تقارب حذر بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا على وقع الازمة الجورجية

> باريس «الأيام» كريستوف دو روكفوي :

>
اقترح الاتحاد الاوروبي على اوكرانيا خلال قمة ثنائية في باريس أمس الثلاثاء بلورة اتفاق شراكة في 2009، مؤكدا رغبته في التقارب مع هذا البلد الذي اضعفه النزاع في جورجيا وازمة سياسية داخلية، دون تمكن كييف من انتزاع تعهد من الاتحاد بضمها اليه.

واعرب كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، ونظيره الاوكراني فيكتور يوتشنكو عن "قلقهما البالغ" حيال الازمة الجورجية وحددا هدفا مشتركا بالتوصل الى "اتفاق شراكة" في العام 2009.

وقال الرئيسان في اعلان مشترك ان اوكرانيا "بلد اوروبي يتقاسم مع الاتحاد الاوروبي تاريخا مشتركا وقيما مشتركة".

وجاء في الاعلان ان هذا الاتفاق "يترك الباب مفتوحا امام تطورات تدريجية اضافية في العلاقات بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا"، ولكنه ابقى الغموض مخيما على امكانية اطلاق مفاوضات الانضمام التي تحلم بها كييف.

واقر الرئيس ساركوزي ضمنيا بوجود خلافات بين دول الاتحاد ال27 حول مسألة انضمام اوكرانيا بقوله للصحافيين ان "الاتحاد لم يسمح باتخاذ قرار آخر".

واضاف ان "اتفاق الشراكة هذا لا يغلق اي باب (...) انه الحد الاقصى الذي امكننا الوصول اليه واعتقد انه خطوة اساسية".

من ناحيته بدا الرئيس الاوكراني متفائلا للغاية بنتائج القمة حيث وصفها بالقمة "التاريخية" و"الاكثر انتاجية" من كل نظيراتها التي سبق عقدها بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا.

وقال يوتشنكو "هذه هي الخطوة الاولى على الطريق الطويل الذي سلكته في التسعينات كل الدول التي اصبحت اعضاء في الاتحاد".

وبذلت باريس جهودا حثيثة للتوصل الى هذا الاعلان الختامي في مواجهة انقسامات عميقة بين الدول الاوروبية الراغبة بفتح آفاق الانضمام امام كييف وهي بولندا ودول البلطيق وبريطانيا والسويد وتشيكيا من جهة وتلك المترددة حيال هكذا خطوة وهي بالدرجة الاولى المانيا وبلجيكا وهولندا واللوكسمبورغ.

ومنذ انتصار "الثورة البرتقالية" في 2004 تسعى كييف بكل ما اوتيت من قوة لتحقيق تقارب سريع مع الغرب سواء مع الاتحاد الاوروبي او حلف شمال الاطلسي. وادت الازمة الجورجية الى تسريع هذه الخطى حيث تخشى اوكرانيا من ان تتوسع الطموحات الروسية لتشمل استعادة شبه جزيرة القرم التي تقطنها غالبية ناطقة بالروسية.

ولكن الاصلاحات الكثيرة التي لا يزال يتوجب على كييف اجراؤها والرغبة في عدم اثارة غضب موسكو والازمة السياسية الداخلية العميقة التي تشهدها اوكرانيا بين الرئيس يوتشنكو ورئيسة وزرائه يوليا تيموشنكو عززت حجج الدول الاوروبية الداعية الى التروي في فتح باب الاتحاد امام اوكرانيا.

وتأتي هذه القمة غداة الزيارة التي اجراها ساركوزي الى كل من موسكو وتبيليسي برفقة رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو لحل الازمة الجورجية. ولم يغب عن القمة الاوكرانية-الاوروبية ظل هذه الازمة التي يدعم فيها الرئيس الاوكراني نظيره الجورجي ميخائيل ساكاشفلي في مواجهته مع روسيا.

وفي حين تخشى كييف من حصول توترات في المستقبل بينها وبين موسكو حول شبه جزيرة القرم، شدد ساركوزي على ان وحدة الاراضي الاوكرانية هي في نظر الاتحاد الاوروبي امر "غير قابل للبحث".

واوضح الرئيس الفرنسي انه "خلال المحادثات التي اجريناها أمس الأول في موسكو، لم يكن هناك اي شيء يدفعني الى الاعتقاد ان هذه المشكلة مطروحة. هناك ما يكفي من المشاكل المطروحة بحيث لا يجري هذا الطرف او ذاك محاكمة نوايا".

وفي اعلان مشترك حول جورجيا اعرب الاتحاد الاوروبي واوكرانيا أمس الثلاثاء عن "قلقهما البالغ" حيال النزاع بين روسيا وهذا البلد وذكرا بان حلا "دائما وسلميا" يجب ان "يقوم على الاحترام التام لمبادىء الاستقلال والسيادة ووحدة الاراضي".

اما باروسو فقال "نحن في اوروبا بحاجة الى اعصاب باردة لا الى حرب باردة".

وفي الاصل كان مقررا عقد هذه القمة في ايفيان على ضفاف بحيرة ليمان ولكن الرئاسة الفرنسية اعلنت أمس الأول انها ستعقد في قصر الاليزيه بسبب التغيير الذي طرأ على زيارة الرئيس الفرنسي الى موسكو وتبيليسي أمس الأول حيث استغرقت مباحثاته اكثر من المتوقع. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى