كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> لا أحد يتصور أن المشاكل انتهت في أي مجتمع في العالم الثالث.. إذا كان الناس يطلبون رغيف العيش (الروتي) فلايجدونه.. وإذا وجدوه لايملأ الفم.. ومادامت السلطة تكيل الوعود ولاتفعل شيئا.. فسوف تبقى هذه المشاكل في كل مكان.. وطالما أن لقمة الخبز صعبة المنال.. والبطالة منتشرة، ومهما كان الضغط على الناس بالرصاص والعصي الغليظة والتروس التي كانت تحمل عبارة (الشرطة في خدمة الشعب) بشكل أوضح وخط أجمل ستكون هناك مشاكل وغليان وقتل ومستشفيات وسجون.

> ومن المؤكد أن الحراك السلمي والمسيرات السلمية ليست إلا دليلا قاطعا على أن الشعب يغلي بعد أن تعب من السكوت والصبر على التعب وحالة اليأس والإحباط من الإهمال- إهمال السلطة- وحالة الذل والهوان التي جعلت المواطنين يعيشون في جحيم البطالة وغلاء المعيشة.

> ولابد أنك تشكو وأنا وكل الناس.. فالغلاء يطحن الجميع.. والغذاء مربوط بالدولار.. والريال (ساقط) مقابل سعر الدولار.. لذلك نجد الناس يشكون دائما.. فإذا تعبوا من الشكوى انطلقوا إلى الشوارع ثم تتحول هذه الشكاوى إلى أشياء ملموسة.. مسيرات وهتافات.. وتتحرك الأيدي التي تتسلل بين الصفوف في تحطيم أي شيء في أي مكان.

> إننا ضد التخريب والعنف من أية جهة كانت.. ومن الممكن أن نجد تفسيرا لهذا التصرف العجيب.. ولكن ليس هناك تفسير أقرب إلى الفهم والعقل من أن السلطة قد غلطت في الحساب.. وهي تردد في كل وقت في الصحف والإذاعة والتلفزيون بأن (شعبنا صبور).. صحيح أن الشعب اليمني صبور، وقد احتمل كثيرا من ويلات الحكم في بلاده.. ولكن عندما تصل الأمور إلى حد البطالة والجوع الكافر.. فإنه لن يصبر على الجوع.. وكل الشعوب تفعل ذلك أيضا.

> وإذا كانوا يقولون إن الاقتصاد من هموم السلطة.. وإن الغلاء يعم العالم وليس بلادنا فقط.. وإن السلع الغذائية لابد أن تتأثر بالأسعار العالمية.. فإذا سلمنا بذلك.. فإننا لانفهم لماذا لايتأثر الدولار عندنا بسعره في العالم أيضا.. فالدولار في هبوط في الخارج.. وعندنا في صعود دائما حتى وصل إلى مائتي ريال.. ثم إننا لانفهم أيضا كيف يتأثر السمك الذي نستخرجه من بحارنا- الغنية بالأسماك- بالأسعار العالمية؟ وكيف تتأثر خيرات أراضينا الطيبة مثل (البطاط والطماطم والبصل والخضروات الأخرى) بالدولار والأسعار العالمية؟!.

> وليس من المعقول أن السلطة لاتعرف شيئا عن ذلك.. فهي لاتعرف مثلا أن الخلل ليس في الدولار.. ولكنه في عملتنا التي كانت تتدهور يوما بعد يوم لأسباب يعرفها الجميع.. ولاتفهم أيضا أن قوت الناس يصدره بعض الناس إلى الخارج.. فالأسماك يصدرونها إلى الأردن وبعض البلدان الأخرى حتى أصبح سعر الكيلو السمك عندنا أكثر من ألف وستمائة ريال.

> إننا نتمنى ألا تتكرر هذه الظروف المؤسفة.. يكفينا ما نلقاه من نكد السلطة وتعب الحياة.. ولسنا في حاجة إلى متاعب أخرى.. ونتمنى ألا يكون الجيش والأمن المركزي في خدمة الشعب بالقتل والضرب بالعصي والأيدي والأرجل.. ونتمنى ألا يطغى الحماس على الجماهير ويتجاوز التعبير عن مطالبها العادلة والمشروعة بالوسائل السلمية التي يكفلها النظام والقانون.

> ما أسعد الشعوب التي يصدق زعماؤها معها!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى