تنظيف الجيب أولا!

> قائد دربان:

> هل من المعقول هذا الذي يحدث من قبل بعض المكلفين بالمسح للحالات الفقيرة في مديرية الأزارق النائية بالضالع، أن تنحدر أخلاقياتهم إلى حد الابتزاز الواضح والصريح للمساكين والمحتاجين إلى (كرم) صندوق الرعاية الاجتماعية بفرض مبلغ ألفي ريال على كل من يطلب أن يدرج اسمه في قائمة استحقاق (المعونة الشهرية) وتلتقط له (صورة تذكارية)!. وهل معقول أن يرد على أعقابه كل من لايملك هذا المبلغ حتى ولو كن نساء أرامل وعجائز خائرات من شدة الفاقة؟!.

بكل تأكيد مثل هذا التصرف المشين يصعب علينا تصديقه لو أننا سمعنا عنه عن بعد، أما وقد لامسناه بالعين المجردة وعشنا مع شهود عيان كثر لحظة انهمار دموع البائسات اللواتي سيحرمن من (بركات صندوق الرعاية) بسبب عدم قدرتهم على دفع المبلغ المطلوب، فإن الواقع يحتم علينا أن نصدق ونسخر كثيرا من هذه التصرفات التي حدثت في منطقة عدن حمادة - الأزارق في يوم 16 أغسطس الجاري على وجه التحديد، بل ويتوجب علينا أن نستحث جهات الاختصاص للإجابة عن السؤال الذي أخذ بغالب سكان هذه المنطقة البائسة وهو: كيف لهؤلاء المكلفين الذين أتوا ليستقصوا أو يبحثوا عن الحالات الفقيرة أن يتحولوا إلى نهابين لجيوب المساكين؟!. ثم كيف للعقل أن يستسيغ أن مساعدة الفقراء تبدأ أولا بتنظيف جيوبهم؟!.

برغم ذهولنا الشديد لم يزل الاغتباط لدينا متوفرا.. لن ننسى قول كلمة الحق عن مكلفين آخرين في عملية المسح الجارية لحالات الفقر المتفشية في مناطق كثيرة، فلا يسعنا إلا الثناء على هؤلاء على ما بذلوا من جهود مضنية للوصول إلى الحالات الفقيرة، ومن غير أذى لجيب مسكين.

صحيح أن ما جرى ويجري، باستثناء حالات قليلة، لايعدو كونه مسحا في مسح، حتى أطلق عليه المسح المستدام، لكنه أخف من تنكيد ثلة المساحين الجدد (أبو ألفين ريال).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى