تفاقم الأزمة المالية ومخاوف على الأسواق في غياب تقدم الخطة الأميركية

> باريس «الأيام» فيليب أونيون:

> صدرت مؤشرات جديدة على تفاقم الأزمة المالية مع إغلاق مصرف واشنطن ميوتشوال الأميركي ليل الجمعة السبت، فضلا عن تزايد القلق في الأسواق حيال تعثر خطة الإدارة الأميركية لإنقاذ القطاع المصرفي.

وفي مؤشر إلى هذا التوتر، أعلنت عدة مصارف مركزية كبرى صباح أمس إجراءات جديدة تهدف إلى تسهيل تبادل السيولة فيما بينها لضخ أموال إلى أنظمتها المصرفية.

وأغلقت السلطات الأميركية مساء أمس الأول مصرف واشنطن ميوتشوال (وامو) الذي كان يواجه صعوبات، واشترى مصرف جي.بي مورغن قسما من نشاطاته.

وكان مصرف (وامو) ومركزه في سياتل (غرب) سادس مصرف أميركي من حيث حجم أصوله، وقد تأثر بشكل مباشر من أزمة الرهن العقاري.

ولاتزال الأسواق المالية تترقب المفاوضات الجارية حول خطة إنقاذ القطاع المصرفي بين الإدارة الأميركية والغالبية الديمقراطية في الكونغرس.

وبعدما بدا مرجحا التوصل إلى اتفاق أمس الأول، عاد التشاؤم وخيم مساء في واشنطن ما أدى إلى فتح البورصات على تراجع صباح أمس في آسيا وأوروبا بعدما سجلت ارتفاعا كبيرا أمس الأول.

وبعد أن سجلت بورصة لندن ارتفاعا بنسبة 99،1% أمس الأول، تراجعت بنسبة 05،1% أمس كما تراجع مؤشر كاك-40 الباريسي 1% بعد ارتفاع ملفت بنسبة 73،2% أمس الأول.

أما في طوكيو، فأقفل مؤشر نيكاي أمس على تراجع 94،0%.

ولم يتسن للأسواق الأميركية أن تتأثر بتعثر المفاوضات السياسية الجارية في واشنطن بشأن الخطة بقيمة 700 مليار دولار، وكان مؤشر داو جونز اقفل أمس الأول على ارتفاع قوي بنسبة 82،1%.

ويوم أمس الأول دافعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس دفاعا قويا عن الرأسمالية، مؤكدة أنها تحافظ على تأثير إيجابي حتى لو أن الأزمة المالية كشفت عن مشاكل في النظام الراهن.

وقالت رايس في مقابلة مع إذاعة بي.بي.سي «فلنتذكر أنه أيضا نظام اقتصادي كان مسئولا عن معظم التقدم الحاصل للعالم، سواء في مجالات الطب أم تكنولوجيا الإعلام، إذ يتيح للناس تحسين ظروف حياتهم».

وأضافت «عندما تسألون ما هو البديل، أعتقد أن لا بديل من الرأسمالية».

وبعكس ذلك، طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الأول بإصلاح النظام الرأسمالي العالمي قائلا إن الأزمة المالية كشفت عن ثغرات خطيرة في الأنشطة المصرفية العالمية.

وقال ساركوزي في كلمة عن فوضى الأسواق إن الأزمة ستؤثر على الاقتصاد الفرنسي لشهور، لكنه وعد بألا يخسر أحد في فرنسا ودائعه المصرفية.

وأبلغ ساركوزي نحو أربعة آلاف شخص من مؤيديه في جنوب فرنسا «فكرة معينة عن العولمة تقترب من نهايتها مع أفول رأسمالية مالية فرضت منطقها على الاقتصاد بأسره وساهمت في انحراف مساره».

وأضاف «فكرة القوة المطلقة للأسواق ووجوب عدم تقييدها بأي قواعد أو بأي تدخل سياسي كانت فكرة مجنونة..

فكرة أن الأسواق دائما على الحق كانت فكرة مجنونة».

وكان رئيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الديمقراطي كريستوفر دود أعلن أمس الأول أن الحزبين في الكونغرس توصلا إلى «اتفاق جوهري حول مجموعة من المبادئ» بدون الإعلان عن أية نتيجة عملية.

وقال المرشح الديمقراطي للبيت الأبيض باراك أوباما «أعتقد أننا سنتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق، لكن مازال ينبغي تسوية بعض الأمور».

وكان يتحدث في ختام لقاء استثنائي في البيت الأبيض مع الرئيس جورج بوش والمرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين، ولم يعط هذا الاجتماع النتائج المرجوة.

ويلوح الجمهوريون بمخاطر قيام أزمة معممة ويضغطون في اتجاه إقرار الصيغة الحالية لخطة وزير الخزانة هنري بولسون الرامية إلى تخليص المصارف من ديونها المشكوك بتحصيلها بواسطة الأموال العامة، فيما يدعو الديمقراطيون إلى إرفاقها بإجراءات لمساعدة الأسر.

وأعلن الاحتياطي الفدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي والمصرفان المركزيان البريطاني والسويسري صباح أمس عن تمديد اتفاقات التبديل النقدي (سواب) الاستثنائية التي عقدت من أجل مواجهة الأزمة.

وسيتيح هذا الإجراء ضخ بضعة مليارات من الدولارات الإضافية لمساعدة المصارف التي لاتجد الأموال الضرورية لإغلاق حساباتها يوميا.

وتسجل معدلات الفائدة في أسواق العمليات ما بين المصارف ارتفاعا قويا منذ بضعة أيام ما يشير إلى اتساع المخاوف ويزيد كلفة الأموال على المصارف.

وفي أوروبا كان الاهتمام مركزا على مجموعة فورتيس الضخمة للعمليات المصرفية والتأمين التي تسري شائعات حولها منذ عدة أيام، وقد تراجع سعر أسهمها بشكل حاد.

وطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء أمس الأول «بإعادة ترتيب شاملة للنظام المالي والنقدي العالمي، مثلما جرى في بريتون وودز بعد الحرب العالمية الثانية»، داعيا إلى فرض ضوابط أكثر تشددا على القطاع المصرفي. أ.ب.ف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى