> كان الفقيد أحمد محمد عبيدان يصول ويجول وكأنه النحلة ، فأحياناً تجده في نادي الشرارة الرياضي ليل نهار، وكأنه في بيته يخطط لما سينجزه في الغد من أعمال رياضية أو إدارية، أما عند العجز المالي فكان يأخذ قرضا أو سلفة على حساب راتبه الشهري، وكان يحرم نفسه من وجبة دسمة لكي يتابع موضوع تفريغ اللاعبين المجندين، وأحياناً موضوع الخريجين لتوظيفهم، وكذا الدارسين في الثانويات والكليات لا يهدأ له بال أو تستقر حالته النفسية إلا إذا وجد الفريق الرياضي لكرة القدم مكتمل الصفوف وملتزم للتداريب.

الفقيد (عبيدان) كانت رؤيته دائماً للمستقبل، حيث كان يضع كافة الاحتمالات لكي لا يتعرقل برنامجه الرياضي، وعند الإعلان عن بطولات كرة القدم للكبار والفئات العمرية كان يضع مع مدرب الفريق برنامجا تدريبيا على فترتين (صباحية ومسائية) لكي يكون الفريق الرياضي في جاهزية تامة ليكتسب القدرة على المنافسة..وعندما أسندت إليه مسؤولية قيادة مكتب الشباب والرياضة كثرت اتصالاته بالمسؤولين في المحافظة ووزارة الشباب والرياضة لإيجاد صرح رياضي نظراً لمكانة وعراقة لحج ونهضتها الرياضية وإنجازاتها، وهو بناء ملعب لكرة القدم، وفعلاً تحققت أمنيته وأحلامه، وعندما أنجز المشروع كان الفقيد (عبيدان) خارج دائرة الضوء لأن المرض فتك به، والآن كل الذين عاصروا الفقيد (عبيدان) يذكرونه في الجلسات العادية أو في المناسبات أو في الملعب، يذكرون حسناته وإنجازاته الرياضية وأعماله وأفعاله..لقد بذل جهداً في المتابعة المتواصلة لأنه كان يملك طاقة وقوة التحمل من أجل حصول بعض الأندية الرياضية على الاعتراف الوزاري، وكذا تشييد ملعب الشهيد معاوية سعيد، أما أقرب المقربين إليه فقد تناسوه، ولم يخلد بأي مسابقة رياضية بعد وفاته وحتى وقتنا الحاضر لا من إدارة نادي الشرارة الرياضي ولا من مدير عام مكتب الشباب والرياضة السابق والحالي، رغم وجود محلات تجارية للنادي والمكتب بينما يتصرفون بالإيرادات كيفما يشاؤون حيث يعتبرونها غنيمة.

لقد تناسوا مواقف الفقيد أحمد محمد عبيدان الجيدة تجاه الرياضة والرياضيين،إذ أصبح في خبر كان، وفي الثلاثين من أغسطس الماضي كانت الذكرى السادسة لوفاة (عبيدان) رجل الوفاء والمحبة ولم يشر إليها أحد، وصحيح ما قاله الشاعر:«مثله ما رأيت وقبله ما لقيت» .. إنا لله وإنا إليه راجعون.