شركات النفط في شبوة..

> شفيع محمد العبد:

> تبقى معاناة أبناء شبوة مع الشركات العاملة في قطاعي النفط والغاز بالمحافظة قائمة تبحث عن حل منذ حطت تلك الشركات رحالها على أرضها.

المعاناة تتنوع أشكالاً وألواناً.. فأبناء المحافظة يطالبون بنصيبهم العادل في العمالة.. وتشغيل معداتهم وسياراتهم.. ويطالبون بالتعويض العادل إزاء الأضرار التي خلفها عمل تلك الشركات في أرضهم، فهاهم الصيادون يحملون وثائقهم في انتظار التعويض الذي لم يأت، وكل ما عملته لجنة التعويضات أنها عوضت عدداً من المتنفذين في المحافظة على حساب أصحاب الحق المباشر.. الذين يطالبون بالحصول على حصتهم من (التنمية المستدامة) في صورة مشاريع عليها القيمة، وليس كما حصل من تعويض للصيادين بحراثة زراعية.. كما تتشابك تلك المطالب مع مطالب العمالة من أبناء شبوة لدى تلك الشركات، ومنها حقهم في معرفة بنود العقود التي يوقعونها دون أن تتم ترجمتها لهم تحت ضغط الحاجة (وقع وإلا غيرك عند البوابة)، وحقهم في الحصول على الأجر المقرر لهم من (الأجنبي) الذي يتلاشى بفضل أهل الإيمان والحكمة ولا يصل منه إلا الفتات.. وحقهم في التأمين الصحي.. والتأمين على الحياة.. والإجازة القانونية.. ومستحقات نهاية الخدمة وغيرها من الحقوق المكفولة قانوناً، والمنتهكة واقعاً وعلى مرأى ومسمع السلطة المحلية بالمحافظة.. التي تفرغ بعض أعضائها لأعمال السمسرة لدى تلك الشركات.

الحق في الإضراب عن العمل من الحقوق المكفولة أيضاً وقد مارسه العمال في أكثر من مناسبة للمطالبة بحقوقهم المهدورة التي لم تجد من يدافع عنها وفي كل مرة يضرب فيها العمال نجد السلطة تتحرك وتقطع الوعود لتعود مكللة بورود الانتصار على العمال وليس لهم.. مرات كثيرة دقت فيها صدور عدد من المحافظين وفي كل مرة تتبخر الوعود وتستمر المعاناة.

الأسوأ من هذا تدخلات (الجيش) لرفع الإضراب بقوة القوات المسلحة في مجال غير مجالها ولا هو من المهام المنوطة بها، لكنها شواهد تؤكد حقيقة أن المحافظة تدار من قبل القيادات العسكرية والأمنية.. واللي مش عاجبه يشرب من بحر بئر علي.

عمال مد خط أنبوب الغاز المسأل ببلحاف يشكون من ضيم وقع بهم يتمثل في عدم مساواتهم بمستحقات نهاية الخدمة مع نظرائهم في الخط نفسه من محافظة مأرب الذين يستلم العامل منهم مبلغ (500 ألف ريال) كمستحقات نهاية خدمة.. إضافة إلى أن الاستغناءات التي تحررها شركة (امكس بي هوك) للمستغنى عنهم حالياً هي للعمال من أبناء شبوة في حين يستثنى أبناء المحافظات الأخرى.. إضافة إلى أن العامل المستغنى عنه أو (المفصول) يرغم على التوقيع على مجموعة أوراق حررت باللغة الإنجليزية دون أن تتاح له معرفة فحواها.

المعاناة قديمة والحل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، فمعظم الشركات تستعد لتسليم مواقعها بينما المعاناة قائمة.. كما هو الحال بالنسبة لمشروع الغاز المسال ببلحاف الذي أوهموا ابن شبوة بأنه سيستفيد منه كثيراً ولم يجن منه سوى العناء والوهم وأمراض السرطانات التي انتشرت في مديرية رضوم بصورة مفجعة...وستبقى المعاناة طالما بقي في شبوة من يسابق الزمن ليثري ثراء فاحشاً على حساب حقوق الغلابى والمتعوسين.. ولن يدوم الحال لأن التاريخ علمنا أن التغيير حتمي وستشرق شمسه بسناء نورها على جبين أولئك المطحونين جراء السياسات الفاشلة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه.. وإن غداً لناظره قريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى