السياحة ركيزة اقتصادية

> عمر عوض بابلغيث:

> على الرغم من أن تجارة السياحة في بلدنا لازالت في مهدها الأول وتحتاج إلى رعاية واهتمام من كل القائمين عليها سواء أكان من المهتمين بالاقتصاد والباحثين عن موارد لرفد الاقتصاد الوطني أم من العاملين في صناعة السياحة كتجارة باعتبارها من أهم الركائز الاقتصادية لأي بلد إلى جانب إمكانياتها من الموارد الأولية من نفط وغاز ومعادن - وهذه الثروات قابلة للنفاد والنضوب - أو المنتوجات الزراعية والبحرية والحيوانية التي تدر على البلد العملات الصعبة وتجارة السياحة أيضاً التي ترفد بايرادها ميزانية الدولة ولايمكن تجاهلها أو التغاضي عنها خصوصاً من الساعين لرفع وتحسين ميزان المدفوعات ودخل الفرد اليمني .

ومن هذا المنطلق فإن تجارة السياحة تحتاج إلى دعم القيادة السياسية وكل المهتمين بهذا الحقل الحساس خاصة أنها صناعة وتجارة تتسم بالديمومة والاستمرار تؤمن مورد رزق لآلاف المواطنين من خلال توفير العمل الدائم في مجالات عدة ومختلف المواقع وبحسب الإحصائيات العالمية التي أعلنها مجلس السياحة والسفر العالمي (W.T.T.C) أنه في كل ثانيتين ونصف الثانية تنتج السياحة والسفر- أي تجارة السياحة- فرصة عمل على مستوى العالم، وأن من بين كل 9 أفـراد عـامـلـين فـي مخـتـلف الـقـطـاعـات ووظائف الـعـالم يـوجد شـخـص (9:1) يـعـمل في صناعة وتجارة السياحة .

وهذا الرقم يمثل ما نسبته 11.1% من حجم الوظائف المتاحة عالمياً مع العلم بأن هذه التجارة توفر فرصة عمل لايمكن الاستغناء عنها وخصوصاً مع التطور العالمي الهائل نحو المكننة وإحلال الحاسوب الآلي بدلاًَ عن الإنسان، مما يؤدي إلى تقليص الأيدي العاملة بغرض التوفير في بند الأجور والتعويضات وأجور الساعات الإضافية حتى يتحقق لها الربح الأكبر.

إلا أن جلب السياحة يحتاج دائماً إلى اللمسة الإنسانية في كل شيء، وبالتالي فإنها لاتستغني عن الشخص بل توفر له العمل الدائم علاوة على المساهمة في رفد الناتج القومي للبلد بنسبة كبيرة إذا قمنا بتوظيف كل من له علاقة بهذه التجارة للقيام بالعمل الدؤوب وبتضافر الجميع لإخراجها وتسويقها والترويج لها بالصورة التي تعكس الوجه الحضاري والتاريخي لهذا البلد المعروف بكرم الضيافة والروح الطيبة تجاه زواره أو زائريه، فمقومات تجارة السياحة متوفرة لدينا والحمد لله .

وسنتحدث في مقال آخر في الأسبوع القادم بإذن الله تعالى عن هذه المقومات وعناصرها وعن أهمية تجارة السياحة وعائداتها المختلفة .

ومن باب التوضيح المادي لأهمية تجارة السياحة وعائداتها لابد أن نشير إلى توقعات منظمة السياحة العالمية أنه بحلول العام 2020م أي بعد اثنتي عشرة سنة من الآن سيصبح الدخل العالمي من السياحة خمسة مليارات دولار في اليوم الواحد.

فاذا تخيلنا وافترضنا جدلاً أن الدخل المذكور أعلاه تم تقسيمه بالتساوي بين الدول الأعضاء المنضوية تحت منظمة الأمم المتحدة، وهي 192 دولة، فالنتيجة ستكون كالآتي :

- نصيب كل دولة في اليوم = 26.041.667.00 دولار أمريكي

- نصيب كل دولة في الشهر = 781.250.010.00 دولار أمريكي

- نصيب كل دولة في السنة = 9.375.000.120.00 دولار أمريكي

وهنا نتساءل إذا كانت مسألة التقسيم مجرد خيال لأنه لاتوجد أصلاً قسمة، بل على كل دولة أن تعمل وتوظف إمكاناتها لتأخذ نصيبها، فكم ياترى نرغب في أن يكون نصيب بلدنا من هذا الدخل السياحي؟! أم علينا محاربة وإعاقة هذه التجارة فالأمر متروك لمن يهمة الأمر بدون إجابة أو تعليق !

وكيل الوزارة

لقطاع التنمية السياحية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى