كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> يظهر أنه من الضروري أن يكون هناك نوع من الألفــة والتقارب والتفاهم بين الأحزاب الأخرى.. فالناس قد اختلفوا في تفسير العلاقة بين الحزب الحاكم والمشترك.. هل أصبحت باردة؟.. وقالوا أيضا إن هناك خلافا عنيفا بينهما.. وهذا الخلاف لن يحسمه الهروب من الأمر الواقع.. ومن طبيعة الناس ألا يقتنعوا إلا إذا كانوا أمام الأمر الواقع.. هو وحده الذي يمكن أن يقنعهم.. فلا وقت عندهم للتفكير.. إنهم عيون وألسنة فقط.. عيون ترى وتراقب.. وألسنة تتحدث وتقول.. ولابد أن يتحدثوا ويقولوا أكثر وأكثر.. وعندهم أسباب كثيرة للكلام.

> ومهما تحدث الناس.. فإنهم يقولون كلاما كثيرا.. هو إننا نعيش في جو من التشاؤم واليأس والفساد.. وهذا يجعلنا ننظر إلى الماضي على أنه أحسن.. وأحيانا نحس أن لاشيء يتغير أبدا.. أما الدنيا فقد ابتعدت عنا.. والأشياء حولنــا قد أصابها شيء من الضياع.. وأن التخلص من مشاكلنــا صعب جدا.. لأنها مشاكل لاتنتهي إلا بأن نموت ونشبع موتا.. وكأننــا نعيش لكي نجعل مهمة الموت سهلة وبسيطة.

> ثم لابد أن يفعل الإنسان شيئا مهما في مواجهة الخطر والألم والتعب.. ولو عاد الإنسان إلى الوراء مرة أخرى.. فلن يختار الإنسان النهاية نفسها.. حياة العذاب والحرمان والهوان.. فليس أقسى على الإنسان أن يحس بأن حياته أصبحت لاشيء.. وهي بالفعل لاتساوي شيئا.

> ويبدو أن الحزب الحاكم لايعرف معنى الحياة بالنسبة للناس.. ما معنى أن يتعب الناس ثم لايجدون الراحة إلا بالموت.. وهم الذين عاشوا يتصورون أن الأفضل لابد أن يجيء.. ثم انتظروا طويلا.. ولم يجئ الأفضل.. ولكن الذي حصل أن الأسوأ هو الذي أصبح أعم وأشمل.. وأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يستحق أن يغضبوا وأن يرفضوه ولو مرة واحدة في حياتهم.

> ولعل هذه هي أكبر خطيئة للحزب الحاكم.. خطيئة سوء التقدير وسوء التصرف.. وكنا نتمنى لو أنه أفسح لنا الطريق وضمن المستقبل ووفر لقمة العيش وراحة البال واستقرار الأمن والأمان.. ولكن هذا هو قدرنا- لغة المستضعفين في الأرض- أن نعيش ونختار العذاب والعقاب.. وأن نبقى في ظل المرض والفقر والتخلف والذل والهوان.. ولكن نحن نستغرب كيف أن السلطة تريد أن تعيد كل ما فعلت.. وأن كل شيء يتكرر وبصورة مؤلمة.. وكأننا نتهم أنفسنا بأننا في حاجة إلى الفهم في جميع الأحوال لا لشيء سوى أننا نعيش في أرض الإنسان فيها يضطر إلى أن يشتري أوهامه ليخرج من هذه الدنيا.

> وليست هذه الأوهام سوى مئات الأقراص المهدئة والمسكنة للأعصاب بسبب الأخطاء الصغيرة التي لاتظهر عادة بسرعة.. ولكن عندما تكون الأخطاء كبيرة ودموية.. فإننا بسرعة نعرف من هو الفاعل الحقيقي مهما تستروا عليه واعتذروا عن عدم الوصول إليه.. إننا لانريد أن نصل إلى حافة الخوف.. أي أن نخاف من كل شيء، حتى لاينطفئ الأمل في قلوبنا وعقولنا.. فإذا انسحقت الآمال لن نجد من يرحمنا.. فلا أحد بعد ذلك يرحم أحدا.. وهذه حقيقة ولكنها مؤلمة.

> الكلام ليس طعاما للشعوب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى