عام دراسي جديد..وبداية غير موفقة

> جلال عبده محسن:

> بعض القرارات والقوانين تصدر بطريقة (سلق بيض) ودون دراسة دقيقة ومتأنية وبلا مراعاة لخلفية ومخرجات ذلك القرار وأثره المباشر وغير المباشر وما يترتب عليه من هضم للحقوق المكتسبة، وما يصاحبها من احتجاجات وإضرابات للدفاع عنها، كما حدث مع القانون رقم (43) لسنة 2005 بشأن الإستراتيجية الوطنية للأجور والمرتبات وما رافقها من شد وجذب، اضطر معها مجلس الوزراء ووزارة الخدمة المدنية إلى إصدار العديد من التعاميم المتلاحقة لترقيع آثارها، ومع ذلك ظلت غير كافية لتحقيق الأهداف المرجوة منها ولا لرفع الظلم عن شريحة واسعة من الموظفين ممن لهم قرارات جمهورية أخرى من مجلس الوزراء طالت حقوقهم المكتسبة ولازالت مصادرة حتى اليوم بحجة أنهم لايشغلونها مع أنها صادرة بطريقة قانونية ومن جهات مخولة قانونا.

واليوم تطفو على السطح قضية الموجهين، حيث تفاجأ الآلاف من الموجهين والموجهات في عدد من محافظات الجمهورية ومن ضمنها محافظة عدن ومع بداية العام الدراسي الجديد وكبداية غير موفقة بقرار وزير التربية والتعليم بإعادتهم إلى حقل التدريس في الميدان للعمل كمدرسين بحجة تصحيح الوضع وتحت مبررات متعددة، لكون البعض لايحمل مؤهلا جامعيا تخصصيا، والبعض الآخر لايملكون قرارت رسمية، أو أن فترة بقائهم في التدريس قبل التحاقهم بالتوجيه كانت غير كافية.

وأيا كانت الأسباب والمبررات والتي تغاضت عنها الوزارة طيلة تلك السنوات الماضية، فإن القرار يأتي متجاوزا للحقوق ولكثير من المهارات والخبرات الفنية المكتسبة للموجه بغض النظر عن كونه حاملا لشهادة البكالوريوس أو الدبلوم أو الثانوية العامة كعامل الخبرة والمهارات والمعارف التراكمية والقدرة على تحليل المشكلات واتخاذ القرارات وكذا التفكير الابتكاري وروح المبادرة والقدرة على إدارة وتقييم أعمال الآخرين وتنمية قدراتهم وغيرها من الصفات القيادية والإشرافية المطلوبة والتي فيها الكثير من التحدي لقدراته كموجه، وكلها مهارات مكتسبة عبر سنوات خدماتهم الطويلة والمتراكمة في مجال التدريس وفي مهارات فن التوجيه، وهي مهارات قد تفوق بعض ذوي الدرجات الجامعية لاسيما الجدد منهم ممن تنقصهم تلك المهارات بحكم حداثة الخبرة ومحدوديتها.

وإذا ما كانت هناك ثمة حاجة لإرساء أسس ومعايير جديدة بغية تصحيح الوضع فلا مانع أن تؤسس للموجهين الجدد كشرط للقبول والمفاضلة، أما من هم في التوجيه أصلا لاسيما القدامى منهم وأصحاب الخبرات، فإنهم ليسو بحاجة إلا إلى تزويدهم بدورات تنشيطية وإنعاشية بين الحين والآخر لمواكبتها.

والعجيب في الأمر أنه يتردد في وسط هذا اللغط كلام عن اختبارات وامتحانات قبول سيخضعون لها البعض من الموجهين ممن تم تنزيل أسمائهم، ومصدر العجب أنهم على وشك التقاعد وقرب انتهاء خدمتهم، وستكون الوزارة فيما لو صح ذلك قد أحسنت تكريم هؤلاء، ولكن على طريقة غير متوقعة تدل على الاستخفاف وخيبة الأمل بدلا من نهاية تتناسب وعظمة الرسالة وسنوات البذل والعطاء، واللي يعيش ياما يشوف!.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى