حروف الإنصاف على هامش الذكرى

> سلام سالم ابوجاهل:

> إن التاريخ لا يقبل بين صفحاته أشباه الرجال ولا يسطر إلا لمن صنع تاريخه بنفسه، ولأن ثوب الرجولة من نار لانرى بين صفحات التاريخ من لا يحمل هماً، ولم تكن له رسالة، فالذي يعيش بلا رسالة في هذه الحياة تنتهي حياته ويطمس تاريخه بمجرد إهالة التراب عليه، أما الذي يحمل هم أمته وعقيدته وله في هذه الحياة رسالة، فإنه قد بنى له في هذه الحياة قاعدة ثابتة وسطر له التاريخ حياة سرمدية موصولة بالآخرة وذلك بما حمل من مبادئ عظيمة تأبى النسيان ولاينتهي ذلك التاريخ بموته بل يبقى مسطراً تتوارثه الأجيال، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ومن أولئك الرجال الذين سطر لهم التاريخ وأبى نسيانهم عميد «الأيام» الأستاذ محمد علي باشراحيل- رحمه الله وطيب ثراه - ذلك العنيد الذي رفض الذل في زمن الهيمنة، قاوم الإنكسار في زمن القمع، وأبى الصمت في زمن تكميم الأفواه، فكانت كلمته رسالة صادقة وقوية لاتحمل الركاكة والمدح المذموم، ورؤية ثاقبة لا تحدها حدود بلاده، فأصبح ذلك العملاق أمة بما يحمل من مبادئ عظيمة في دفاعه عن الحقوق والحريات، فكان نبراساً يبدد الظلام ليضيء للمظلومين الدروب للذين فقدوا الأمن والاستقرار في ظل الأنظمة الطاغوتية الظالمة التي استباحت كل الحقوق والحريات - وما أشبه الليلة بالبارحة - فجعل -رحمه الله- صحيفة «الأيام» منبراً حراً لايخاف في الله لومة لائم ، ومازال ذلك المنبر نسأل الله أن يحفظه ويسدده، فعاش - رحمه الله- مفعماً بالحيوية والنشاط حاضراً لايعرف الغياب عن الأحداث التي تحيط بأمته ومازال حياً حاضراً على رغم الزمن الذي يفصل بيننا بما سطر لنفسه من تاريخ يأبى النسيان.

فقد يكون ماتحب أن تفعله وما يجب عليك فعله أمرين مختلفين، ولكن ذلك الرجل أحب ما يجب عليه فعله وهو الرقي بالكلمة ومصداقيتها لتصبح تلك الكلمة رسالة تخدم الأمة على أي أرض وتحت أي سماء. وقد تكون حسنات العظماء في نظر الضعفاء سيئات ، ولكن حسنات عميد «الأيام» كانت تتبنى ألم الأمة وأملها فتجاوزت المصالح الشخصية الضيقة لتخرس ألسنة الضعفاء (ضعفاء النفوس) عن الاتهامات الكاذبة والأحقاد الدفينة .

وبهذه المناسبة الذهبية أجدها فرصة ذهبية لتهنئة الأستاذين الناشرين هشام وتمام باشراحيل وآل باشراحيل وأسرة «الأيام» وقرائها بالعيد الخمسين لتأسيس منبر «الأيام» الحر .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى