«الأيام»..هي أم الصحف

> محمد جعفر ناصر:

> الصحافة أو مهنة المتاعب- كما يميل الكثيرون إلى وصفها -هي مرآة حقيقية فاضحة لما يجري بين الناس في المجتمع الواحد من حوادث وأحاديث وإشاعات ووقائع صادقة وتنبؤات وافتراءات وما إلى ذلك، ولما ذكر فإنه من الصعب جدا الحديث عن تلك الجهود المضنية التي بذلت بأمانة وإخلاص في الحفاظ على متانة ورصانة الكلمة والحقيقة وسلامة نقل الحدث بالدقة الشديدة.. ومنذ خمسين عاما من عمر صحيفة «الأيام» الحبيبة على يد رائدها الأول الأستاذ والوالد محمد علي باشراحيل (طيب الله ثراه).. فوالله لم يكن ليقيم هذا الصرح الكبير المميز إلا وهو يتمنى ويدرك عظيم الإدراك تماما أن (ابن الوز عوام)، فلقد رحل إلى جوار ربه راضيا مرضيا- بإذن الله -بعد أن شعر أن المجاورة العظيمة إنما كانت منبعا لعالم من الإعلام الراقي الذي سيتحمله الأبناء والحفدة من بعده.

لقد انتظرت طويلا حتى أكتب عن ذلك الرسم والمخطط الذي بدأه رائد الصحافة العدنية، بل واليمنية والعربية -وإن كنت غير مبالغ -الذي اعتمد في إقامته على العمل الدؤوب وصدق الكلمة ونظافة المقاصد والأهداف وطهارة اليد، مما أسهم حقا في إقامة هذا الصرح الشاهق على أرض عدن الحبيبة.

لقد عشت طويلا خارج الوطن ورأيت بأم عيني كيف أن معظم الصحف الشهيرة في بلاد العالم تعتمد في معظمها أو في كلها على الدعم الحكومي لها أي إن هذه الصحف الكبيرة والشهيرة إنما هي لسان حال لتلك الحكومات والمصادر التي تقدم لها كافة التسهيلات المادية والفنية والمعنوية، وعلى سبيل المثال نجد أن صحيفة «الاتحاد» الإماراتية إنما هي لسان حال الحكومة، وقد قدم لها كل الإمكانيات المختلفة حتى تصل إلى ما وصلت إليه داخل المجتمع الإماراتي، وكذا الحال بالنسبة لصحيفة «البيان» الذي تصدرها السلطة في إمارة دبي وصحيفة «الخليج» التي تصدر بدعم كامل من السلطة الحاكمة في إمارة الشارقة، وفي الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية فقد اعتاد الناس على قراءة الصحف الرسمية الكبيرة الشهيرة كـ«الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» و«المساء» و«الأهرام المسائي»، بينما بدأ الناس في الفترة الماضية الاتجاه إلى قراءة صحف المعارضة إلى جانب أو بعد الاطلاع على ما ورد في الصحف الرسمية السابق ذكرها، ومن المواقف اللافتة للأنظار أن اقتناء إحدى الصحف المذكورة سلفا لا يكلف المرء الكثير من الجهد والمثابرة.

ولعل الصحيفة تصلك إلى باب بيتك دون بذل عناء يذكر من جانب القارئ عدا أن اقتناء صحيفة «الأيام» يجعل القارئ حريصا على التوجه إلى منافذ بيعها بكل همة ونشاط من أجل حيازتها قبل بعضهم البعض لمتابعة أخبار ومجريات الأمور والأحداث كافة محليا وإقليميا ودوليا، ولا ولن ينسى الناس أن النجاح الباهر والكبير الذي تحققه وتنجزه صحيفة «الأيام» إنما هو نتاج لجهود عظيمة يبذلها العاملون بها كافة من القمة وعلى رأسها الأخوان هشام وتمام باشراحيل وحتى السفح وبها أبسط الأيدي العاملة.

إن صحيفة «الأيام» لم ولن تقوم على أي دعم حكومي رسمي كتلك الصحف السابقة الذكر، وإنما حصيلة جهود رجال شرفاء يؤمنون بصدق وإخلاص بقوله تعالى:و(قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).. أية عظمة تلك أو جهود حثيثة التي بذلت وتبذل لتصل هذه الصحيفة الحبيبة إلى أيدينا كل صباح لترافقنا طوال اليوم في كل تحركاتنا وأحادثينا، إنها صحيفة طالت سماء المجد والعزة دون شراء أو بيع للضمائر أو حرية الكلمة وصدق التعبير، صحيفة ركعت أمام مقدرتها كل أقلام الشرفاء وحتى السفهاء.. نعم سمعتها من ذلك القارئ الناضج الذي صرخ بين أقرانه بأنه سيقتني «الأيام» كل صباح حتى وإن كانت أغلى الصحف سعرا في العالم، فأي علاقة ومحبة ربطت بينه وبينها، فلينظر كل منا حوله ليدرك ذلك!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى