زرداري يتقلد سدة الحكم وسط عاصفة

> إسلام أباد «الأيام» سايمون كاميرون-مور :

>
فيما يئن الاقتصاد الباكستاني ويستعر تمرد طالبان ينبغي ان يقرر الرئيس الجديد اصف علي زرداري ما إذا كان الوقت مناسبا للمخاطرة بحدوث مزيد من عدم الاستقرار نتيجة دخوله في مواجهة مع غريمه القديم نواز شريف.

ولا يريد الغرب صراعا جديدا على السلطة في هذه الدولة المسلمة المسلحة نوويا والتي تعد مساندتها حيوية لهزيمة القاعدة ومساعدة حلف شمال الاطلسي على تحقيق الاستقرار في افغانستان.

وشكل زرداري وشريف ائتلافا هذا العام بهدف الاطاحة بقائد الجيش السابق برويز مشرف من الرئاسة ولكن بعد ان تحقق لهما ذلك الشهر الماضي انهار ائتلافهما وأضحي شريف زعيما للمعارضة.

وتولي شريف رئاسة الوزارة مرتين في التسعينيات وكذلك زوجة زرداري الراحلة بينظير بوتو غير ان المنافسة بينهما قوضت العملية الديمقراطية لدرجة دفعت كثيرين للترحيب بانقلاب مشرف في عام 1999,ويخشى محللون ان تلاحق ضغائن الماضي باكستان.

وكتب اردشير كواسجي احد اكثر الكتاب احتراما في باكستان في صحيفة دون أمس الأحد بعد يوم من انتخاب زرداري انه اذا كان زرداري واخرون "يفكرون في الانتقام فانها لعبة خاسرة قبل ان تبدأ."

وستحجم جهات الاقراض الدولية عن تقديم مليارات الدولارات التي تحتاجها باكستان وذلك اذا ما خشت ان تشتت المعارك السياسية الحكومة وتحول تركيزها عن اصلاح احوالها المالية.

وقال محمد حافظ (70عاما) لرويترز وهي يسير امام تجمع حاشد للاحتفال بفوز زرداري في مدينة حيدر اباد الجنوبية "لا يعنينا من سيصبح رئيسا. ما يهمنا مشاكل الامن وارتفاع الاسعار."

وبلغت نسبة التضخم حوالي 25 في المئة تقريبا وينبغي خفض الاقتراض الحكومي إلى حد كبير.

وفرضت السلطات قيودا لمنع انهيار البورصة التي هوت 40 في المئة منذ ان بلغت أعلى مستوياتها على الاطلاق في ابريل نيسان وسجلت الروبية اقل مستوياتها كما أن احتياطي النقد الاجنبي منخفض جدا إذ أن هناك 5.5 مليار دولار في خزانة البنك المركزي.

ويرى احسان تشيشتي رئيس المبيعات المؤسسية الدولية بشركة السمسرة بي.ام ايه كابيتال في كراتشي ان انتماء الرئيس ورئيس الوزراء لنفس الحزب يتيح فرصة تحسين عملية اتخاذ القرار ولكن ينبغي اخذ خطوات سليمة سريعا.

وأضاف "ينبغي التغلب على تحديات اكبر دون تأخير من اجل تحقيق انتعاش مستديم في السوق."

ومن المفترض ان ينعم زرداري بقدر من الشعور بالأمان نتيجة الهامش الذي حقق به النصر في انتخابات الرئاسة التي أجراها البرلمان الباكستاني بمجلسيه وأربعة مجالس إقليمية أمس الأول.

غير ان بعض المحللين يقولون انه بحاجه لتغيير صورته بشكل جذري.

فقد أمضى زرداري 11 عاما في السجن بتهم الفساد والقتل رغم أنه لم تتم إدانته قط ورغم أنه نفى ارتكابه أي مخالفة.

وقالت صحيفة ذا نيوز في مقال افتتاحي "التحديات التي يواجهها هائلة."

وتابعت "إنه يحتاج في بداية الأمر لعملية تحسين سريعة لصورته من سياسي مخادع... لا يكترث بما إذا كان يخرق وعوده وإلا سيخسر مصداقيته."

كما ان معالجته لقضية اعادة القضاة الذين اقالهم مشرف في العام الماضي سيسهم في تحديد مصداقيته إذ ارجأ البت في القضية حتى الآن.

وسحب شريف الذي اطاح به مشرف من منصب رئيس الوزراء حزبه الرابطة الإسلامية من الإئتلاف بسبب تأجيل زرداري للتعامل مع قضية القضاة وذلك بعد بضعة ايام من استقالة مشرف.

والاعين الان على البنجاب اغني الاقاليم الباكستانية لمتابعة ما إذا كان زرداري سيحاول زعزعة الحكومة الاقليمية لحزب الرابطة الاسلامية.

وقد يتفادى الغريمان مواجهة مبكرة فيما يعززان مراكزهما بعدما ابتعدا عن السلطة طيلة عقد من الزمان.

وكتب المحلل السياسي حسن عسكري رضوي بصحيفة ديلي تايمز اليوم "ما لم يدرك الجانبان ان المواجهة العلنية ستضر بكليهما ... فإنهما سيواصلان التحرك تجاه نزاع مرير" مضيفا ان المؤشرات تدق أجراس الإنذار.

ويرى رضوي ان رئاسة زرداري تتوقف على مستوى الدعم السياسي الذي يقدمه للجيش في الحرب ضد طالبان والتي لا تحظى بشعبية وعلى كيفية معالجة الحكومة للقلق الامريكي من وجود عناصر متعاطفة مع المتشددين في جهاز المخابرات.

ووصف مستشار مقرب من زرداري طلب عدم نشر اسمه تفاهم زرداري مع قائد الجيش الجنرال اشفق كياني بالعبارة التالية "نحن ندير السياسة وانتم تديرون الجيش. لن يتدخل أي منا في شؤون الآخر."

وابدت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس تفاؤلها امس بشأن وفاء زرداري بتعهده بمحاربة التشدد وهو محور الاهتمام الامريكي الرئيسي بباكستان.

واثارت غارة للقوات الامريكية الخاصة على قرية باكستانية في الاسبوع الماضي وتزايد الهجمات الصاروخية المتكررة بطائرات بدون طيار على متشددين في المناطق القبلية في باكستان حالة من الغضب.

غير ان احد مستشاري زرداري قال ان الرئيس الجديد مدرك تماما للدوافع الامريكية وقال "اعتقد ان اصف زرداري واضح بشان القضايا المهمة للامريكيين."

في نهاية المطاف تحتاج الحكومة للدعم السياسي والمالي الامريكي لضمان عدم جنوح محاولات باكستان الاخيرة لاقرار الديمقراطية.

وعقب انتخابه اكد زرداري عزمه تأييد تعديلات دستورية تسحب من الرئيس حق اسقاط الحكومة.

وتدل أحداث التاريخ على ان من الحكمة ان يفعل.. فهناك قادة مدنيون مثل والد زوجته الراحلة ذو الفقار علي بوتو ومثل شريف حظيا بسلطات شاملة وفي نهاية المطاف اطاح بهما الجيش. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى