تحليل معلومات وإصدار أحكام يدعى الدماغ، ولكن للقلب عقل، قد يكون هو الذي نبحث عنه، تيقنت حينها أنها مهنة البحث عن المتاعب.

أعان الله الناشرين هشام وتمام وكل كاتب في صحيفة «الأيام» وغيرها من الصحف صُنف تصنيفا معينا ووضع في غير المكان الذي يستحقه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى