«الأيام» والأيادي الخيرة في زرع الأمل والفرح في قلوب من فقدوه

> لبنى الخطيب:

> مبروك لصحيفتنا «الأيام» اليوبيل الذهبي الأول مصحوبة بأجمل التهاني وبباقات الفل والرياحين العطرة و للناشرين هشام وتمام باشراحيل ولكل الزملاء العاملين فيها، مسـاهمين ، قراء و محبين غيـورين على «الأيام».

خمسون سنة مرت قياسا بالزمن ليست بالقصيرة و إنما بالمواضيع والطرح والتغطية والتناول المهني عظيمة ، فالولادة لم تكن سهلة والاستمرارية والمحافظة على خُطى عميد «الأيام» المغفور له بإذن الله الأستاذ محمد علي باشراحيل، و السير على هذا الطريق والمنهاج تطلب كثيرا من الصبر و الإتقان ، من وقت التفكير بمعاودة الإصدار بعد التوقف القسري الذي مورس عليها في الحقبة الماضية ومن ثم مرورا بالاختيار الجيد لكادر مؤهل كفؤ و مواكبة للتقدم التكنولوجي والعلمي في العمل الصحفي و العمل بأحدث الآلات المطبعية وشبكة مراسلين وموزعين مع امتلاك أسطول نقل بري متواضع يفي بالغرض لتوزيع الصحيفة إلى المشتركين ومحلات بيعها لكي تكون بمتناول أيادي قرائها في محافظة عدن مع بزوغ فجر كل يوم جديد ، ومع الاعتماد على وسائل النقل البرية الأخرى في توزيع (المحبوبة الأيام) في بقية محافظات الجمهورية و إرسال أعداد من النسخ عن طريق شحنها بالطائرات لتوزيعها في دول الجوار ، بالإضافة إلى النافذة الحديثة الأخرى إلى العالم عبر الموقع الإليكتروني الخاص بـ«الأيام» ليشمل جميع أنحاء المعمورة من متصفحين وزوار للموقـع.

الحقيقة الملموسة للجميع للأسلوب والخط الذي التزمت به الصحيفة منذ تأسيسها بأنواع الفنون الصحفية المختلفة، والأبواب الثابتة المتعارف عليها في الصحف الأخرى وملاحظتي الشخصية أسجلها في هذه الشهادة القصيرة والصادقة من القلب لـ«الأيام» في طرحها المميز والملموس لجميع قرائها وأكيد هم يشاركوني الرأي في حرص الناشرين هشام وتمام باشراحيل على نشر مناشدات لأهل الخير بعد إظهار الطلب وموثق بالتقارير والأوراق الرسمية لكل حالة مريض ومحتاج لمد يد العون ، ومرات الصور الفوتوغرافية المنشورة بجانب المناشدة تفي بالغرض لصدقها في تقديم المساهمات المالية ومرات التكفل بالعلاج من أهل الخير، فأي مواطن يطرق باب صحيفة «الأيام» ومن مختلف محافظات الجمهورية ، وبدون أي رسوم مالية أو ضريبة رمزية تدفع للصحيفة لنشرها ، هذه المساهمة الخيرة يشكر عليها القائمون على الصحيفة ، فالبعد الإنساني للأيادي البيضاء في «الأيام» ميزها عن سائر الصحف الأخرى ، وأتاحت فرصا أخرى لأياد بيضاء من داخل الوطن وخارجه تحب الخير ومد يد العون بالاستفادة مما رزقها الله في أعمال البر والإحسان وكم شخص ساهم عبر «الأيام» في زرع بسمة على شفاه محتاج، وإعادة الأمل لمن فقد الأمل في الحياة ولظروف خاصة يعاني منها كل متقدم بمناشدة وطلب مساعدة ، إلى جانب تحريك مشاعر البعض ممن يعاني الأمراض أو العوز المادي ويقرأ حالات الناس المنشورة يحمد الله كثيراً و يصبر وتهون عليه بلواه . لم ألاحظ مثل هذه المناشدات المتكررة منتشرة في صحفنا الأخرى، على الرغم أن هناك بعض القنوات التلفزيونية الخارجية تخصص برامج أسبوعية لمناشدة أهل الخير ، كما يسعدني أن أشير هنا أن من التزم بهذا الخط أيضا هما الرائدان مصطفى وعلي أمين في صحيفة «الأخبار» المصرية في سبعينات القرن الماضي.

وعلمنا ودعانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:«الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه» صدق رسول الله. ولم يقف الأمر على إعلان المناشدات وإنما تتواصل مساهمة صحيفة «الأيام» المتواضعة الكبيرة في نفوس محبيها بتميزها وتفردها ، بما يتقدم به المواطنون الأمينون وأحبهم الله لأنهم أحبوه كثيراً في رد الأشياء المفقودة التي عثروا عليها بالصدفة إلى أهلها عبر «الأيام» فقط لا عن طريق أي جهة أخرى، هؤلاء الأشخاص الأخيار الطائعون لله وبدون تردد في السير بخطى ثابتة إلى مبنى «الأيام» طواعية ودون وصاية أو تهديد من أحد أو إكراه ولم ترصد أي نسبة من المال بإغرائهم مقدمة من إدارة «الأيام» لإعادة هذه المفقودات، بل منطلقين من الوازع الديني والأخلاقي ولمعرفتهم بأن هناك أيادي أمينة في «الأيام» ترعى خصوصيات الأفراد هدفها العمل بما يرضي الله فيتسلم ذوو الاختصاص في الصحيفة تلك المتعلقات ومن ثم تنشر إعلانات بأن الصحيفة تحتفظ ببعض المتعلقات المفقودة، مبالغ مالية، ذهب، وأشياء ثمينة ومستندات مهمة ووثائق خاصة، تسلم لأصحابها وفق ضوابط و بعد التأكد من التفاصيل وهوية كل صاحب والغرض المفقود ، فكم مرة زرعت «الأيام» البهجة والسرور في قلوب الأشخاص الذين فقدوا متعلقاتهم مرات لأزمة الطريق والمواصلات والسبب الرئيسي أكيد يعود للنسيان غير المقصود من قبل البعض في أماكن تسوقهم أو مشاوريهم اليومية ودون إدراك ولا إحساس بفقدها تلك اللحظة. صحيح كل شخص ونصيبه كما يقال ، و الله هو حارسنا جميعا والمكتوب على الإنسان لابد أن يلاقيه ولكن هذه الميزة الطيبة والمتفردة في النوعية والقيمة المعنوية في المستوى شدتني كثيرا فهنيئا لـ«الأيام» ولمحبيها هذا التفرد والميزة الحسنة. قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:«الدال على الخير كفاعله».

مبروك لـ«الأيام» اليوبيل الذهبي و مزيدا من الإبداع و النجاح المتألق في سماء الإعلام الهادف والمعلومة الصحفية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى