لأبناء الصبيحة السلام

> د.هشام محسن السقاف:

> أوضاع محافظة لحج تحتاج منا أكثر من وقفة، والغرض المضمر والمعلن ليس النقد من أجل النقد وإذكاء شرارات الخصومة بين الأطراف المختلفة بقدر ما هو النصيحة، وليس غير النصيحة والتذكير بأن المواطن- الذي أعطى صوته لزيد أو عمرو- يراقب أداء الجميع، من جاء للعمل بهمة ونية خالصة ومسئولية وطنية، أو ذاك الذي جاء لمآرب ذاتية لاتخدم المحافظة وأبناءها في شيء.

ولعلنا بحاجة للتنبيه إلى أن أوضاع مديريات الصبيحة- خاصة طور الباحة- بحاجة ماسة لجهد جماعي وأداء متناغم من أجهزة وإدارات ومجلس المحافظة قبل أن نلقي العتب والمسئولية على المواطنين في هذه المناطق، الذين يعيشون أوضاعا مأساوية.. فعندما تحضر الدولة بما هي منظومة إدارية وقانونية متكاملة إلى هذه المناطق المحرومة من كل شيء- تقريبا، وفي المقدمة الأمن والأمان- تنتهي الحالة البائسة، وتبدأ إدارات الدولة بالعمل في مناخات طبيعية شأنها شأن المديريات جميعها، وتضمحل حالات الثأر والاقتتال، ويلتفت الكل إلى مصالحه ومستقبله ومستقبل أبنائه.

وإنه لمن الظلم أن تترك الدولة الأوضاع كما هي الآن (نهبا للاقتتال والاحتقان والانفلات العام)، وتستطيع المحافظة بإداراتها المختلفة أن تلعب دورا مؤثرا في الانتقال بأوضاع الصبيحة نحو الحالة الاعتيادية، بدلا من توجيه اللوم وتحذير المواطنين من عواقب الآتي! لأن المحافظة بأجهزتها وإداراتها ومجلسها المحلي هي المسئول الأول عن المديريات والمناطق جميعها في المحافظة.. وعندما تقوم بواجباتها كاملة، وتوفر كل الفرص المتاحة، وتحضر بشكل ملموس في هذه المناطق (عدليا وإداريا وأمنيا)، وتوفر الخدمة والبنية التحتية اللازمة، وتردع الانحراف والخروج عن القانون.. عندما تعمل كل ذلك يحق لها بعد ذلك أن تحاسب، وأن تلوم، وأن تعاقب.

مع العلم أن هذه المناطق ظُلِمت ظلما تاريخيا قبل الثورة وبعد الاستقلال، ومع الوحدة المباركة أيضا.. مع أننا لسنا في حاجة للتنويه والكتابة في الأسطر الباقية من المقال عن الدور الوطني الكبير والجليل الذي لعبه أبناء الصبيحة في كل المراحل الوطنية، ممن ضحوا بخيرة الرجال ولم يبخلوا يوما في الذود عن الوطن والثورة والوحدة، ولم تأخذ يسراهم ثمن ما قدمت يمناهم من أعمال البطولة والفداء.. فهم أشبه بقديسي الثورة، دون أدنى مبالغة.

ويكفي أن نتذكر الزعيم الوطني الكبير فيصل عبداللطيف الشعبي، وأول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال في الشطر الجنوبي من الوطن الشهيد البطل قحطان محمد الشعبي وغيرهما، سجل طويل من الأسماء الوطنية التي تتلألأ مثل الشهب في صفحات تاريخنا المعاصر.

لقد كانت توجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بشأن أوضاع الصبيحة واضحة وضوح الشمس: «أن تعمل (لا أن تتفرج) السلطة المحلية بمحافظة لحج، وبكل ما بوسعها، لانتشال المنطقة مما هي فيه، وأن تترك المسائل التي لاتقوى على علاجها للمركز (السلطة المركزية في صنعاء)..».

وفي هذا الكلام وضوح لايقبل التأويل بأن تقوم السلطة المحلية في المحافظة بكل التزاماتها تجاه هذه المناطق، من خدمة الماء والكهرباء، وحتى إشاعة الأمن وفرض سيادة القانون على كل الربوع، والاعتماد على أبناء المنطقة الشرفاء والمجالس المحلية والوجاهات والمشايخ والنخبة المثقفة والواعية والمتعلمة من أبناء الصبيحة، ليكونوا شركاء في إعادة الأمن وتأمين متطلبات الحياة الطبيعية في كل قرية ووادٍ وجبل من أرض الصبيحة الطيبة.. فهؤلاء لم يبخلوا يوما على الوطن (كل الوطن)، ويجب على الوطن بسلطته وأجهزته ألا يبخل عليهم أبدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى