نعم.. هذه الأيام أيامنا

> علي حيمد:

> ستبدي لكَ الأيام ما كنت جاهلا ** ويأتيك بالأخبار من لم تزّود .. طرفة بن العبد.. لست من الذين يؤمنون بالانتماءات المناطقية، ولست من الذين يتقربون إلى المسئول أو الحاكم مهما كانت صلة القرابة أو المعرفة، لأستغل سنوات حكمه في تحقيق مآرب شخصية حتى يقال لي «إن هذه الأيام أيامكم» كما جرت العادة أن يقال مثل هذا الكلام للمتسلطين أو المسئولين أو حاشياتهم من الذين يستغلون سلطاتهم ويسخرونها لتحقيق مصالح شخصية لهم ولأقربائهم، مستغلين الوظيفة العامة، وهذا ماجبلت عليه.. ولكنني أؤمن بحرية الكلمة ومع من يضع نصرة المظلوم همه وهدفه، ويستميت من أجل الدفاع عن حق المواطن، ويسخر مهنته لخدمة السواد الأعظم من أبناء المجتمع والدفاع عن قضاياهم.

كل هذا الدور الإنساني لايمكن أن تلعبه أية وسيلة إعلامية مكتوبة أو مرئية أو مسموعة سوى صحيفة «الأيام» الغراء، صحيفة كل القراء، ومنبر من لا منبر له.. وهذه الأيام تحتفل صحيفتنا الغراء بمرور خمسين عاما منذ صدور أول عدد لها في مدينة عدن الجميلة في السابع من أغسطس سنة 1958م، بجهود صاحبها ومؤسسها (المغفور له بإذن الله تعالى) الأستاذ محمد علي باشراحيل.. وفي هذه المناسبة الغالية احتفل وابتهج كل محبي وقراء ومتابعي «الأيام» وفق المساحة التي حددتها هيئة تحريرها، ولو أنها أتاحت مجالا أوسع وأعدت برامج احتفالية لكان الاحتفال بهذه المناسبة شعبيا على مختلف المستويات والشرائح الاجتماعية من مثقفين وأدباء وفنانين وغيرهم، لما لهذه الصحيفة من مكانة كبيرة في قلوب القراء في عموم الوطن وخارج حدوده.. وهذا ما يؤكده سعة انتشارها وتلهف القراء وانتظار صدورها صبيحة كل يوم.. ويا له من منظر رائع أن ترى صباح كل يوم الصغير والكبير رجالا ونساء وكل واحد منهم يحمل نسخته من صحيفة «الأيام»، يحرص على اقتنائها قبل تناول شاي الصباح أو وجبة الإفطار، وكأنها (المشهي) الذي يتناوله المرء قبل طعامه.

إلا أن ما أشار إليه الأستاذ القدير هشام باشراحيل (رئيس تحرير «الأيام») في مقالته الافتتاحية التي دشن بها الاحتفال بـ (اليوبيل الذهبي) لصدور الصحيفة المنشور في العدد الصادر في 2008/8/7م، كان بمثابة اعتذار للقراء، عندما أشار إلى قرار أصحاب الصحيفة باختزال إحياء هذه الذكرى نظرا لظروف خاصة بالصحيفة.

ومع تقديرنا للصحيفة وللظروف الخاصة بها وقبولنا اعتذار أستاذنا الفاضل هشام باشراحيل، إلا أن عددا واسعا من القراء آثر أن لا تمر هذه المناسبة (الذهبية) للصحيفة الذهبية مرور الكرام وشاركهم في ذلك عدد من الكتاب المرموقين، وذلك من خلال ما ينشر في الصفحة المخصصة لهذه المناسبة منذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا، فتنافس الجميع في الإدلاء بدلوه وعبر الكل عن الحب والاعتزاز والتقدير لهذه الصحيفة التي فتحت صفحاتها لكل الأقلام الشريفة وفي جميع المجالات.. وكان لي الشرف الكبير أن أساهم في الكتابة فيها، وتحديدا في صحفة (الفن والفنانين) بحكم اهتماماتي ومتابعاتي للنشاطات الفنية والثقافية، وكما أتاحت لي فرصة نشر مقالاتي وأعمالي الغنائية التي عرفت الناس بي وبناجاتي الإبداعية فلقد أعطتني هذه الفرصة الثمينة دون أن تأخذ مني شيئا سوى حبي وتقديري لها ودون أن تكون لي صلة قرابة أو صداقة أو معرفة شخصية برئيس تحريرها أو مدير التحرير أو حتى سكرتير التحرير، ولكن إيمان الصحيفة بشرف المهنة، وصدق الكلمة، وبالمادة الجيدة والموضوعية في الطرح، وكذلك الشفافية والمصداقية جعلتها تفتح أبوابها وصفحاتها أمام كل ما يستحق النشر بغض النظر عن اسم أو مكانة أو حجم الكاتب.. ولقد صنعت من خلال صفحاتها الكثير من الأسماء التي أصبحت اليوم تحتل مكانة مرموقة في مجال الكتابة الصحفية.. إنها استحقت وبجدارة أن تؤسس مدرسة صحفية تخرج من صفحاتها أدباء وكتاب أصبحوا اليوم كبارا.

تحية لأيامنا الحلوة في (يوبيلها الذهبي).. ومزيدا من النجاح والتألق مع تمنياتي بالصحة والعافية والعمر المديد للناشرين هشام وتمام باشراحيل وكل الجنود المجهولين من طاقم الصحيفة الذين يواصلون الليل بالنهار لإخرج مادة صحفية تروي عطش القارئ، مادة مشبعة بالخبر والمعلومة والمقالة الهادفة والتحقيق الصحفي وما إلى ذلك مما يجب أن تحتويه كل صحيفة ملتزمة تحقيقا للرسالة الإعلامية ولما من شأنه خدمة القارئ ومعالجة الظواهر السلبية في المجتمع وبناء مجتمع حضاري ووطن متقدم ليواكب كل التطورات المتسارعة المعتملة في عالمنا اليوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى