أنديتنا الأهلية وباب الانتقالات

> «الأيام الريــاضـي» علي باسعيدة:

> في الوقت الذي أقفل فيه باب الانتقالات الصيفية للاعبين في معظم بلدان العالم، بات الباب عندنا أكثر اتساعا واشتعالا لهذه الانتقالات بطريقة أكثر سخونة وإثارة مطلوبة، من خلال ماتشهده أنديتنا وما تطالعنا به الصحافة الرياضية من أخبار هذه الانتقالات وسوقها الحامي، الذي بدأ يستوي لكون دورينا قد اقترب من بدء الانطلاقة الفعلية التي ستأتي بعد الشهر الفضيل.

حمى الانتقالات أكدت استعداد أنديتنا الجدي لخوض غمارها بسلاح المنافسة والقوة الفنية وخطف اللقب، وليس عن تسجيل الحضور والاستعداد الذي يأتي مع بدء صافرة الجولة الأولى كما يحدث سابقا، والذي ينتج عنه مسابقة ضعيفة وركيكة ومملة، تنفر ولا تجذب أحدا إلا في مراحلها الأخيرة، غير أن الأمر اليوم قد تغير مع جدية الاتحاد الذي يعمل بكل همة ونشاط على تطوير المسابقة، من خلال البحث في جميع الأسباب التي تؤدي إلى ذلك الغرض، ومنها وضع روزنامة البطولة في وقتها المبكر والمحددة باليوم والتاريخ، حتى يتسنى للأندية لتضع استعداداتها وترتيباتها بشكل أكثر إنسيابية، ووفق إمكانياتها المادية والفنية.. ضف إلى (لطمة) الاتحاد الآسيوي للدول النامية، ونحن إحداها في أن زمن الهواة قد ولى، وأن زمن الاحتراف والتطور هو الذي يعمل به اليوم، من خلال إقامة دوري المحترفين في القارة الصفراء الذي سيبدأ هذا العام سنته الأولى.

هذه المؤشرات هي من جعلت أنديتنا تفكر بصوت مسموع ومدروس حتى تحظى بموقع قدم في الخارطة الكروية اليمنية أولا ، والتي لن تذهب بها إلى بطولات آسيا كما يعتقد، وإنما للبطولات العربية غير أنها تكون قد اقتربت من ذلك في حالة تطبيق دوري المحترفين في ملاعبنا اليمنية، الذي أخاله لن يتأخر كثيرا، لكي نلحق بقطار الاتحاد الآسيوي المتطور والسريع، ونكون أحد ركابه وليس كمن يسلم على من بداخله.

سوق الانتقالات يكاد يكون مركزا في عدة أندية وهي: الصقر الذي انتدب المدرب الوطني الكبير أمين السنيني بعد أن تخلص من بائع الكلام والبطولات (المصري مصطفى حسن)، وتلك ضربة معلم وصيد ثمين، كما نجح الصقر في تعزيز الفريق بلاعبين جيدين، حتى يعود لمنصات التتويج، وغير بعيد من الصقر ما نشاهده في بطل الدوري والكأس (الهلال) الذي خطف أكثر من نجم أبرزهم الحساني الدولي سالم عوض، والإبقاء على ما يبدو على المدرب سامي نعاش وعمر باشامي.. أما أسد صيرة (التلال) فقد فاوض المدرب المصري خالد جادالله واستطاع اقتناص أكثر من نجم يمني محلي يقوي فرصته وظهوره بعد تجربة الهبوط المريرة..هكذا هي أبرز أنديتنا التي تستعد بطريقة مثلى لبطولة أرى أنها ستكون ساخنة وبمستويات جيدة تعكس مدى الاهتمام والدعم الذي تنفقه هذه الأندية على فرقها ولاعبيها الذين باتوا اليوم قريبين مع أقرانهم في الدول المجاورة، من حيث الاهتمام الإعلامي، ومن حيث ما يتقاضونه من مستحقات مالية من خلال إبرام عقود احترافية طيبة مع أنديتنا اليمنية، غير أن النظر للنصف الآخر من أندية النخبة نراها في حالة مغايرة تماما، بعدم قدرتها على خوض سباق الانتقالات، وضم أحسن اللاعبين والمدربين، لذلك فإن هذه الأندية عليها أن تتحرك سريعا حتى لا تقع فريسة سهلة للفرق الكبيرة، والذي يقصر من أيامها في هذه المسابقة.. والتحرك الذي أقصده هنا هو أن يكون جماعيا من النادي والسلطة المحلية التي تتبع هذه المحافظة، ومن الوجهاء والتجار..غير ذلك فإن أندية بهذا الشكل تدخل وتخرج من المسابقة كتسجيل الحضور، فإن زمنها قد ولى.. فهل تستفيق من نومها؟ أم أنها ستتعلق بشماعة الإمكانيات التي أصبحت مشروخة لكثرة استهلاكها ولن تفيدها في شيء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى