إلى سيادة رئيس الجمهورية:لماذا لاتشمل الإكرامية العاطلين عن العمل؟

> أحمد بن أحمد المحمدي:

> سيادة الأخ رئيس الجمهورية المحترم .. تحية تقدير واحترام .. ما أشبه الليلة بالبارحة، لقد سررنا، ونحن نستمع إلى قراركم الكريم بمنحكم موظفي الدولة دون استثناء مكرمتكم المعهودة في كل عام من شهر رمضان الكريم، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على سخائكم وكرمكم وإحساس الراعي وولي الأمر بالرعية وشعوره بالظروف التي يمر بها هذا الشعب من عوز وفقر وحاجة وغلاء معيشة.

فجاءت مكرمتكم لتخفف وتزيح بعض العبء والهم والعناء والمكابدة لهذا الغلاء خاصة في مثل هذا الوضع الراهن. إن من يستحق الإكرامية والعطف والشفقة قبل موظفي الدولة هم من ليسوا بموظفين، لأنهم عاطلون عن العمل أو من أصحاب الأجر اليومي الذي لا يكفي لسد رمقهم وهم السواد الأعظم من بين شرائح المجتمع. مع العلم بأن الموظف وغير الموظف يحتاج كل واحد منهما لضرورات ثلاث هي: مصاريف رمضان+ احتياجات ومستلزمات الطلاب للسنة الدراسية الجديدة+ متطلبات العيد وفرحته، ناهيك عن مصاريف المعيشة الروتينية.

سيادة الأخ الرئيس: بالله عليكم أليس العاطلون عن العمل هم من أبناء الشعب ويحتاجون ما يحتاجه الناس جميعاً من ضرورات الحياة كالمسكن والملبس والمأكل والدواء؟!! أليسوا هم يكابدون الغلاء والفقر والمرض مثلما يكابده الآخرون؟! فمن لهم إذاً؟! أليس الموظف وغير الموظف هم بشر على حد سواء في المواطنة والحقوق والواجبات أم أن هناك فرقاً؟!

إن أصغر موظف عنده ما يسد به رمقه من معاش أو راتب شهري+ إكراميات واستراتيجيات + حوافز تشجيعية وبدلات إضافية كبدل طبيعة عمل وسكن ومظهر وتشجيع وتطبيب وخطورة وغلاء معيشة وغيرها، وأنتم تعلمون بأن بعض الدول العصرية المتحضرة التي تهتم بالإنسان وبحقوق الإنسان تعمل على إيجاد فرص عمل لكل مواطنيها أو تقديم مساعدات أو نفقات للذين هم بلا عمل حتى لا يتحولوا إلى مجرمين أو إرهابيين أو محبطين أو عالة على المجتمع يعملون على إيقاف عجلة التنمية والتطور في بلدانهم مع أن الإنسان هو وسيلة التنمية وهدفها في آن واحد.

فإذا نظرتم إلى من هو في أمس الحاجة لهذه المكرمة قبل غيره لوجدتم أن العاطلين عن العمل هم أشد حاجة لهذه الإكرامية. لأنهم كما ذكرنا آنفاً بلا عمل+ فقر+ مرض+ غلاء أسعار + فواتير كهرباء وماء وصرف صحي + إيجارمساكن + جرعات مستمرة لا تعد ولا تحصى!!

وإذا نظرتم إلى سجلات القيد في فروع وزارة الخدمة في جميع محافظات الجمهورية لرأيتم العجب العجاب، كم من خريجي الجامعات يتسكعون في الشوارع قد أكل عليهم الدهر وشرب البعض منهم قد تجاوز العشر سنوات دون أن يحصل على وظيفة أو عمل أو إعانة تذكر وإذا أردتم حصرهم وغيرهم ممن هم على شاكلتهم ليسوا بخريجين لوجدتم الكثير والكثير ليس لهم إلا الله يتولى أمورهم. فلكم الله أيها العاطلون عن العمل إلى تكرمه ومنحة منه وفضل وما عليكم إلا الصبر والسلوان والوفاء لهذه التربة والأرض والوطن والإنسان.

سيادة الأخ الرئيس:

إن هؤلاء العاطلين عن العمل يناشدونكم أن تنظروا بعين الرعاية والعطف والاهتمام إلى كل أبناء وطنكم بلا استثناء بصفتكم الراعي والمسؤول الأول عنهم جميعاً لا فرق بين موظف وغير موظف. وليست هذه المناشدة حسداً من عند أنفسنا على إخواننا موظفي الدولة أو وشاية بهم ليحرموا منها، فهم وإن كانوا موظفين لكنهم أخف الضررين وأهون الشرين، فالجميع يعلم أن الكثيرين منهم يتذمرون من قلة أجورهم التي لا تفي ولا تكفي في الوقت الحاضر ولا تتناسب مع ظروف المرحلة والوقت الراهن، لكن المعدم أشد ضرراً وأنكى فقراً وجوعاً منهم. والله المستعان وعليه التكلان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى