كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> لو كنا نكشف عن نفسيتنا ونوايانا أكثر.. لو كنا نهدأ بعض الشيء بدلا من هذه المكابرة والحماقة.. وبين أن نتعّرى سياسيا واقتصاديا، وأن نتغطى بالديمقراطية وتصرفات أخرى كثيرة، لها معنى واحد، هو أن العالم لايستطيع أن يفهمنا.. مع أن كل الحماقات واضحة ومفهومة ومكشوفة لآخر درجة.

> وأنا وأنت وكل الناس هدف لكل الحماقات التي تحطم الأعصاب وتحرق الدم وتقتل الحياة.. وهذا هو الذي يوجعنا ويجعلنا نفكر في ألف طريقة وطريقة للخلاص والهروب من الإذلال والهوان.. وأن نتوهم أن كل ما حولنا عدو لنا.. أما بقية البلاد فليس فيها شيء.. وأنه ليس من الضروري أن يلقى الإنسان في بلده كل ما يريد.. وأن هذه أمنية غاية في الطموح.

> ولكن الإنسان لايرى ما الذي يفعله الآخرون.. فالإنسان ليس كبيرا في كل ما يعمل.. ولكنه كبير جدا عندما يحاول أن يفهم الحياة ويفهم الناس الذين حوله.. وأنه لا راحة معهم.. ولا راحة بدونهم.. فالناس أمامه ليسوا نماذج صعبة لكي يفهمها.. ولايوجد دليل واحد على أن الحياة قاسية على كل الناس.. أما أكثرهم نعم.. ولكن بعضهم واضح أنهم في نعيم في هذه الدنيا.. ومن المؤكد أن الإنسان هو سيد هذه الأرض.. ولكن ليس في استطاعة أحد أن يعرف ما الذي يحدث إذا تجاهل على نفسه ووقته وأعصابه.. ورأى شيئا غير مألوف في تصرفات وممارسات الآخرين.. وهذه هي المشكلة.

> وفي مواجهة هذه الممارسات الخاطئة ما الذي يفعله الإنسان.. إنه يواجه الخوف من المجهول بأساليب كثيرة.. بالهروب أو بالمقاومة التي تدفع عنه الخوف من المجهول.. لذلك فالاستعداد لمنع وقوع الكارثة يكون أقوى عند الذي ليست لديه قدرة على أي شيء آخر.. سوى التمسك بالحياة.. أما الذين في حالة خوف دائما.. فإنهم يلعنون النظام الذي يدفعهم إلى الخوف من المجهول.. ثم لماذا لايهرب الإنسان من الشعور بالخوف من المجهول.. ومن كل ما هو معتم وغامض.. فإذا حاول أن يتخلص منه.. وفشل النظام في مساعدته على الخلاص منه.. هرب إلى ما هو أخطر.. إلى أي شيء آخر يضيع الأعمار والأحلام والآمال.. ومن يدري قد يدمر الحياة.

> المهم لابد من مراجعة الذات بالعقل والذوق والمنطق.. ونحن لسنا ساخطين على أحد.. ولكن هناك الكثير من الظواهر والممارسات والتصرفات الخاطئة.. أي إننا ساخطون إلى حد كبير.. وليس من السهل خداعنا بعد اليوم.. فالدنيا تغيرت.. وتتغير كل يوم.. وعلينا أن نستوعب هذا التغيير الذي يحدث في العالم.. وأن نضع له ألف حساب.. وأن نحرص على أن يكون لنا موقع جديد.. في عالم جديد.. بصورة جديدة.. وسياسة جديدة.. تؤدي إلى حياة جديدة.

> فليس من المعقول أن نعيش في رقعة صغيرة.. كل شيء فيها ضيق ومحدود.. الظروف الداخلية قاسية وصعبة.. وليس هناك وضوح في الذي نريده اليوم.. ولا وضوح في الذي نريده في المستقبل.. لذلك لابد أن نعقل في آخر لحظة.. وإلا تبدد كل شيء في لا شيء.

> اللهم اجعلنا كبارا نحتمل النقد.. ولاتجعلنا صغارا نبطش بمن يخالفوننا في الرأي.. ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير >>

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى