تحية تقدير واعتزاز لـ «الأيام» في عيدها الخمسين

> د. عوض محمد باشراحيل:

> في هذه الأيام المباركة التي عاد فيها الأمن والأمان والاستقرار والسكينة إلى أهلنا وإخواننا في العديد من مديريات محافظة صعدة بفضل حنكة وحكمة القائد فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية حفظه الله، ومعه الشرفاء المخلصون من أبناء السعيدة، بعد أن دمرتها وشردت أهلها وأحرقت الأخضر واليابس فتنة التمرد التي قادها الحوثي وأتباعه الذين أرادوا إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وإعادة النظام الإمامي الكهنوتي .

وتزامنا مع ذلك تحتفل «الأيام» الغراء بإطفاء خمسين شمعة من عمرها، تمكنت خلالها من تحقيق مكانة مرموقة ومتميزة ليس في السوق الإعلامية الصحفية، بل وفي تاريخ الصحافة اليمنية المعاصرة سواء أكان ذلك في القرن الماضي أو السنوات الثماني من القرن الحالي، وقد تحقق ذلك بفضل الله عز وجل ونتائج وثمرة الجهود المتميزة لعميد الصحافة اليمنية والمؤسس الراحل محمد علي باشراحيل - رحمه الله وطيب ثراه - ومن بعده من سار على الدرب نفسه وحافظ عليه ابناه الجليلان الناشران هشام وتمام باشراحيل، بكفاءتهما وخبرتهما الصحفية والمهنية ورؤيتهما الاستراتيجية، وكذا أبناؤهما باشراحيل وهاني ومحمد، ومن يعمل إلى جانبهم من ملكات صحفية مهنية مقتدرة، الذين جعلوا من «الأيام» مؤسسة ومنبراً إعلامياً وطنياً حراً، وجعلوا مضمون رسالتها الصحفية (ملتزمون بنشر الحقيقة وحرية التعبير والرأي والرأي الآخر)، الأمر الذي جعل من «الأيام» تحتل مكانة كبيرة واسعة في سوق الصحافة اليمنية، بل ومن أكثر الصحف اليومية انتشاراً بين القراء على مستوى الوطن اليمني.

بالتأكيد لم ولن ننسى تلك الأيام الغبر العجاف التي أجبرت فيها صحيفة «الأيام» ومعها العديد من الصحف الوطنية الأخرى على التوقف القسري عن الصدور جراء السياسات الرعناء للرفاق الثوريين في جنوب الوطن آنذاك، بل أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أجبروا أصحاب «الأيام» آل باشراحيل على مغادرة جنوب الوطن إلى شماله الحبيب الذي احتضنهم ورحب بهم أحسن ترحيب واستقروا فيه ردحاً من الدهر، حتى جاء يوم الفرج إنه يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ذلك اليوم المبارك والأغر في حياة اليمانيين جميعاً، الذي أعاد توحيد الأرض والإنسان اليمني ومعه عادت «الأيام» برونقها وحلتها المتميزة وعادت معها أيام «الأيام» من جديد .

في إحدى ليالي صنعاء الجميلة والممطرة منذ نحو شهر تقريباً التقيت بأحد الزملاء وسألته عن صحيفة «الأيام» لذلك اليوم إن كانت لديه لأني لم أجدها في الكشك الوحيد في الحي الذي أسكنه، وقد أخذنا الحديث وقال لي هل تعلم أن هناك بعض الناس من قراء «الأيام» يعتبرونها مكوناً رئيسياً في غذائهم الروحي، وهناك الكثير من هؤلاء لا يهدأ لهم بال بل قد لايقدرون على النوم إذا جاء موعد نومهم في الليل ولم يقرأوا ويتصحفوا «الأيام»، وإنه بمجرد قراءتهم لها يهدأون إلى سكينتهم.. إنه في اعتقادي تعبير جميل عن مدى حب الكثير من الناس لصحيفة «الأيام» وشغفهم وولعهم بها .

وإني لأجدها مناسبة طيبة للتأكيد هنا أني لم ولن أنسى أبداً أن بداياتي الأولى في الكتابة في الصحف كانت في صحيفة «الأيام»، وكان ذلك في العام 1992م وتواصلت علاقاتي بـ«الأيام» بعد إكمال دراساتي العليا في العام 2001م عبر الكتابة على صفحاتها من وقت لآخر أو بالمشاركة أحياناً في بعض حلقات النقاش الأسبوعي التي تنظمها الصحيفة حول بعض الموضوعات الاقتصادية، إلى جانب كتاباتي في بعض الصحف الحكومية كالثورة و 14 أكتوبر والجمهورية وكذا الحزبية كالميثاق، و22 مايو .

في الأخير أود القول بأن صحيفة «الأيام» هي أحد المنابر الإعلامية الوطنية التي كان لها دور ريادي في نشر الحقيقة وفي كشف الأخطاء والخروقات في بعض أجهزة الدولة ومؤسساتها وكذا في معالجة العديد من القضايا والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية على الساحة الوطنية .

فتحية تقدير واعتزاز لصحيفة «الأيام»في عيدها الخمسين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى