نواب شبوة.. صامتون!

> شفيع محمد العبد:

> بينما كنت أتابع إحدى جلسات مجلس النواب عبر الفضائية اليمنية، وأمني النفس بأن أسمع أحد ممثلي شبوة في البرلمان، البالغ عددهم ستة أعضاء، جميعهم ينتمون للحزب الحاكم، كان نظري ينتقل بين كراسي البرلمان ذات الأكثرية الفارغة، في إشارة إلى غياب أصحابها علّي أشاهد أحد ممثلينا، فارتد إلي نظري خاسئا وهو حسير بسبب غياب ممثلينا، وذلك ديدنهم منذ انتخابهم، إلا فيما ندر، والنادر لا حكم له.

بينما كنت كذلك إذا بي أسمع سؤالا موجها لوزير الصحة العامة والسكان حول موضوع حمى الضنك وانتشارها في محافظة شبوة، وما هي الإجراءات التي قامت بها الوزارة لمواجهة هذا الوباء.

السؤال صعقني وجعلني أراجع نفسي حول نظرتي لممثلينا في البرلمان، فكيف نظلمهم ونتهمهم بالصمت، وها هو أحدهم يساءل وزير الصحة عن الضنك الذي فتك بنا في ظل غياب وزارة الصحة، ها هم صناديد شبوة ينتصرون لنا تحت قبة البرلمان، ها هم يدافعون عن حقوقنا، ها هم.. وها هم..!.

لم تصمد تلك الانطباعات التي تلاشت أمام موجه السؤال الذي ظهر جليا أمام الكاميرا، إنه (سلطان العتواني) الذي كشف عن معدنه الأصيل كعادته في الدفاع عن حقوق الناس أينما تعرضت للانتهاك، في حين أن ممثلينا مشغولون بترتيب أمورهم الشخصية.. الله يسامح الكاميرا التي خيبت الظن في نوابنا، وجعلت الانطباعات تترسخ بأن نواب شبوة قد آثروا الصمت وألفوا الغياب عن جلسات البرلمان، كما هو غيابهم عن ما تتعرض له المحافظة وأبناؤها من انتهاكات وضياع للحقوق، وما يدور في شركات النفط يكفي لنفض غبار الصمت.

يبدو أن لغة الكاتب الساخر (سعيد عولقي) قد حلت بنوابنا فأثناء برلمان 93م (أول برلمان بعد الوحدة) كتب مقالا بعنوان (السيناتور الصامت) عن أحد نواب شبوة آنذاك ليصبح الصمت شعارا لنوابنا منذ ذلك الحين.

من الطرائف التي يتناولها الناس في شبوة عن نوابهم أن أحدهم (برلماني سابق) لم يتكلم طوال وجوده في البرلمان سوى مرة واحدة عندما سجلوه غائبا برغم حضوره الجلسة، وفي الجلسة التي تلت رفع يده طالبا الإذن بالكلام، فاندهش زملاؤه، لكنهم ضحكوا حد البكاء عندما سمعوه يقول: سيادة الرئيس أنا كنت حاضرا جلسة الأمس وسجلوني غائبا!.

نوابنا الكرام لم يلتزموا بالحضور والدفاع عن المحافظة، كما أنهم لم يحذوا حذو زملائهم (الخبجي والشنفرة) ولا (إنصاف مايو ومحسن باصرة) وظلوا على علاقة وثيقة بالصمت والغياب، وهو ما يفسر غياب المحافظة عن التشريع والمشاريع.

الناس في شبوة لم يعودوا بحاجة للتزاحم على الترشيح للبرلمان، يريدون فقط برلمانيا يُسمع صوته تحت قبة البرلمان، عندها سيرددون: هنا شبوة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى