لـ «الأيام» مع التحية والحب الكبير

> د.علي عوض العمودي:

> يسعدني ويشرفي أن أخط بقلمي كلمات بسيطة من المهجر أعبر فيها عن اعتزازي الكبير كمواطن يمني وعربي بهذا الصرح الإعلامي الشامخ وهذا المنبر الوطني التي اعتادت كلمات الصدق والصراحة وعين الحقيقة أن تنبع منه، لأنه المعين والجعبة الأصيلة التي نسجها المعلم والقائد والمؤسس المغفور له بإذن تعالى الأستاذ محمد علي باشراحيل- طيب الله ثراه- وسار على نهجه الكوكبان النيران حاملا الرسالة، مبلغا الأمانه، روحا الصدق والنزاهة، الأخوان هشام وتمام وأبناؤهما.

لاتبلغ كلماتي مهما أتت من البلاغة وصف عظمة (مسيرة اليوبيل الذهبي) المتلألئة نورا وضياءً وبصيرة. هذا النور الكاشف لكل ما ابتلي ويبتلى به الوطن اليمني منذ أن كان شطرين، وكان جنوبه يئن تحت وطأة الاستعمار البريطاني، فكانت «الأيام» أحد الروافد الوطنية التي أسهمت وبجدارة في رفع مستوى الوعي الوطني وجيشت جماهير الوطن اليمني، تساندها روافد إعلاميه أخرى، شكّلت زخما عظيما وتيارا وطنيا هادرا زلزل الأرض من تحت أقدام المستعمر البريطاني وأقلق عيشة ومرتعة، فكان الخلاص على أيدي المناضلين الأحرار وصرخة الجماهير المدوية الغاضبة التي فزت المحتل وأجبرته على الرحيل المبكر.

خمسون عاما من الإشراق والعطاء والنماء الوطني احتلتها «الأيام» دون منازع، خمسون شمعة أضاءتها «الأيام» صنعت من سواد الليل الحالك توهجا وإشعاعا وضياءً، أيقظت الأفكار ونورت العقول الوطنية في سائر الوطن اليمني الكبير منذ ذلك الحين.

إنها «الأيام» الغراء وهي تلبس حول عنقها قلادة الخمسين عاما، شامخة شموخ شمسان وعطان، فكانت تلك السمراء المتمرغة بتراب الوطن، المرتوية بماءه العذب، المنتعشة بهوائه العليل، (وهنا بيت القصيد)، إذ إنه ليس فقط الميدان السياسي والوطني والاجتماعي الذي أينعت فية «الأيام» فرسان البطولة، ولكن أيضا كانت العين الساهرة والأم الحنون على تربة ومياه وسماء الوطن اليمني بأسره.

كانت حامية لكل البشر والطير وما يستوطن البحر والنهر والشجر، كانت حامية لـ (بيئة الوطن) قبل أن تعرفها أدبيات الأمم المتحدة وتطلق عليها المفهوم الحديث للبيئة. هذه ليست مبالغة أو مجاملة، ولكن هامة عالية في الإعلام والسياسة الوطنية كالمغفور له بإذن تعالى الأستاذ محمد علي باشراحيل- طيب الله ثراه- كانت سدا منيعا حاميا بالكلمة الشريفه، الصادقة، الغيورة على إنسان اليمن وتربته ومائه وهواه وكل كائن حي استوطن شعابه، وهذه أدبيات الكلمة الشريفة والنزيهة توثقها صفحات «الأيام» على مدى الخمسين عاما المشرقة.. فهنيئا للوطن اليمني برجال «الأيام» ومن تبعهم، فرسان خيلاء، يمتطون أمهر الدواب، صهيل العروبة وأصايلها!.

إنها «الأيام» التي أطلقت في وجه كل متآمر وظالم ومتعسف ومستبد ووصولي قذيفة الحق، وليس شيئا آخر غير الحق، وكشفت بضوء الحقيقة خبايا الألم والجرح وبراثن العفن والداء ومرتع السموم، إنها محبوبتي السمراء «الأيام» التي أبحرت عبر ميناء عدن وموانئ اليمن العتيقة حاملة الرسالة الوطنية وأوصلتها وماتزال إلى شواطئ الأمان حاملة الأحلام الجميلة في ربوع الوطن.

لقد كان لي الشرف العظيم أن أسهم متواضعا بكتابة بعض المقالات البيئية، حماية وتوعية وأمانة لأبناء وطني (بحكم الخبرة الطويلة في هذا المجال)، الهادفة والمنتقدة لأوضاع التدهور البيئي في وطننا العزيز، وكشف التلاعب بسموم وآفات الموت المدمرة وسرقة موارده الطبيعية في غفلة وتواطئ من القائمين على أمانة الوطن، كان ذلك في مرحلة من مراحل الزمن عندما كنت في أرض الوطن في التسعينات، واستمر التواصل كذلك بعد أن وطئت قدماي الموطن الثاني لكل العرب (دولة الأمارات العربية المتحدة)، دار المغفور له بإذن الله شيخ وحكيم العرب زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- رجل الوحدة والدم العربي الغيور ومؤسس الإمارات، باني وراعي نهضتها، طيب الله ثراه، هذا الرجل الذي لم تغب اليمن (أصل العرب) من باله وتفكيره، فكان أن أسهم إسهاما عظيما في تاريخ اليمن الحديث بإعادة بناء سد مأرب العظيم عام 1978 وافتتحه شخصيا مع فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.. وها هي اليمن عبر أراضي مأرب بعد فضل من الله وزايد العرب تنعم بالخير الوفير.

أهنئكم وأهنئ شعب اليمن بالعيد الخمسين لحبيبتنا «الأيام»، وندعو الله جميعا لها بالعمر المديد، والنجاح السديد، والتقدم والازدهار على أيدي (فرسان آل باشراحيل) الأفاضل.

خبير بيئي بدولة الإمارات العربية المتحدة

مستشار التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) (سابقا)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى