التصالح الذي عرضه أحمد القمع ورفضه كليب بن ربيعة

> نجيب محمد يابلي:

> وقفت أمام ديوان (قولوا لهم: يهوين يهوين) للشاعر والكاتب والناشط السياسي والحقوقي أحمد القمع، كما وقفت أمام القصة التراثية (الزير سالم.. أبوليلى المهلهل)، واستطلعت موقف الشاعرين، أحمد القمع وكليب بن ربيعة (شقيق الزير سالم) من التصالح والتغاير الجلي بينهما.

ضم ديوان القمع بين دفتيه عدة قصائد كتبها الشاعر على امتداد الفترة -1995 2004، وكان بيت قصيدي قصيدة (اسمعوا آخر نصيحة) التي نشرت في يونيو 1995، ومطلعها:

قولو لهم/ ما عد نباشي كيل/ من رأس المسب/ والصدق هو ملح الرجال...

يمضي القمع في نصحيته الأخيرة فيقول:

قولوا لهم ياما نصحناكم/ ويا ما عاد في الجعبة نصائح/ والتصالح هو الوسيلة/ لكن الواضح بأن أعمالكم/ والغاية الكبرى لكم/ ما هي نبيلة/...

يتضح أن القمع يسعى من خلال خطابه الشعري إلى لمّ الشعث وإصلاح ذات البين وإعادة المياه إلى مجاريها، إلا أن قراءته للواقع جعلته يغسل يديه ويشكك في نوايا الطرف الآخر، إلا أننا نجد (كليب بن ربيعة) يتخذ موقفا مغايرا تماما من موقف القمع، أفصح عنه في قصيدته الواردة في الصفحة (60) من القصة، التي حملت خطابا موجها إلى أخيه المهلل (الزير سالم) ومطلعها:

يقول كليب اسمع يا مهلهل

مذل الخيل قهار الأسود

ويبدأ من البيت الخامس بطرح اللاءات العشرة على النحو التالي:

فأول شرط أخوي لاتصالح

ولو أعطوك زينات النهود

وثاني شرط أخوي لاتصالح

ولو أعطوك مالا مع عقود

وثالث شرط أخوي لاتصالح

ولو أعطوك نوقا مع كاعود

ورابع شرط أخوي لاتصالح

واحفظ لي زمامي مع عهودي

وخامس شرط أخوي لاتصالح

وقد زادت نيراني وقود

وسادس شرط أخوي لاتصالح
فإن صالحت لست أخي أكيد

وسابع شرط أخوي لاتصالح

واسفك دمهم في وسط بيد
وثامن شرط أخوي لاتصالح

واحصد جمعهم مثل الحصيد
وتاسع شرط أخوي لاتصالح

فإني اليوم في ألم شديد
وعاشر شرط أخوي لاتصالح

وإلا قد شكوتك للمجيد

يلاحظ أن خطاب كليب ينسجم مع خطاب السلطة السياسية في اليمن، ونسأل الله أن يلم شملنا ويصلح ذات بيننا، وأن يلهمنا ونحن على أبواب رمضان طرق باب الحوار ونبذ استخدام القوة التي أخفقت في تحقيق أبسط النتائج، لأن البلاد بأمس الحاجة إلى الاستقرار السياسي والأمني، وبأمس الحاجة إلى (الأمن الإنساني) الذي يطلق عليه أيضا (الأمن الناعم) SOFT SECURITY.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى