مسلخ السعادة

> محمد عبدالله الموس:

> (مسلخ السعادة) عبارة مكتوبة على يافطة محل لبيع وسلخ الدجاج، لاتسعفني الذاكرة لتذكر في أي مدينة رأيته، وأنا في الطريق إلى صنعاء. لم نتمالك أنفسنا حينها أنا وزميل الرحلة من الضحك، فكما تعلم عزيزي القارئ، لاتوجد أية صورة من صور العلاقة بين السلخ والسعادة!.

عادة تأمُّل يافطات المحلات التجارية والتعليق عليها، سلبا أو إيجابا، تستهوي أصدقاء كثر، وعلى طريقة (مسلخ السعادة)، فإن هناك محلات كثيرة لاتتناغم من حيث مفردات التسمية، ولاتتناغم من حيث نوع السلعة أو الخدمة التي تقدمها واليافطة التي تعلو بوابة المحل، أما الأخطاء اللغوية والأسماء المركبة بصورة مشوهة فحدث ولا حرج.

نستبعد تماما أن تقوم جهة حكومية ما بوضع ضوابط للوحات الإعلانية ويافطات المحلات في ظل غياب ضبط ورقابة على مواصفات الأدوية والأغذية التي تذكرك بأن لا رقيب إلا بقية من ضمائر بدأ يتراجع دورها في حياتنا بفعل تنافس على التكسب كيفما اتفق.

ولأن المصائب بالمصائب تذكر، فإن واقعنا أصبح مليئا بما هو أخطر من يافطة عشوائية وحتى غذاء فاسد، إلى التشرذم في الرؤى والطروحات من توجهات تنطلق من الدين لتدعي الوصاية على الفضيلة، إلى تكفير الآخر لدى جماعات أخرى، إلى التفريخ السياسي للأحزاب، إلى من يرون أن القبيلة- مع احترامنا لأعراف وتقاليد القبيلة- هي من يقدر على حمل المشروع الحضاري لليمن بدلا من الأحزاب والمنظمات المدنية، إلى آخر ذلك مما لايعد ولايحصى.

لانرى توجها رسميا يدعو إلى تقريب وتعايش رؤى أفراد ومنظمات المجتمع، فما نراه ليس إلا تأجيجا للمشاعر المعادية لبعضها وشحنا عاطفيا ضد الآخر في (مأساة) اسمها الإعلام الرسمي، يمجد هذا ويكفر ذاك، ويصنع الكراهية بدلا من التقارب، وكأننا مجتمع لايجب أن يتوحد وتتعايش فيه الرؤى مثل سائر شعوب الأرض.

الأدهى أن ترسم الخطط الأمنية للقبض على حملة الرؤى والأفكار والمثقفين والكتاب ورجال القانون، وبعضهم لايجيد حمل السلاح ناهيك عن استخدامه، ويتمتع الخارجون على القانون وناهبو حقوق الناس بمطلق الحرية.

ياهؤلاء.. ما نحتاجه هو القبول بالآخر ووضع قضايانا على الطاولة قبل أن نصير نحن وبلادنا (موضوعا) على طاولات الآخرين، وترسيخ مداميك الوحدة بترابط المصالح لا بالدبابات والعسكر، ووضع حد للترهل العام الذي نعيشه من يافطات المحلات إلى رؤى الناس، فإلغاء الآخر أمر مستحيل، والتضييق على التعبير السلمي يدفع المجتمع إلى التعبير بطرق أخرى يرفضها العقلاء الذين يسجنون وتجري ملاحقتهم، وهو قول قاله غيرنا، وقد لايعجب البعض، لكننا لانملك إلا التنبيه، ونحن نتذكر قول المتنبي:

الدر في نوره الوهاج والحجر

سيان إن حكمت في شأنه البقر

ولايعيب القصائد حين ننشدها

إذ ليس تطرب من ألحانها الحُمُر

عليَّ نظم القوافي من مناهلها

وما عليَّ إذا لم تفهم البقر

تهنئة بحجم «الأيام»

وصحيفتنا تحتفل بعيدها الخمسين نقرأ الفاتحة لروح المؤسس الكبير محمد علي باشراحيل، ونزف التهنئة لمحبي وقراء وأسرة «الأيام» من حارس البوابة إلى المايسترو (أبو باشا)، وإلى حاملي «الأيام» في مختلف أصقاع الوطن وخارجه، حيث ينتظرها عشاقها بلهفة المحب.. ودامت لنا (أيام) الخليج الأمامي والباشراحيل مادامت أيام الليل والنهار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى