وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

> أحمد عمر العبادي:

> قالوا في الأمثال إن الجميل كاسمه والمعروف كرسمه والخير كطعمه، وأن أول المستفيدين من إسعاد الناس البسطاء هم المتفضلون بحسن صنيعهم، يجنون الثمار عاجلا في نفوسهم وضمائرهم، ويجدون بأفعالهم الطيبة كل انشراح وسكينة.. ويقول المولى تعالى:(والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لايخرج إلا نكدا).

كانت تلك مقدمة ارتأيت أن تكون بابا للدخول ومخاطبة صديق تربطني به علاقة قديمة سريعة دامت ثلاثة أيام في شهر رمضان المعظم للعام مابين 90-89م، وأحسب الأخ علي ناجي الرعوي يذكر تماما رحلتي معه من حوض الأشراف في تعز إلى مدينة إب، وتحديدا مديرية السدة عندما توفي جده حينها (رحمة الله عليه)، وكانت رحلة عزاء بناءً على طلب من زميله حينذاك الوالد الأستاذ محمد يحيى المنتصر، الذي كنت في حينها أعمل معه في تعز، وحينها كان الأخ علي ناجي الرعوي أحد رواد صحيفة «الجمهورية»، وأحسبه كما هو ظني به ولا أزكي على الله أحدا.

رافقته في الرحلة من مقر عمله إلى موقع مواراة جده (السدة) مقر إقامة المنتقل إلى الرفيق الأعلى، وخلال رحلة الطريق تبادلنا الحديث الشيق أثناء وجودي معه، وتبادلنا أطراف الحديث حول ما يسمى سابقا بجنوب الوطن، وأثنى هو الآخر على النظام حينها في الجنوب، ولا أعتقد أنه كان يطريني بفرط حديثه لكوني من جنوب الوطن، ولعلي كنت حينها أحد الهاربين والفارين من النظام الشمولي حينها، إلا أنه كما يقال الشيء بالشيء يذكر.

ولا أعتقد أن الأخ علي ناجي الرعوي قد نسي أو تناسى ما سبق، فالحديث كان ولايزال بالأمانات كما يحكى، ولا أعتقد أيضا أنه يسيء الظن، فالودائع صنائع عند كبار الناس وصغارهم، وأحسبه من الصنف الأول كما تراءى لي في حينها، إلا أنه كما يقال إن دوام الحال من المحال، فما يطالعنا به اليوم من إساءات متكررة عليّ شخصيا قد أقبلها لأنها تناولتني بالاسم، لكن أن يمتد الأمر ويتطاول على صحيفة «الأيام» صوت حال ولسان الشعب وبسطاء الناس والنبض الصادق لكل محروم ومسجون ظلما وعدوانا فلا نقبله البتة، وحري بنا أن نرد بأس الآخرين عليهم بالحجج البالغة والواضحة، ونذكره ونحن ندافع عن صحيفة الحرية والوفاء، ومن خلف قضبان السجن المركزي باعتباري أحد نزلائه، ونقول له وللصحيفة المستأجرة منه شتما وقذفا على صحيفة «الأيام» بأنكم لم ولن تستطيعوا الوصول لما عجز عنه كبراؤكم وأولياء نعمتكم.. فمن أنتم؟!.

الختام مسك، وصوت «الأيام» الصادق شذاه، وأختم بقول الشاعر:

ومكلف «الأيام» عكس طباعها/كالطالب من الماء جذوة نارفإذا رجوت المستحيل فإنما/ تبني الرجاء على شفير هار/ فالعيش نوم والمنية يقظة/ والمرء بينهما خيال سار/ فاقضوا مآربكم يا ابن ناجي/ فإنما أعماركم سفر من الأسفار/ليس الزمان وإن حرصت مسالما/ طبع الزمان عداوة الأحرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى