تجربتي مع «الأيام»

> ناصر عبدالله عزاني:

> عرفت «الأيام» وتعاملت معها، أي بقراءتها صباح كل يوم من خلال ذلك المحل المتواضع لبيع الصحف والمجلات وبيع التمبل لصاحبه الشيباني داخل سوق البريقة، ومنذ أن كنت في الصف الأول الابتدائي بمدرسة الحكومة الابتدائية للبنين بعدن الصغرى عام 1961م وقد مر على صدورها ثلاثة أعوام وشغفت بقراءتها، كما شغف بها الكثيرون عندما تطل علينا كل صباح تحمل أخبار الوطن بشطريه وبكل صدق وشفافية.

وقد راج اسمها وشعبيتها رواجاً كبيراً وقبل قيام ثورة سبتمبر في ظل مؤسسها الراحل طيب الله ثراه محمد علي باشراحيل، حيث كانت كتاباته تنم عن ما يجول بخاطره في ذلك الزمان وكأنه كان على بصيرة مما يجري في زمننا هذا، وهكذا ظلت على هذا النهج الوحدوي الثابت والرافض للاستعمار والحكم الإمامي حتى توقفت بسبب السياسة الشمولية التي انتهجها الحزب الحاكم في جنوب الوطن آنذاك، ولكنها عادت بقوة وثبات في ظل هذين الشبلين من ذاك الأسد الباشراحيل العميد ليكملا ما رسمه ذلك العملاق الراحل في بلاط صاحبة الجلالة وبكل ثقة واقتدار تحمل الهشام والتمام هذه المسؤولية.

ولأنها مهنة المصاعب والمتاعب بسبب استقلاليتها ومصداقيتها واجه ويواجه هذان العملاقان شتى صنوف التعسف من التهديد والاتهامات وترويج الشائعات من قبل الصحف الصفراء والموتورين من الكتاب الذين ظهروا في هذا الزمن الرديء وليس لهم هدف سوى الافتراء على عمالقة الصحافة من المخضرمين وهم لايفقهون شيئاً مما تعنيه مهنة الصحافة، بل إهدار للمال العام الذي ينفق عليهم دون حسيب أو رقيب فقط من أجل إسكات منابر الحرية لهذه القامات الوطنية ويريدون تكميم الأفواه التي لم يستطع الاستعمار تكميمها، وهم يعلمون علم اليقين أن «الأيام» بناشريها وكتابها لايكتبون إلا الحقائق لكل ما يجري على الساحة الوطنية، وهذا هو سبب انتشارها الواسع، حيث تمكنت من منافسة الصحف الرسمية والحزبية لمصداقيتها في إظهار الحقيقة ونصرة المظلوم، وستظل هكذا وفية لقرائها ولن تتمكن الأقلام المأجورة من تشويه صورتها، لأن قراءها يعرفون حقيقة هذه الأقلام، وكلما زادت الهجمة عليها ارتفع رصيدها من القراء، وسيعلم هؤلاء الأقزام أي منقلب يتقلبون .

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى