المسئولية

> فريد صحبي:

> دي مسئولية عزيزة عليَّه .. معزة الروح للحرية .. معزة الجندي لسلاحه .. وأكثر شوية .. هكذا غنى العندليب الأسمر أغنيته الوطنية (المسئولية) في ستينيات القرن الماضي، في ظلال عهد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر. تذكرت الأغنية بعد أن قرأت في «الأيام» الحلوة تفاعل محافظ عدن مع مقالي الأخير (هل هانت عليكم عدن إلى هذا الحد)، ليصدر توجيهاته إلى مدير أمن عدن باتخاذ الإجراءات الصارمة والفورية إزاء كل من يعمل على إقلاق سكينة المواطنين في عدن.

إجراءات سريعة، حيوية ضمير ومسئولية، لو توفرت في كل مسئول في الحكومة لاستعاد اليمن سعادته المفقودة في يومين. (اليمن الحزين) اليوم لن يعرف السعادة إلا متى عرف حكامه معنى المسئولية.

ماذا تعني المسئولية.. الوظيفة مسئولية، مسئولية محدودة أمام الرئيس في العمل، الحياة مسئولية، مسئولية عظمى وشاملة أمام الخالق سبحانه. إذن المسئولية هي الأمانة التي حملها الإنسان، يحاسب عليها في الدنيا وحين يلقى ربه.. كلكم راعٍ وكل راعٍ (مسئول) عن رعيته. الوزير مسئول، الخفير مسئول، فلا غرور لأي مسئول مهما علت درجته الوظيفية، إنه لايعدو أن يكون خادما للناس. في دول العالم المتقدم يحرص المسئولون الكبار- رؤساء مرافق العمل وقياداته العليا- على أن يذيلوا رسائلهم إلى المواطنين بعبارة (خادمكم المطيع)!.

المسئول هو من يُسأل عما يفعل، يحاسب ويعاقب، فلما يأخذه الغرور أحيانا، لا معنى لغروره إلا إذا كان قد اطمأن إلى أن أحدا لن يحاسبه، أي أنه مسنود، أي وراءه ظهر، أو أنه أصلا دون مستوى المسئولية والأمانة، ويجهل مهام وواجبات الوظيفة التي يشغلها, من أجل ذلك كانت المراقبة والمتابعة ومن ثم المحاسبة من العناصر الأساسية في علم الإدارة العامة، بدونها تتحول الأوامر الإدارية إلى حبر على الورق.

الجهاز الإداري للدولة هو بمثابة الجهاز العصبي في جسم الإنسان، أما الإدارة العلمية فهي المخ، فالمطلوب من حكومتنا الموقرة أن تستخدم الإدارة العلمية التي لاتعترف بصديق ولا قريب ولا حسيب ولا مصالح شخصية، إدارة علمية كتلك التي تكلم عنها مسئول أمريكي لا أذكر اسمه إبان الحرب العالمية الثانية، ومن ما قاله: «دمروا مصانعنا اهدموا منشآتنا واضربوا مدننا، ولكننا سنعيد بناء كل شيء من جديد، بما سيبقى لنا، ولن يتسنى لكم أن تأخذوه، وهو الإدارة العلمية»!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى