قراصنة رمضان

> صلاح أبو لحيم:

> قراصنة رمضان يختلفون كثيرا جدا عن قراصنة البحار المعروفين بالاستيلاء والاستحواذ على كل شيء يمر على البحار، فقراصنة رمضان هم شرار (خلق الله)، فهم يختلفون كثيرا عن أولئك القراصنة الذين يجوبون البحار، ويحبون الاستحواذ والاستيلاء على كل شيء في البر والبحر والسماء، ويهوون النهب والاستقواء، فتراهم يعيثون في الأرض فسادا، فلا رحمة في قلوبهم ولا دمعة خشوع تسقط من أعينهم، لا في رمضان ولا في أي شهر أو يوم من أيام الله.

قراصنة رمضان هم من بني جلدتنا، وتجدهم أكثر من الهم على صدر المواطن، فتراهم في تلك المكاتب الوثيرة وبيدهم إدارة شؤون البلاد والعباد خلال رمضان، وإلى أن يأتي الله بأمر كان مفعولا لأولئك المدراء والمسئولين الذين يتلذذون بقهر المواطن، فلا معاملة تمر عليهم إلا بحق (ابن هادي)، ولايقضون معاملة إلا بشق الأنفس.

تجدهم في دواوين الوزارات وثكنات العسكر ومكاتب المحافظات والمصالح الحكومية، تعرفهم بسيماهم في وجوههم وحركاتهم، فلا يقضون مصالح الناس خلال شهر رمضان المبارك، حجتهم في ذلك أن (النوم عبادة)!!.

قراصنة رمضان هم ممن يتربعون عروش الوزارات الكبرى، وبيدهم صنع القرار، وهم ممن تجد وزاراتهم خاوية على عروشها خلال شهر رمضان (فلا يجوز) محاسبتهم أو مساءلتهم، لأنهم أصحاب (الحل) و(العقد) وهم أصحاب المقام الرفيع ممن يجدون في رمضان متعة لهم وأسرهم وحاشيتهم من أقزام القوم وطفيليات المجتمع، فتراهم يتلذذون بطعم كافة أشكال وألوان الأطعمة ويمتطون أفخم السيارات الفارهة، ويفترشون أفضل السجاد (الإيراني) بمنازلهم خلال رمضان، وكل ذلك على حساب أولئك الفقراء والمساكين الذين يتناولون طعامهم من الزبالة، والذين يفترشون الطرقات والمساجد ولايجدون كسرة خبز يسدون بها رمق أطفالهم أو حتى مجرد حذاء يقيهم حرارة الأرض أو قطعة (كرتون) يضعون عليها أجسادهم (الطاهرة) حينما يحل ظلام القراصنة القاتم.

أولئك الفقراء والمساكين يصدق فيهم قوله تعالى «تحسبهم أغنياء من التعفف»، يعيشون متعففين لايمدون أيديهم إلى قوت الشعب، ولكن إلى خالقهم، ولايسألون أحدا غير الله، يموتون وحاجتهم في صدورهم، فإلى أولئك القراصنة نقول اتقوا الله واتقوا أنفسكم في رمضان شهر الخيرات والبركات والرحمات وتذكروا بأن كل ليل وله (نهار)، وأن من يزرع بذور الخير يجني محاصيل المغفرة والرحمة، فاتركوا أيها (القراصنة) والطفيليات (قوت الشعب) ولو في هذا الشهر المبارك!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى